الجمعة ١٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم
ميلاد الظهور الأول
من فَناء العدمنبتت أسطورة الخلق و الوجودو بدأت تكبر و تكبر في أقبية الخفاءو حينما اشتدَّ عودها و تجذَّرت في تراب القحط و الجفافو قويَ عظمها في شمس التصحُّرأعلنت للعالم ميلاد الظهور الأولخارجة ًًً من خواء الأساطيرو من هسيس الخوف في عروق الكلامو بدأت تقدِّم نفسها في جمود الانتظارمعلنة ً بشجون اسم الحقيقة بصوت الوجودفخرجت لها زواحف الأرض من أوكارهاتدبُّ دبيب الجوعو في فمها عاصفة ٌ من ريح الفريسةو في رحلتها تنسلخ جلود التوقُّعاتلِتتفاجأ بلحم الحقيقة المر و عظمها القاسيو شراستها في صون ميلادها المنتظرعندها كثرت في وجه الحقيقة المخلوقة لدغات إبليسمجنَِّداً ضدَّها موتى القبورالتي ما فتئت تسير عمياءبقدمي حياةٍ منفوخةٍ ببوق الشرِّ المستطيرمن روح إبليس الملعونةفتشوَّشت أمام عينيها مساحة الدفاع الصائنو زاغت عيناها بحِيرة الاستمرارو كادت أن تفقد العزيمة الواثقةلولا أن اجتاحت فكرها المخنوقأنفاسُ التضحية المنعشةفاستعادت تدريجيَّاً نبرة العلوِّ و السموّبعد أن سقطت هنيهات ٍ في فخِّ الصوت المبحوحبزكام الهزيمة اليائسةو قامت بفرك عينيها من جديدو زمجرت بطبائع الفرسان التي تغلب عليهاو نفثت الخوف والرعب في كعكة القسمة و المصالح الكبرىبل أمطرتها بحفنات ٍ من تراب التمرُّدو عندما بدؤوا بقضمها قضمة ً تلو أخرىأحسُّوا بوجع الوليمة و شظف عيشهاعلى الرغم ممَّا زخرفها من فواكهو ما تبعها من مشروبات الروح الملكيَّةو هنا كانت نافذة القدر مفتوحة ً على مصراعيهافانتقلت سموم إبليس على بساط شيطان ٍ من شياطين الأعاصيرلِتدخل الآذان و الأنوف و الأفمامفتسقطهم صرعى مواقفهم مشدوهينتحت أنَّات الزئير المتألمو تناثرت هياكل الموتى من حول مخلوق الحقيقة راجعين إلى أجداثهمبعد أن فارقتهم لعنة إبليس الذي سقط مقتولاً بلدغات الزواحف الجائعةفما كان من حقيقتنا المنتصرةإلَّا أن سطَّرت أبجديَّة الكرامة العائدةو أصدرت وثيقة العيش المشترك الصارمةو اقتلعت عينَ إبليس من مكانهاو من ثمَّ فقؤوا العين الأخرىبعد كلِّ هذا أكملت حقيقة الخلق الصالحةحياتها عامرة ً في حضن الأمان النبيل...........................