الأربعاء ٢٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٦
بقلم
نسير فتنأى دروب الحياة
تمرُّ الحياةُ بنا في رصيفِ الجمودْتمرُّ على ماتبقََّى من الحس في غابةِ الهمِّ والمستحيلْلتوهمنا أننا قد نرى في مرايا التذكُّرِ رسماً من الحبِّيشدو بدربِ الحنينْليبحثَ عن ومضةٍ في لياليْ الفناءْلماذا نسينا ثمارَ الأمانيتنوحُ على مقعدِ العاجزينْ؟نريدُ الوصولَ لما نرتجي في خضمِّ الضجيجْنريدُ الوصولَ وكلُّ الذي حولنا قد تردى غياباًووهماً يضيقْنضيقُ بهنضيقُ بنافنمسكُ في خارجِ النفسِ بحمى السؤالْلنبحثَ في وطأةِ الليلِ عن نجمةٍكي نواعدنا بعدَ ألفِ شتاتٍفنعرف لو مانظرنا لهاأننا مثلَ وجهِ الدجىما نزالْنسيرُ على ضفةِ العمرِ كالتائهينْنسيرُ وبينَ العيونِ يلوِّحُ موتُ الهوىوانطفاءُ المنونْبكفٍّ من اليأسِ قد جمَّدتها عهودُ الشتاءْنسيرُ وبينَ الخطى يعبثُ اليأسُ في ما يريقُ البكاءْنريدُ الوصولَ لما نرتجي من الحلمِ بعدَ انصرامِ اللياليْولكنْ نسينا بأنَّ اللياليْ جداراًونحن الطلاءْنفتِّشُ عنافنجريْونجريْ لهاثا ً يصمُّ انسيابَ الصدىولكننا لو وقفنا قليلاًوأسنَدَ كلٌ إلى الصبحِ ظهرَ الرحيلْسنعلمُ أنَّا المدى في ازدحامِ اللياليْوأنَّا نسيرُنسيرُ سراعاًونبحثُ في دهشةِ الموتِ عن لحظةٍ من بقاءٍ تناءتْ بكفِّ الخرابْلنجمعَ بين الأصابعِ كالحائرينَوفي كفِّنا قد نسينا البقاءْ!!!*****************أيا منيةَ العمرِيابسمةََ البدرِ في نائياتِ الكرومِوبوحَ الصَّبا في انتشاءِ السماءْتمرُّ الحياةُ كما لانشاءْتمرُّ كما الريحُ كي تخطفَ الأمسَ من مقعدِ الصمتِ والذكرياتْتمرُّ على تينةِ العمرِ برداً يعرِّي ضلوعَ البقاءْلتعبثَ ريحُ الخريفِ بدمعِ الحنينْوتلطمَ أوراقُهُ السمرُ وجهَ المدى في خضمِّ العراءْفأجريْ غريباًعلى ما يواري صريعُ الحياةِ بكفِّ الحياةْأفتشُ عن رنوةٍ تغمرُ السرَّ في تربةِ القلبِ حَبَّاًلتبسُقَ مِنْ حقلِ عمريِ غصونُ البقاءْوقد زمَّلَ الصمتُ دمعَ الجوى في كفوفِ النقاءْأيا نسمةََ البوحِ في نهرِ صمتيهنا كانَ قلبيهنا قد رأيتُ انبعاثيولكنَّ كلَّ الذي كان يامنيتي حالَ ذكرىفأنظرُياويحَ قلبيمضى كلُّ شيءٍوماعادَ في حقلنا غيرُ ريحِ الخريفِ تصمُّ الغديرْلأسألَ حوذيَّها المصطلي سرجَ آلامناأينَ ولى الجميعْ؟وأينَ الديارُ تغني بظل القلوبِ نشيدَ الهوىفي ربيعِ الخلودْ؟فينظرُ نحويْ طويلاً طويلاًوقد بدأ الكون يغفو بكف الغروبْلينسلَّ من دربيَ المنحني تحت غدرِ المنافيْويذويْ سفيناً سباهُ من البحرِ أصيلاً سكونُ السماءْفأطرقُ والليلُ يصفعُ أوراقَ حقلِ الأمانيْلأصغيْ لصوتِ الصفيحِ يلفُّ الدجىوبردُ العبورِ يذرُّ ألوفَ السدودِ على نهرِ قلبيْوحوليْ صراخُ السنينِ يلفُّ السكونْلكي يعتريني دبيبُ الفراغْوأبقى وحيداًوحيداًوحيداًأفتشُ في الدربِ عن بعضِ رسمٍمن الأمسِ قبل انكفاءِ الرجاءْفلا ألتقي غير ظليْ المسجىفي انكسارٍعلى راحةٍ من حطامِ الفناءْ