مُكابَداتُ جلجامِش
إنَّني حَيٌّ وَإنْ طالَ الرَّدى
جَبهَتي الشَّمسُ
وَعينَايَ المَدى
لُغَتي الكونُ وَصَوتي ثَورةٌ
بُحَّ في صَمتِ المَقابِرْ
وَسَحَابُ الدَّمِ في صَحوٍ كذوبٍ
آسفاً يَعلو المَنائِرْ
عَنْ شِتاءِ الفَقْرِ
عَنْ وَحْلٍ يُغَطّي السَّطْرَ
لَنْ تَحكي الدَّفاتِرْ
حَقْلُ أضْغاثٍ نَما فِي حُلُمي
وَالحَصَادُ العُمرُ والصَّمتُ يُكابِرْ
أهْدُرُ الوَقتَ حَياةً
أجهَلُ العَتمَةَ مِنّي
هَلْ أنا سَقْطُ مَتَاعْ؟
ليسَ لِي حَتّى شِفاهي
ليسَ لِي مَائي وَلا طَيْشي وَلا تَسْبيحَتي ..
أعبُرُ الأيَّامَ كَالسِّرِّ المُشَاعْ
ناسِيّاً ظِلِّي وَآثاري وَأقدَامِي
عَلى بابِ الجِياعْ
حَامِلاً سَلَّةَ حُلْمِي
أقْطِفُ الأضغَاثَ في لَيلٍ بِلا حُبٍّ يُباعْ
يا تَماثيلي الّتي تَملَأُ عُمْري
يا بِدايَاتي التي تَمْضِي
وَلَمَّا تَبتَدئ!
وَأَنا أرقُبُ بابَ الضَّوءِ أنْ يُفتَحَ ليْ
لُغَتي بُحَّتْ فَهَلْ يُفتحُ ليْ؟
طينَتي جَفَّتْ
تَصَدَّعْتُ/ تَكَسَّرتُ /تَبَعثرتُ /
ولَنْ يُفتحَ ليْ!
وَأَنا الجَامِعُ عُمْراً يانِعاً
عَلَّني أقبَضُ مَوتاً جَيِّدَا
اهزَئي يَا ريحُ مِنّي!
فَغَداً يَعْصِفُ وَجهي
مَلْمَحِي يَنثَالُ/ يَحتَلُّ المَدَارا
يَملَأُ الوَقتَ وَأشجَارَكِ وَالأُفْقَ غُبَارا
كُلُّ ذَرَّاتي سَتَصْطَفُّ
وَتَغزوكِ نَهارا
إنَّها تَطلبُ مِنْ جُدرانِكِ الخَضْرَاءِ ثارا
يَكتبُ النِّسيَانُ عَنّي:
هكذا ثارَ الثَّرى مِنْ أرضِهِ ثُمَّ ٱستَطارا
يَا رَضيعَاً جائِعاً ضَيَّعَ نَهْدَهْ
يَا قَميْصَاً خَانَ قَدَّهْ
وَردَةٌ تُوضَعُ في ثَغْرِ البَنادِقْ!
أيُّ عَارٍ ذلكَ السِّلْمُ الذي يُرعِبُ وَرْدَةْ؟
شَمْعَةٌ تُوقَدُ لكنْ في الصَّبَاحْ
إنّها تَخفُتُ/ تَنهَارُ / وتَذوي
إنَّهُ الذَّنْبُ المُبَاحْ
الذُّنوبُ الآنَ غَرْقى
نَحنُ في آثامِنا أكثرُ صِدقَا
ذِلَّةُ الطِّينِ التي فينَا سَتَبْقى
أينَ تِلكَ النَّارُ يَا (ليْليثُ) يَا أوَّلَ نَدبَةْ
كُلُّ شِعْرٍ لَسْتِ في مَعناهُ كِذبَةْ
تاهَ مَنْ لَسْتِ وآثارُكِ دَربَهْ
(آدمٌ) ضَيَّعَ تَعبَهْ ..
أفلَتَ الخُلْدَ الذي أبحَثُ عَنهُ العُمرَ كُلَّهْ
رُبَّما الخُلْدُ مُمِلٌّ دُونَ حُبٍ/
دُونَ فَقْدٍ / دونَ أنْ يَفجعَ مَنْ يَرْحَلُ أهلَهْ،
دونَ (أنكيدو) وَأُمّي ..
إنَّ خُبزاً لَمْ يَذِقْ ثَغرَ المَسَاكينِ سَيَكفُرْ
وَردَةٌ مِن قَبرِ (هَابيلَ) سَتَزْهُرْ
فِكرَتي نَهْرٌ قَديمٌ
وَ(هِراقليطسُ) يَعبُرْ