الأحد ٢٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢١
بقلم محمد زكريا توفيق

نص - ثلاثية أسخيلوس – حاملات الشراب

الثلاثية تتكون من ثلاث مسرحيات، هي: أجاممنون، "حاملات الشراب" و"ربات الغضب".

شخصيات المسرحية:

أوريستيس: ابن الملك أجاممنون والملكة كليتيمنسترا

إلكترا: أخت أوريستيس

كليتيمنسترا: الملكة وأم أوريستيس

أيجيسثيوس: زوج أم أوريستيس

سيليسا: خادمة أوريستيس العجوز

بيلاديس: رفيق أوريستيس

الكورس: مجموعة سبايا حروب سابقة

رئيس الكورس

ربات الغضب

خادم

المسرحية بأسلوب مبسط:

(يقف أوريستيس وبيلاديس أمام قبر أجاممنون)

أوريستيس: أيها الإله هيرميز، أتوسل إليك أن ترعاني وتقبل صلاتي. أرجوك يا إلهي أن تقف إلى جواري، في السراء والضراء. لقد عدت إلى وطني بعد غياب طويل ونفي مرير.

ها أنا أزور قبرك يا والدي. أرجوك أن تغفر لي غيابي، أثناء قيام المجرمين بقتلك غدرا. سأترك خصلة من شعري. سأثبتها بقبرك، تقديرا واحتراما مني لك، يا والدي العزيز.

(تدخل إلكترا مع الكورس، حاملات الشراب، ويقتربن من قبر أجاممنون)

رئيس الكورس: من هي؟ وما سبب قدومها؟

أوريستيس: هي أختي الحبيبة إلكترا، تلتحف بالأسى والهم والحزن.

رئيس الكورس: نعم، إنها تتثاقل في مشيتها، تخطو ببطء، تبدو منهكة شديدة الحزن.

أوريستيس: جئن يحملن القرابين. لقد أحضرن جرار الشراب، لكي يصبنه على قبر والدي. يا زيوس العظيم، امنحني القدرة على الانتقام لمقتل والدي. كن رحيما بي ومعينا لي. تعال يا بيلاديس، ودعنا نجلس في الظل لنستمع إلى زخات الشجن، المصحوبة بتراتيل الرثاء.

(يختبئ أوريستيس وبيلاديس خلف المسرح)

الكورس: لقد جئنا مع الحزن والهم، ننشد الترانيم ونقدم القرابين على روح الميت. لقد جئنا نحمل جرار الشراب. صرخات الرعب كانت تنطلق من قصرك يوم مقتلك، يا أجاممنون. فأي شئ يغسل دمك المسفوك؟ وماذا يكفر عن رقادك الأبدي في قبرك هذا المشبع بالأسى؟

رئيس الكورس: القصر المسكين أصابه الإهمال وسيطرت عليه الكآبة.

الكورس: كيف تستطيع قرابين الشراب كلها تطهير الأرض من الدماء المسفوكة؟ إننا نبكي خلف الأقنعة، ونخفي أحزاننا بالملابس السوداء.

إلكترا: أيتها الخادمات، ما عساي أن أقوله بينما أقوم بصب شراب الحزن على قبر والدي؟ أجبنني. هل أقول أنني قد أحضرت هذا الشراب، كطلب والدتي، لكي أصبه قربانا على روح زوجها الحبيب، والدي أجاممنون؟ إنني لا أستطيع أن أنطق بهذه الكلمات! يا رفيقاتي، لا تتركوني. إنني لم أحضر قرابين الحب على روح والدي، إنما قد أحضرت قرابين الكره الدفين. أليس كذلك؟

رئيس الكورس: بحق قبر والدك المقدس، سأفتح قلبي وأبوح بكل ما عندي.

إلكترا: تكلم بحق إخلاصك لوالدي المتوفي.

الكورس: لا تنسي أن تقيمي الصلاة والدعاء لكل المخلصين لوالدك الفقيد.

إلكترا: من تعنون بالمخلصين؟

الكورس: أنت وكل من يكره أو يحتقر أمك، كليتيمنسترا، وزوج أمك أيجيسثيوس، قتلة والدك أجاممنون.

إلكترا: من يمكن أن نضيفه إلى قائمة الدعاء هذه؟

الكورس: لا تنسي أخيك، أوريستيس، الغائب بعيدا.

إلكترا: أنتن خير من نصحني في محنتي.

الكورس: بعد ذلك، أضيفي أسماء القتلة!

إلكترا: ما معنى هذا الكلام؟

الكورس: نعني أنك تقومي بالدعاء لكي يأتي من يقتص لك منهما!

(تذهب إلكترا إلى القبر، وتبدأ في صب الشراب وتلاوة الصلاوات على روح والدها أجاممنون)

إلكترا: يا إلهي، هيرميز، استجب لدعائي وصلاتي على روح والدي. إنني أصب شراب القرابين وأنا أدعوك يا والدي أن تغفر لي ولأخي المسكين أوريستيس. فنحن ضائعان بسبب غدر أمنا. أنا أعيش بعد موتك مثل الجارية، وأخي يعيش في المنفى. أجب دعائي يا أبي. واسمح بعودة أخي سالما من منفاه. واجعل من قتلوك يتذوقون طعم الغدر والقصاص. ها هي صلاتي ودعائي، ينسابان مع شراب القرابين وأنا أصبه على قبرك. فاجعل الأرض وكل الآلهة تأتي للوقوف إلى جوارنا.

الكورس: هل من رجل قوي، في يده رمح يستطيع تحرير هذا البيت؟

رئيس الكورس: رجل قوي!

الكورس: آه، رجل ينقذ هذا البيت.

إلكترا: استمعن إلى هذه الأخبار.

الكورس: تكلمي، إلكترا، تكلمي.

إلكترا: هناك خصلة شعر أخرى مقصوصة وموضوعة على القبر كهدية.

الكورس: خصلة شعر من؟ أخبرينا من فضلك.

إلكترا: أنظرن، نفس اللون ونفس الشكل والملمس مثل شعري.

الكورس: هل ممكن أن تكون خصلة شعر أخيك أوريستيس؟

إلكترا: إنها لا تخص أحدا غيره.

الكورس: مسكينة إلكترا، مسكين أوريستيس. لن تكونا معا كأخت وأخ مرة ثانية.

إلكترا: ربما تكون خصلة الشعر هذه، رسالة من قريب لي بقرب انتهاء آلامي وأحزاني؟ آه لو حضر أخي الحبيب لكي يقوم معي بتكريم روح والدنا عند قبره. أيتها الآلهة، أي عواصف وأعاصير تلقونها في مسيرة حياتنا القلقة؟ انظروا إلى آثار الأقدام على الرمال هذه. إنها تشبه أثار أقدامي أنا، ولكنها ليست لي. نفس الشكل والحجم. إن قلبي يدق بشدة.

(يظهر أوريستيس وبيلاديس على المسرح)

أوريستيس: لقد استجابت الآلهة لدعائك.

إلكترا: بماذا استجابت؟

أوريستيس: من كنت تطلبين حضوره، ها هو يقف أمامك.

إلكترا: وما أدراك بمن أرجو من الآلهة حضوره؟

أوريستيس: إنني أعرفه. هو أوريستيس الذي تتمنين حضوره.

إلكترا: لكن، كيف استجابت الآلهة بالضبط لصلاتي ودعائي؟

أوريستيس: هل ترينني أمامك ولازلت لا تعرفينني؟ انظري إلى هذا المنديل، إنه مطرز بشغل يديك. كلاب القصر قد عرفتني، لكن أختي الحبيبة إلكترا لم تعرفني.

(ترتمي إلكترا على قدمي أوريستيس)

إلكترا: أه يا أعز كنز تركه والدي لي. أنت أملي وسعدي وبهجتي. لقد عدت، أخي الحبيب، إلى أختك الحزينة.

أوريستيس: زيوس. أيها العظيم زيوس، سدد خطانا وحقق رجانا. احن على يتيمين، لأب وقع في شباك غدر أفعى سامة، هي زوجته وأم أولاده. اليتيمان هما أوريستيس وإلكترا.

الكورس: سكون. حافظوا على السر. إذ ربما ثرثرة اللسان تفضح لقاءكم السري هذا.

أوريستيس: لن يتخلى عنا الإله أبولو الآن. لقد أخبرتني العرافة وقالت: "سيلفع مثل ثور من اللهب قتلة أجاممنون" فهل أكذب العرافة؟

الكورس: يا روح الضياء، حقق لنا الرجاء.

أوريستيس: يا أبت، أيها المسكين، اهدني إلى الصواب. ساعدني على إعادة بيتك إلى سابق عهده من عظمة وفخار.

إلكترا: أنصت لنا يا أبت! اثنان من أبنائك يقفان أمام قبرك، ينتحبان ويبكيان بقلوب حزينة. اهدنا وسدد خطانا.

الكورس: ساعدوهما أيتها الآلهة.

إلكترا: يا زيوس العظيم! اهو بقبضتك القوية على القتلة والظلمة، وأرجع الحق والعدل ثانية.

الكورس: القتلة تخشى روح العدالة.

أوريستيس: يا إلهي زيوس، إلى أين أتـجه؟

إلكترا: أيتها الأم القاسية، يا من بلغت بك الجرأة على دفن زوجك بدون ندب أو حزن أو نعي.

الكورس: نعم، ارفعي صوتك عاليا يا إلكترا، حتى يعرف الجميع مقدار غضبك من أمك وحزنك على أبيك.

إلكترا: أمي وزوج أمي قد أهاناني وعاملاني بجفاء. لقد حبساني وقيدا حركتي مثل الكلاب الضالة. مما كان يدمي قلبي ويصيبني باليأس.

الكورس: استمعوا إلى قولها أيتها الآلهة. هذا ما يحدث حقا.

أوريستيس: ساعد محبيك أبي العزيز.

إلكترا: أنا أيضا أقف مع أخي.

أوريستيس: أبي، قف معنا ضد ما نكرهه.

الكورس: هذا هو الصواب

إلكترا: أيتها الآلهة، كونوا عدول في قراراتكم.

الكورس: لقد تأخرت العدالة. لكنها ستأتي. تأتي لمن يطلبها بالصلاة.

أوريستيس: يا أبي، يا من قتل شر قتلة. استجب لصلاتي، واجعل بيتك من نصيبي.

إلكترا: وأنا أيضا يا أبي. أطلب منك أن تساعدني في قتل كليتيمنيسترا وايجيسثيوس ثم الهرب.

أوريستيس: أيتها الأرض الطيبة، دعي أبي يشاهد هذه المعركة.

إلكترا: أيتها الآلهة العظام، امنحانا النصر المبين.

أوريستيس: تذكر يا ابي كيف سلبا حياتك منك.

إلكترا: تذكر يا أبي كيف أوقعاك في شراكهما.

أوريستيس: ألم تنتبه يا أبي، إلى ما قد جرى معك.

إلكترا: ألا تسمو إلى مستوى الأحداث يا أبي؟

الكورس: يجب أن تضرب لكي تحقق ما كتبه القدر.

أوريستيس: ليكن ما يكون. لكنني لا أدري سبب وجود شراب الرحمة الذي تركته أمي على مقبرة والدي؟ ما السبب؟

رئيس الكورس: إنه الكابوس الذي يمنعها من النوم ويملؤها بالشعور بالذنب.

الكورس: إنه الحلم بأنها تلد أفعي سامة.

رئيس الكورس: إنها تستيقظ صارخة من نومها.

أوريستيس: يعني هذا أنني سأتـحول إلى أفعى لكي أقتلها. هذا ما يعنيه الحلم.

الكورس: ليكن ما يكون.

أوريستيس: خطتي بسيطة. يجب أن تعود إلكترا لكي تعيش في القصر، حتى لا تكتشف خطتنا. أنا، ومعي صديقي بيلاديس، سنتخفى في ثياب رحالتين، أتيا كي يقابلا أيجيسثيوس. وعندما أواجه زوج أمي، سأرشق سيفي في قلبه وأرديه قتيلا. الآن أنت يا إلكترا، راجعي خطتنا لكي تتأكدي من جدواها.

(يخرج أوريستيس وبيلاديس وذهبا لكي يتخفيا. وتدخل إلكترا القصر.)

الكورس: سندان العدالة قوي ومتين. ومقدرة الأقدار تلين الصلب وكل ما هو عصي.

رئيس الكورس: لقد أتت الآلهة أخيرا بابن لهذا القصر. لكي يجعل القتلة تدفع ثمن ما قد اقترفوه من خطايا.

الكورس: لقد أتت الآلهة بلحظة رعب.

رئيس الكورس: بالقرب، وسيف مصوب إلى القلب.

الكورس: حياة يجب أن تذهب، وحياة يجب أن تأتي.

رئيس الكورس: القوانين الإلهية جاءت لكي تبقى. لا يمكن الخلل بها، ولا يمكن أن يطويها النسيان.

الكورس: لقد درات عجلت الزمن. دم يسيل، ثمنا لدم قد سال من قبل.

(أوريستيس وبيلاديس يعودان وهما متخفيين في ملابس رحالة. يقرع أوريستيس بيده على الباب.)

أوريستيس: أيها الخدم، ألا تسمعونني. ألا تسمعون القرع على الباب؟ هل يوجد أحد بالقصر؟ وهل وجد أيجيسثيوس عبارات الترحيب به غريبة عليه؟

(يفتح أحد الخدم الباب)

أوريستيس: اذهب وأخبر اسياد هذا القصر، بان عابر سبيل رحالة قد أتى بأخبار هامة. تعجل الأمر يا هذا. فظلال الليل بدت تظهر في الأفق. وهذا هو الوقت الذي يجب أن يجد كل غريب مأوى، يأويه ويقضي ليلته فيه.

(تظهر كليتنمنيسترا بالباب)

كليتيمنيسترا: أغراب؟ ما عليكم سوى اخبارنا بطلباتكم فتجاب. ستنالون ما تستحقون من راحة. يا خدم، قوموا بضيافتهما وإكرامهما بما يليق بسمعة هذا البيت العريق.

أوريستيس: سيدتي، نحن رحالة قد أنهكنا السفر، نحمل رسالة إلى أبوي أوريستيس. تقول: أخبرهما بأنه قد مات. ودعهما يقرران ما إذا كان يرغبان في إحضار جثمانه إلى البيت، أم دفنه في البلد التي مات فيها. هذه هي الرسالة أنقلها لكم. وعذرا، إلى من أتحدث؟

كليتيمنيسترا: يا للشقاء، واللعنة التي ألمت بسكان هذا البيت. لا أحد يستطيع الهرب من المقدر. أيها المسكين أوريستيس. لقد سجل اسمك في صحيفة الأموات.

أوريستيس: وددت لو كنت قد أحضرت أخبارا أفضل لهذا البيت العريق.

كليتيمنيسترا: شخص ما كان سيبلغنا بالخبر. الآن قد حان وقت الراحة بعد رحلة السفر الطويلة. يا خدم، قوموا برعاية ضيوفنا هؤلاء، وحققوا لهما كل طلباتهما. وتأكدوا من راحتهما. بينما سأقوم أنا بإخبار سيد هذا البيت بالأخبار الحزينة، حتى يشاطرنا الأحزان.

(يخرج الجميع فيما عدا الكورس)

الكورس: يا إلهي، أنصت إلى أوريستيس واستجب له. الآن هو الوقت الفصل. فالسيف سيظهر حده.

(تدخل سيليسا)

سيليسا: لقد قمت باستدعاء إيجيسثوس، كما أمرت كليتيمنسترا من قبل. إنها تبدي وجها حزينا لخدمها، حتى تخفي فرحة وابتسامة داخلية. نظرتها الحزينة كاذبة! سيسر إيجيسثوس أيضا لسماع رسالة الغرباء. لكنني لم أتحمل جرحا كهذا من قبل. عزيزي أوريستيس، قد مات. كنت ممرضته عندما كان صغيرا. لقد أجهدني، فليتبارك قلبه الصغير. لقد كنت مخلصة في معاملته، بعد أن أوكلني والده أمره منذ ولادته. آه يا أوريستيس، كم أنت تعيس. إنني حزينة جدا. والآن، أنا في طريقي للبحث عن الرجل الذي كان السبب في خراب عائلته. نعم، إيجيسثوس، سيكون سعيدا بما يكفي لسماع موت أوريستيس.

قائد الكورس: ما هي رسالتك إلى إيجيسثوس؟

سيليسا: رسالتي هي أنه يأتي مع حرسه الخاص.

قائد الكورس: لا تقولي شيئا من هذا القبيل لسيدنا المقيت. تبسمي وأخبريه بأن كليتيمنسترا تريده أن يأتي في التو واللحظة، وحده.

سيليسا: ماذا يعني كل هذا؟

الكورس: اذهبي! افعلي ما أمرت به! الآلهة ستهتم بالأمور التي تهمها.

(سيليسا تخرج مسرعة)

الكورس: أوه زيوس، كبير الآلهة، احفظ الخير في هذا المنزل، واحمه من الزوال..

رئيس الكورس: واجلب عهد الخير، يا زيوس.

الكورس: واجعل هذا البيت يخرج من الوحل، ويرفع قامته لكي يرحب بسيده أوريستيس.

(يدخل إيجيسثوس)

إيجيسثوس: لقد طلب مني الحضور. هناك شائعة تقول إن أوريستيس قد مات. فهل هذا صحيح أم مجرد إشاعة؟ أعطوني جوابا!

الكورس: اذهب الى الداخل وتبين بنفسك. لا توجد أخبار مؤكدة.

(إيجيسثوس يدخل القصر.)

الكورس: زيوس! زيوس! كيف يمكننا البدء في الدعاء؟

رئيس الكورس: كن قوي القلب يا أوريستيس.

الكورس: انجز عملك المهم، يا أوريستيس. إنه القدر، ولن يلومنك أحد.

رئيس الكورس: الآلهة إلى جانبك.

الكورس: حقا، النصر له ما يبرره!

(ويسمع صرخة من ايجيسثوس من الداخل.)

رئيس الكورس: صوت من، هذا؟

الكورس: صوت النصر؟

رئيس الكورس: من يحكم القصر الآن؟

(خادم يدخل من القصر)

الخادم: النجدة! النجدة! لقد مات إيجيسثوس. لقد انتهى إيجيسثوس. النجدة! ألا تسمعونني؟ هل متم جميعا أم أنتم نائمون؟ احذري يا كليتيمنسترا. رقبتك على حافة السيف. احذري.

(كليتيمنسترا تدخل من الجانب)

كليتيمنسترا: ما هذا الصوت الذي أسمعه مدويا في المنزل؟ تكلموا!

الخادم: الموتى يأتون من القبور لقتل الأحياء!

كليتيمنسترا: الموتى يعودون إلى الحياة؟ أعرف ما تقصدينه. أحضري لي سلاحا. القصة الطويلة المريرة تصل إلى ذروتها.

(يدخل أوريستيس وبيلاديس من القصر)

أوريستيس: نعم، إنه أنت التي أسعى إليها! أنت، التي أسميها أمي. زوجك الثاني قد قتل!

كليتيمنسترا: إيجيسثوس قد مات؟ لا!

أوريستيس: وستدفنين معه في نفس القبر.

كليتيمنسترا: انتظر! أنت ابني، دمي، ولحمي. أوريستيس، تذكر أنني أمك!

أوريستيس: بيلاديس، ماذا أفعل؟ كلماتها تدمي قلبي، فهل يجب أن أضعف، ولا أنهي عملي. أخبرني بحق الآلهة.

بيلاديس : ماذا عن كلمات كاهنة المعبد؟ ماذا عن كل قسمك المقدس للآلهة؟

أوريستيس: نعم، يا بيلاديس، أنت تنصحني جيدا.

كليتيمنسترا: لقد ربيتك واعتنيت بك وأنت طفل، لماذا لا تعتني بي في شيخوختي؟

أوريستيس: هل تطلبين مني أن أشاركك نفس المنزل الذي قتلتي فيه والدي؟

القدر يا بني، القدر يتحمل نصف اللوم.

أوريستيس: إذن، القدر هو الذي رتب موتك الآن.

كليتيمنسترا: وهل، يا أوريستيس، لعنة أحد الوالدين لا تعني شيئا بالنسبة لك؟

أوريستيس: لقد أنجبتيني، ثم رميتيني إلى البؤس.

كليتيمنسترا: يبدو أنك مصمم، وعلى وشك قتل شخص آخر.

أوريستيس: أنت، ولست أنا، الذي يقوم بالقتل.

كليتيمنسترا: حذار، أوريستيس، من لعنة الأم. فهي سوف تطاردك!

أوريستيس: ولعنة الأب ستطاردني إذا تركتك تذهبين حرة.

كليتيمنسترا: إذن، أنت الأفعى في حلمي؟

أوريستيس: نعم! كابوسك رأى الأمور على حقيقتها. لقد قتلت رجلا لا يجب أن تقتليه. وعليك أن تعاني مما لا يجب أن تعانيه.

(أوريستيس يجبر والدته على دخول القصر يليها بيلاديس)

الكورس: كن شجاعا، يا أوريستيس. صم أذنيك ولا تستمع لصراخها، "ابني! ابني!"

زعيم الكورس: عليك بالأداء الخاطف يا أوريستيس.

الكورس: امح المجرم والجريمة!

(يسمع صرخة كليتيمنسترا).

(يدخل أوريستيس يحمل رداء كليتيمنسترا الملطخ بالدماء)

أوريستيس: الطغيان ذو الرأسين في أرضنا قد وصل إلى نهايته. أعداء والدي، بكل فخر، لم يعد يتكلمون. لكن ضميري غير مرتاح. دائم التفكير في، هل هي مذنبة أم لا. هذا التفكير يعذبني ويكاد يقتلني.

الكورس: لا يمكن لرجل أن يأمل في قضاء الحياة بمنأى عن الألم.

أوريستيس: لكنني لا أعرف، متى سينتهي هذا الألم. أنا أسألكم يا أصدقائي، هل كان لي ما يبرر قتل أمي؟

الكورس: يجب ألا تعذب نفسك بمثل هذه الأفكار والوساوس.

(ربات الغضب يدخلن من الباب الخلفي للمسرح)

أوريستيس: انظروا، وخز الضمير، يظهر في شكل ظلال تبحث عني. لا أستطيع البقاء هنا!

رئيس الكورس: أي شيء يقلقك، إننا لا نرى ظلالا.

الكورس: ما الداعي للخوف؟

أوريستيس: إنها ليست وهمية. أنا أراها جلية. واضحة كضوء الشمس. تأتي نحوي.

رئيس الكورس: عقلك مشتت.

أوريستيس: أيها الإله أبولو، ساعدني! ساعدني!

الكورس: امسك نفسك ولا تخاف. لقد فزت!

أوريستيس: أنتم لا تروها، ظلال الشك. لكنني أراها. يجب أن أهرب!

(مع صرخة ألم، يخرج أوريستيس مندفعا، تتلوه ربات الغضب)

رئيس الكورس: ليصاحبك الحظ السعيد.

الكورس: لتحميك الآلهة وتجلب لك السلام.

(يتحول الكورس إلى الجمهور.)

الكورس: أين النهاية؟ أوه، متى تنتهي هذه الحكاية. حكاية الكراهية المصحوبة بالغضب؟

(الكورس يخرج ببطء، وترك المسرح فارغا)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى