الأحد ٢٠ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم
نشيدُ الــذلِّ
يا أم حمزة نوحي الدهرَ وابكينا | وكفكفي الدمع بالأحداق وانعينا |
وناشدي الأرض بركانا ليطمرنا | فما بها اليوم ناموسٌ فيحينا |
الدارُ قيد وما عادت تؤانسها | غيرُ العجائز تحكي سفرَ ماضينا |
والأرضُ خصب وقد جفّت منابعها | وانساب فيها حرورُ الجدب يسقينا |
وضاع فيها نشيدُ العزّ معتزلا | حتى استهام ببوق الشرك حادينا |
وهذه الدور قد سدّت نوافذها | وسيّج الذلُ عند الفجر وادينا |
يا أم حمزة ما عادت بنا همم | أو عاد يوقظنا ظهرٌ ويشفينا |
نمْنا على طرب والشرك يبهرنا | حتى صحونا وفكر الذل حاوينا |
الحرفُ يخدع والأعلامُ تخذلنا | والسوطُ يلبسنا خوفاً ويكسونا |
إنْ نفتح البابَ أو ننظرْ بنافذة | أتت علينا ضباعٌ تختفي فينا |
الحالُ أصبح كالأغنام تحرسها | زعرُ الكلاب لذئب صار فرعونا |
لا الذئب يرحمُ لا الأغنام يسعفها | شوقُ الحياة وتغني النحرَ سكينا |
كنّا الغزاة وخيلُ الكرّ تتبعنا | والروحُ فينا لعشق الموت تغرينا |
كنّا وربّك لا تغفو مضايفنا | حتى أستضاء بجمر القدر عالينا |
كنّا كفردٍ أصاغ الدهرَ مقتفياً | في الذود شبلاً وفي الكرات شاهينا |
واليومُ نحن مجاميعٌ مشرذمة | فيها التفرقُ يذرينا ويزرينا |
فيها الولاءات للأحزاب تحكمنا | والجاهلية دون الدين تغنينا |
الـنــاسُ تـلـهـو بـآمــال فأحـسـبـهـا | مثـل الـسـراب يـنـادي فــي أمانيـنـا |
اللهوُ يسمو فيسمو الذلُّ مركبنا | فزارعُ الشوك لن يقتات يقطينا |
لا يشبع المالٌ أطماعا تؤرقنا | ولا المكاسب عند الجاه ترضينا |
لا الموت ينسى ولا الآلام ترحمنا | ولا الملذات يوم الفصل تنجينا |
لن يسعد الناس مهما فاض مكسبهم | أو زيْد قومٌ على المقسوم ماعونا |
ما عزّ مالٌ ولا جاه مذلتنا | أوعزّ يوماً دعاةُ الشرك نادينا |
لن يرفع الذلَ غـربٌ طـار منخدعـا | أو يمنح العـزَ شـرقٌ بـات تسكينـا |
العزُّ في الدين منهاجاً ومعتقداً | والدين عزّ به نعلو السلاطينا |
ما ذلّ قومٌ وبيضُ الحق مشرعة | أو ذلّ غدرا فؤادٌ قال آمينا |