الخميس ٣١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٠
بقلم إسراء عبوشي

نقاش فيلم «صبايا كلمنجارو»

تم في الثلاثين من كانون أول ديسمبر من العام ٢٠٢٠ 30|12|في مركز الطفل الثقافي، نقاش فيلم (صبايا كلمنجارو) للمخرجة ميساء الشاعر من مدينة جنين، ضمن مشروع (يلا نشوف فيلم) الذي تنفذه مؤسسة (شاشات سينما المرأة) التي تأسست عام 2005م بهدف مشاركة المرأة في إنتاج ثقافة فلسطينية مبدعة ومعاصرة، بالتعاون مع جمعية «الخريجات الجامعيات» ومؤسسة «عباد الشمس» لحماية الإنسان والبيئة، وبتمويل رئيس من الاتحاد الأوروبي، ضمن برنامج (تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين)

بدأ الفيلم من جدار الفصل العنصري: الصبية تمشي بمحاذاة الجدار، وتُعرّف على نفسها: أروى من الرام، ابنة خالتها اقترحت عليها أن ترافقها لتسلق جبل كلمنجارو، وخلال البحث تعرفت على علا الطبيبة التي سترافقهم بالرحلة، بدأت تجمع معلومات عن الجبل، وتربط بين حلمها وأحلام أبطال رواية (أرواح كلمنجارو) لإبراهيم نصر الله وياسمين النجار من نابلس، ومعتصم أبو كرش من غزة الذين رغم الإعاقة خاضوا قصة تحد ورفعوا علم فلسطين على قمة كلمنجارو، إعاقة الجسد وإصرار الروح خطوات نحو الحرية، غنت أغنية جامبو بفرح، وتخطت العراقيل المادية وموافقة الأهل، وحملت الطبلة، وهي تجتاز الحدود، وتغادر الوطن، في إشارة بأن هذا الشعب يأمل بالفرح، ويذهب إليه، وشعوره أن الفرح بانتظاره.

تنتاب الفتيات مشاعر بين الخوف والحب، هي المغامرة مشاعر متداخلة، برد، وجع معدة، نقص أكسجين، ومع ذلك تستمر متحمسة، تقع، وتنهض، وتقول لنفسها تحمّلي، والدافع داخلي، تحدّت الحدود، وبقي الحلم حافزا للصعود إلى القمة، القمم التي نواجهها بحياتنا مع أنفسنا ، في كل إنسان قمة، عليه أن يصعدها، وإلا بقي في القاع، مهما صعد من قمم.

في النهاية لا تنجحن في الوصول للقمة، يتوقفن حماية للآخرين، لكي لا يعرضن غيرهن للخطر، ومع ذلك يجدن في طريق الصعود النجاح.

وسبق أن ذكر جبل كلمنجارو في رواية أرنست همنغواي "ثلوج كلمنجارو" الأرواح مقابل الثلج، أرواح الجبل، العراقيل عند إبراهيم نصر الله يقابلها الفلسطيني بالتحدي والإصرار ويتخطاها، هي خطوات نحو الحرية للصبايا وأبطال كلمنجارو في رواية نصر الله، بينما كانت في رواية همنجواي تُعبّرعن حالة من الهذيان لكاتب مصاب بالغرغرينا وهو مُشرف على الموت.

أبدى الحضور إعجابهم فيما طرحه الفيلم، وأسلوبه الذي أثار دوافع إيجابية في نفوس الحاضرين، عزيمة، وتحد، وإصرار، وأمل، مبيناً أهمية السفر في حياة الإنسان، وضرورة التحدي الاجتماعي كنوع من أنواع الحرية، وضرورة أن يكون للإنسان هدف يسعى إليه، ويخوض التحدي لأجله، ويتخطى العراقيل، وهو مؤمن به.

أثنى الحضورعلى استخدام المخرجة لمصطلح "جسر دولة الاحتلال" مبيناً أهمية تربية أبنائنا على المصطلحات التي شكلت ذاكرة الوطن مصطلحات نقية قبل تغير الخطاب، ومحو الذاكرة الجمعية.

ومتى نكون جزءا من الفكرة تصبح الأهداف عامة، والحافز إيجابيا ومؤثرا، فلم يكن الصعود فرديا، ولسنا فقط مشاهدين، لنصعد بذواتنا، كل واحد منا يستطيع أن يكون مثابرا محرضا لذاته، ونحقق هدفا في مكنونات أنفسنا.

بعض العراقيل لم تتطرق لها المخرجة مع أنها هامة واجتيازها صعب جداً، تتلخص بتفاصيل ما قبل السفر كموافقة الأهل على سفر بناتهم وحدهن، وهناك مأخذ على المخرجة باستخدام لغة عامية، وحبذا لو استخدمت اللغة العربية ليكن الفيلم عالميا، وكي تفهمه باقي الدول العربية، ولو أنه أضاف إلى جانب هدفه التحفيزي أهدافا وتطلعات عامة تخص كل فلسطيني.

وعند سؤال المخرجة ميساء الشاعر عن كيفية تصوير الفيلم، وقد لاحظ المشاهد دمجها للمشاهد الحقيقية والمشاهد التمثيلية قالت: إنها استخدمت التلقائية لتظهر الأمل والتحدي، وحافظت على النظرة التفاؤلية المرتبطة بالإنسان الفلسطيني، وأظهرت مشاهد مليئة بالأمل، وفي النهاية أضافت عمقا يؤصل الذات بنظرتها لمفهوم القمة.

في النهاية وفقت المخرجة من خلال الفيلم بشحن المشاهد بكثير من المشاعر الإيجابية التي تدفع الإنسان لتحقيق أهدافه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى