الأحد ٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
بقلم أمل إسماعيل

نشيد العروس

يا ظلّ حائـطِ بيتنا ما أجمَلكْ!

كالعقد سطـّرتَ الحَمَامَ على حوافكَ كلّ فجرٍ

تـُنشـِدُ الدنيا مَعـَكْ

والشمسُ ترسمُ ضحكةً خضراءَ في قلبِ النخيلِ

هناكَ أعرفُ من أكونُ..

أفيقُ..

أفتحُ في سماوات الصباحِ النافذةْ

والصبح يغسلني نداهُ على الزهورِ

أشمُّ رائحةَ الترابِ

وظلّكَ الحاني يمر على الوجوهِ الراحله

أمي تمشطُ شَعرَها: "يا ربّ أفرحني بها.."

شيئا فشيئا يكبر الشقّ القديم على الجدارِ

ويضربُ الإسمنتُ جرحا غائرا في جبهتكْ

لن أسألكْ:

أتحـِسُّ بالوجعِ الغريبِ عن المسافة مثلنا!

أتحسُّ كـَمْ كنا لنا..

والآن ظـِلّكَ كم يمدُّ إلى المدى؟

.. ألفا ذراع؟ ألف متر؟ ألف ألفٍ..

كم ترى؟

أنتَ الأبُ الباقي تزلزلكَ الشوارعُ كل يومٍ

يعبرُ المارون من درب البياضِ على ظلالكَ

يرسمون على امتدادِ الظل صورة حُلمِهِمْ

والحيُّ يكبرُ في مَداكَ وكلُّ بيتٍ ينحني لتحيتكْ

جَـرِّبْ بأن تقضي نهارك نائماً..

لا الشمسُ تشرقُ

لا الفراشاتُ التي تقتاتُ ظلكَ سوف تأتي

لا ديوك الحي لا قطط الجوار ولا أحدْ

حتى النوافذ سوف يغلقها الكسل

إن لم تمد لنا يديكَ

ستكبرُ السنواتُ في المرآة حتى لا أراني طفلَتـَكْ

يا ظل حائط بيتنا

ما أسكـَتـَكْ؟

قم فانثرِ الظلَّ البهيَّ على الخليقةِ

أنتَ أدرى

ليسَ من رجلٍ له ظلٌّ طويلٌ مثلنا

الظلُّ لكْ..

لن أتركـَكْ

سأهزُّ نخلتنا لتولدَ من جديد

أنتَ طفلي.. أنتَ أهلي..

حينَ تبسمُ كم أذوبُ على ظلالكَ

أنتَ ظلّي..

الظل لك!

يا ظلّ حائط بيتنا..

من قال إني سوف أرضى..

أن أغيبَ وأبدلَكْ!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى