الاثنين ١ آذار (مارس) ٢٠٠٤

ن . هـ . أ الثلاثي المحرم

بقلم : تيسير عبد الله

نانسي عجرم، أليسا، وهيفاء وهبي، هذا الثلاثي الذي أربك خريطة الغناء في الآونة الأخيرة، وأحدث ما يشبه الصدمة في العقلية والأذن العربية، وانكسرت على يديه المقاييس الفنية، التي طالما كرست وطرحت عبر الصحف والمجالس الفنية، والمنتديات العنكبوتية .

شعر البعض بالمرارة جراء هذا الظهور المذهل، لهذا الثلاثي المدهش، الذي اختلف الكل على مدى القدرة والطاقة والموهبة لديهن، واتفق الكل على أنهن حققن حضورا مدهشا في فترة قياسية غريبة إلى حد كبير .

ولنستعرض بعض الآراء التي أراها بحكم متابعاتي وقراءاتي وسماعي وكذلك من خلال استقرائي ما يحمله بريدي الإلكتروني، من ردود الفعل المختلفة حول أي مقال، أقوم بكتابته عن نانسي أو عن هيفاء وأليسا طبعا مقارنة بما أكتبه ويكتبه غيري، حول العديد من الأسماء التي تعج بها الساحة الغنائية العربية . لكن هذا الثالوث، الذي فرق الجماعات وملأ الصفحات وتناقلته الفضائيات، يستحق منا هذه الوقفة، وهذا التحليل وهذه القراءة، راجيا كل الرجاء أن لا يفسر كلامي وقراءتي على أنها موقف " مع أو ضد "، حتما هي رصد فني واقعي وحقيقي، أحببت أن يشاركني القارئ العزيز فيه، وقد نختلف وقد نتفق . ودعوني استعرض لكم هذه الآراء والأفكار التي تحملها .

  بعض الآراء المثقفة ترى في فن هذا الثلاثي إسفافا وتسطيحا لمعنى الفن الراقي وهدما لكل الأطر الفكرية، التي جبلت عليها العقلية العربية . وهذه الآراء تنظر إلى فن نانسي وهيفاء وأليسا نظرة دونية، وأن فنهن لا يرقى إلى مستوى الطموح العربي وهن جزء من المؤامرة على العقل العربي .

  بعض الآراء الدينية ترى، أن ما تقدمه هؤلاء الفتيات لا يعدو كونه سقوطا أخلاقيا مريعا، وهو جزء كذلك من المؤامرة، على القيم الدينية والأخلاقية للأمة، خصوصا أن الشكل المقدم هو خارج عن إطار الدين والقيم .

  العقليات القومية ترى، أن غزوا غربيا بلسان عربي يأتي من " خصر " نانسي عجرم ومن " شراشف " أليسا ومن " سيليكون " هيفاء وهبي، وأنهن جزء من مؤامرة غربية، والعولمة جاءت على شكل عوالم.

  العقليات الكبيرة في السن، ترى في أولئك الشابات كسرا للوقار والحشمة، وهذا ما يجب أن يمنع عن الجيل الجديد، خصوصا عن الفتيات المراهقات، يعني : إن أغنية " عندك إحساس "، للفنانة أليسا يجب أن تشفر وتوضع عليها علامة " فوق 18 سنة فقط " .

  بعض السيدات العربيات، وبالذات ممن فات عليهن قطار الجمال وودعهن إلى غير رجعة، يرين أن جمال هذا الثلاثي هو جمال مزيف وغير طبيعي، تقوده أصابع المزينين " والله يخلي العدسات والسيليكون " وأنهن يقدن مؤامرة ضد الرجال للفت الانتباه، وربما يكن قد سببن مشكلة حقيقية بعد بروزهن ورقصهن، وربما كان ارتفاع نسبة الطلاق في الآونة الأخيرة، يعود إلى ذلك يعني : نانسي عندما غنت " يا سلام "، تكون قد خربت ما نسبته 3% من بيوت العرب المستقرة . وهيفاء أتت على بقية المنازل والشقق .

  بعض المختصين الموسيقيين، لم يتوقفوا كثيرا عند الصورة والكليب، اللذين أثارا الأغلبية من الآراء السابقة، وطرحوا رأيا موسيقيا، يأتي في أغلبه مؤيدا ومادحا الثنائي أليسا ونانسي ، ومتحفظا على هيفاء .

  بعض الأقلام التي تنتمي إلى جنسيات معينة، تجد أن البروز الكبير، لهذا الثلاثي يشكل بالنسبة إليهم قلقا لأنهن ينتمين إلى بلد محدد، ولم توزع خارطة الشهرة على بقية البلدان، حتى وإن حاول بعضهن اللعب في الملعب نفسه، وحاول بعض المخرجين استخدام المعطيات نفسها، لبعض الفنانات، لكنهن لم يصلن إلى باب الشهرة، كما حدث لهيفاء ونانسي وأليسا، ولا أقصد طبعا هنا الفنانة الجميلة " روبي " .

  بعض الآراء وهي في الواقع رأيي الخاص تقول إن من حق أليسا وهيفاء ونانسي، أن يقدمن فنهن، وأن يأخذن فرصتهن بكل ما يطرحنه من شكل ولتترك الفرصة لعين المشاهد وأذنه، وبالتالي نصل معا إلى قناعة منطقية وعقلانية، تجعلنا تحكم على المرحلة، بكل تفاصيلها وخصوصيتها، وأصواتها وعدساتها، وحتى سيلوكونها .

بقلم : تيسير عبد الله

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى