الاثنين ٢ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم أحمد مظهر سعدو

نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً

كثرت في الآونة الأخيرة أسماء وأعداد الجمعيات الخيرية والإنسانية أو التي تتسمى بذلك، وراح العديد من أهل الاقتصاد، والمجتمع، وكذلك زوجات وأخوات وبنات بعض المتنفذين يبحثن عن مسميات وتسميات ذات طابع خيري إنساني، في محاولة منهن لتغطية كل مفاصل المجتمع، وصولاً إلى الإمساك بالعمل الخيري تمظهراً وتنطحاً شكلياً للتربع على كرسي الشأن الاجتماعي .. ويبدو أن الكثير والكثير جداً – حتى لا نظلم البعض- يتمسح بالشأن الاجتماعي الإنساني لتغطية أمور أخرى، أو لغسل الأموال، وأشكال تتبدى بين الفينة والأخرى، مضافاً إلى ذلك محاولة بعضهن للتمظهر (التفشخر) عبر الجلوس إلى وسائل الإعلام للقول بأنهن يعملن في الحقل الخيري خدمة للناس (الغلابة) من معوقين أو أصحاب احتياجات خاصة، أو محتاجين أو ما شابه ذلك من أطفال ومسنين وعجزة .

فنرى نشاطاتهم تقام في أفخم فنادق الشام أو حلب، ويدعى إليها أكثر الناس ثراء، وسلطوية، وجاهاً، والكل يلهج باسم الفقراء المساكين الذين لا يصلهم من ذلك إلا الكلام .. ليصبح العمل الإنساني التطوعي موضة العصر (اللوك الجديد) لبعضهن، من اللواتي يجدن وقتاً رحباً للفراغ يؤثرن أن يمضوه في أعمال تجلب لهن ولأزواجهن الفائدة غير المباشرة، أو المباشرة أحياناً أخرى .

وهنا نحن لا نثبط من عزيمة بعض الذين يعملون في الحقل الخيري الإنساني بحق وجد .. بل نحاول أن نكشف من يتجمل باسم الفقراء المعوزين! لنؤكد من جديد أن العمل الإنساني الخيري التطوعي مسألة سامية وراقية ولا يجب أن تترك للمتمظهرين المزاودين .. بل للمتطوعين الإنسانيين الصادقين والذين يندمجون في المجتمع بدافع إنساني صرف، لاهدف له إلا مصلحة المجتمع، ورفع قامته باتجاه الأعلى والشموخ على طريق البناء المجتمعي الإنساني للناس كل الناس . .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى