الثلاثاء ٢٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم زينب خليل عودة

هجرة 32 ألف مواطن خلال الأربع سنوات الماضية

كشفت القائم بأعمال رئيس الجهاز المركزي للإحصاء علا عوض، أن حوالي 32 ألف مواطن هاجروا للإقامة خارج الأرض الفلسطينية خلال الفترة 2005 – 2009، وهذا الرقم لا يشمل الأسر التي هاجرت، في حين يعود لها سنويا من بين 5-7 آلاف عائد.

جاء ذلك خلال ورشة عمل عقدها الجهاز في مقره، اليوم الاثنين، للإعلان عن نتائج مسح الهجرة الأول في الأرض الفلسطينية في العام 2010، بحضور ممثلي الوزارات والمؤسسات الرسمية والأهلية والجامعات والمراكز البحثية والجهات المعنية.

وقالت عوض: إن نتائج المسح بينت أن فئة الشباب هم الأكثر هجرة للخارج مقارنة بغيرهم من السكان، وأن ثلث المهاجرين هم في العمر 15-29 سنة، وحوالي 26% منهم في العمر 30-44 سنة، مشيرة لوجود تقارب في التركيب العمري للمهاجرين حسب الجنس، كما أن نسبة المهاجرين من الذكور ترتفع مقارنة بالإناث؛ بواقع 152 مهاجراً ذكراً لكل 100 مهاجرة من الإناث.

وتابعت عوض: ’أكثر من ثلث المهاجرين هم أبناء لرب الأسرة، ونحو ربع المهاجرين هم زوجة ابن أو زوج ابنة لرب الأسرة، وعلى مستوى الجنس كان حوالي 43% من المهاجرين الذكور هم أبناء أرباب الأسر، وبلغت نسبة الإناث المهاجرات 26%’.

وأضافت: إن الأردن كانت وجهة النسبة الأكبر منهم، فمن بين كل 100 مهاجر، هاجر 24 إلى الأردن، و20 مهاجرا إلى دول الخليج العربي، مقارنة بنحو 22 مهاجراً إلى الولايات المتحدة.

وأوضحت أن الهجرة بسبب الدراسة شكلت بسبة الثلث، في حين كان الدافع الرئيسي لنحو 15% من المهاجرين تحسين مستوى المعيشة، و14% لعدم توفر فرص العمل.

ونوهت عوض إلى أن التحصيل العلمي لأكثر من ثلث المهاجرين كان البكالوريوس فأعلى، كما أن أكثر من ثلث المهاجرين حاصلين على شهادة الثانوية العامة، في حين لم تتجاوز نسبة المهاجرين ممن لا يحملون أي مؤهل علمي 1% من إجمالي المهاجرين.

5-7 آلاف عائد سنوياً

وأشارت عوض لعودة 5-7 آلاف عائد سنوياً للأرض الفلسطينية خلال السنوات الخمس الماضية. كما بينت النتائج أن أكثر من ربع العائدين عادوا حتى العام 1990، وحوالي ثلثهم عاد خلال الفترة (1995-1999)، وهي فترة شهدت عودة عدد كبير من الفلسطينيين من الخارج، نتيجة لاتفاقيات السلام وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية.

وأضافت: ’شهدت الأرض الفلسطينية انخفاضا في نسبة العائدين خلال الفترة (2000-2009)، وهي الفترة التي شهدت فيها الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى)، كما شهدت اجتياحات واسعة من قبل القوات الإسرائيلية لمعظم مناطق السلطة الفلسطينية.

الشباب هم أكثر العائدين

وأشارت عوض إلى أن حوالي 37% من العائدين هم في العمر 15-29 سنة، في حين بلغت نسبة العائدين ممن تزيد أعمارهم على 60 سنة 9%، وبلغت نسبة الأفراد الذين عادوا وأعمارهم دون 15 سنة 6%، وتتقارب هذه النسب ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأضافت: ’تشير نتائج المسح إلى أن أكثر من ثلث العائدين قدموا من الأردن، ويشكلون نحو 43% من إجمالي العائدين إلى الضفة الغربية، ونحو 29% منهم من دول الخليج العربي، وهم ويشكلون نحو ثلث إجمالي العائدين إلى قطاع غزة.

الرغبة في الهجرة للخارج منخفضة

وأكدن عوض أن نسب الراغبين في الهجرة ليست بالمرتفعة، حيث بينت نتائج المسح أن حوالي 13% من مجمل الأفراد (15-59 سنة) يرغبون في الهجرة. وعلى الرغم من الظروف الصعبة في قطاع غزة، تبدو النسبة قريبة مقارنة مع الضفة الغربية (نحو 14% في الضفة الغربية و12% في قطاع غزة).

كما بينت أن الخليج مقصد غالب الراغبين في الهجرة وبنسبة حوالي 23% من إجمالي الأفراد (15-59 سنة) في حين بلغت نسبة الراغبين في الهجرة إلى أمريكا حوالي 15%، ونحو 28% يرغبون في الهجرة إلى دول أجنبية أخرى، في حين لم يحدد أو يقرر نحو 18% الدول التي يرغبون في الهجرة إليها.

الأسباب والدوافع للهجرة

عرضت عوض أسباب ودوافع الهجرة، وبينت أن الأسباب التي دفعت الأفراد للهجرة للخارج هي ذاتها وراء رغبة الأفراد المقيمين للهجرة.

وأضافت: ’بلغت نسبة الذين يرغبون في الهجرة لتحسين الظروف المعيشية 39%، و15% لعدم توفر فرص عمل مناسبة، و19% للدراسة، وأكدت عدم وجود اختلاف كبير في هذا الجانب ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة باستثناء الرغبة في الهجرة لانعدام الأمن، فكانت النسبة أعلى في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية؛ (14% و6% على التوالي).

لكن الشعور بالراحة كون الأرض الفلسطينية أرضاً مباركة كان سبباً كافيا لكثيرين لعدم الرغبة في الهجرة، حيث بينت النتائج أن أكثر من ثلاثة أرباع الأفراد (15-59 سنة) من الذين لا يرغبون في الهجرة أفادوا بأن شعورهم بالراحة فقط في الأرض الفلسطينية، وأنها أرض مباركة وراء عدم رغبتهم في الهجرة.

الهجرات الداخلية امتدادها المحافظة الواحدة والمحافظات المجاورة

أكدت عوض أن حركة السكان الداخلية بين الضفة وغزة محدودة للغاية، بسبب الفصل الجغرافي، وسياسات الاحتلال للفصل، إذ بينت نتائج المسح أن نسبة محدودة جداً من الفلسطينيين المقيمين في غزة حالياً لهم مكان إقامة سابق في الضفة الغربية.

وبينت أن معظم الهجرات الداخلية للسكان تكون داخل المحافظة الواحدة، ومن ثم المحافظات القريبة؛ ففي محافظة طوباس كان نحو 24% من القادمين إليها ممن كانوا يقيمون في محافظة جنين، وكذلك الحال في محافظة سلفيت، حيث أن نحو 38% من القادمين إليها ممن كانوا يقيمون في محافظة رام الله والبيرة، وفي محافظة أريحا والأغوار، فإن حوالي 20% من القادمين إليها ممن كانوا يقيمون في محافظة القدس، وحوالي 22% ممن كانوا يقيمون في محافظة بيت لحم.

وأشارت إلى أن معظم الهجرات الداخلية بين المحافظات وداخلها تمت منذ 10 سنوات فأكثر (نحو 50% منها)، وأعادت عوض أن السبب الرئيسي لتغيير مكان الإقامة داخل الأراضي الفلسطينية، بسبب الزواج بنسبة 36%، وبسبب المرافقة بنسبة 33%، في حين يلاحظ أن الأسباب الأخرى كانت منخفضة كالعمل، والدراسة، ... الخ.

وأضافت أن نتائج المسح بينت أن حوالي 33% من الأفراد الذين هاجروا داخلياً هم في العمر 15-29 سنة، ونحو 30 % هم في العمر 30-44 سنة، وهذا يعود لأن هذه الفئات هي الأكثر حركة بالنظر إلى أسباب الهجرة وهو الزواج، بالإضافة إلى كون الهجرة الداخلية قد تكون حدثت قبل سنوات من تنفيذ المسح.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى