السبت ٦ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم حسن علي الخيل

نفس

تحملني الهموم فضقت ذرعاً
وضاق الجسم ما طاق احتمالا
لتمضي نحو مرماها بعيدا
ومرماها عصيٌ لن ينالا
يساورها نزوعٌ للمعالي
فما هابت تلالاً أو جبالا
أسائلها ومن ظمئي هدوءاً
فلم ترض الهدوء ولا السؤالا
أعنفها لأبقى باتزاني
فتزداد اضطراماً واشتعالا
كمهرٍ حين يكبحه لجامٌ
يرج الأرض يملؤها انفعالا
تحملني الهموم بدون ذنبٍ
إلى هدفٍ عليِ قد استحالا
وأسألها بأمري كيف أحيا
فما حفلت يميناً أو شمالا
ولم تأبه بأحزاني وشوقي
وتعمد أن تحملني المحالا
أواصلها على وجعٍ وبؤسٍ
وما قبلت لقاءً أو وصالا
تعالت عن وضيعٍ أو رخيصٍ
ولم تلبس عتيقاً أو سمالا
تريد الشمس منزلةً وداراً
وغير الشمس ما رامت مآلاً
تمج اليأس ترفضه حياةً
وترفض أن يكون لها خصالا
تضللني بأن هذا زمانٌ
به اللذات تغتال الرجالا
وتوهمني بأن دارت رحاه
وصار القبح يحتقر الجمالا
وأن اللص فيه خير قرمٍ
وبين الناس يختالُ اختيالا
زماني شحَ واحتبست غيومٌ
وعنه الخير قد شد الرحالا
فما اخضرت مواسمه شتاءً
وما غلت مواسمه الغلالا
إلى نفسي أعود كأنِ جمرا
يزيد الروح ناراً واشتعالا
وفي جسدي جراح راعفات
دماً نزَت كسيل الماء سالا
سأقبلها ولا أشكو أذاها
وقد بزغت على الدنيا هلالا
وانزع من شراييني سهاماً
وأمشي الدرب أياماً طوالا
أطاول كلَ من يسمو بطول ٍ
ومن نحو النجوم قد استطالا
وأزرع فوق وجه الشمس روحا ً
تزيد الشمس حسنا ً واكتمالا
سنون العمر قد مرَت كبرق ٍ
تضاحك فوق أعيننا وزالا
سأحمل كل َ أعبائي وحلمي
على كتفي أجرجرها ثقالا
إذا في البيد ما أطلقت سهمي
يطير السهم ُ يصطرع الرجالا
وأغمد خنجري في ليل يأسي
إذا أملي تناثر واستحالا
تعلمت الرجولة من جدود
بأسياف ٍ لهم قهروا المحالا
وكل ٌ راح يحتقر المنايا
أحب الموت واحترف النزالا
بقلبي اخضوضرت واحات بيد ٍ
وأورق ميت ٌ ونما ظلالا
أنا شجرٌ به أحزان عمر ٍ
وماء ٌ حين تشربه زلالا
وبحرٌ في شواطئه أمان
وإعصارٌ إذا احتدمت سجالا
أُروي البيد من دمع كمزن ٍ
وأسقي في فيا فيها الرمالا
وأجعلها حقولا من حروفي
وأركز في مضاربها النبالا
وأمطرها بماء ٍ من معين ٍ
وأرعاها حلولا ً ورتحالا
بأعماقي ضمير ٌ ظل حيا ً
وروح ٌ تملأ الدنيا جمالا
وصوت ٌ فيه للحق ِ مكان ٌ
ويمنحه كمالا ً واكتمالا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى