الثلاثاء ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم دعاء ردايدة

هذا هو الانتحار

جميع أوراقي مبعثرة
وكلماتي ضائعة...
هواجسها مجروحة تنزف أتراح الوداع الأخير
أوتار عودي منفية محجوبة عن الآخرين
 
**هذا هو الانتحار**
 
على طاولتي الخشبية التي نقشت عليها
أجمل العبارات والرسومات
هنالك فنجان قهوتي ينتظرني في المساء
ما زال مليئا بالقهوة الساخنة
ينتظر رشفتي الأخيرة
لقد صبر معي هذه السنين وتحمل أنفاسي
الملتهبة والمجروحة
لكنه ألان ينتظر بشغف الرشفة
التي ستنهي عمري دون رجوع.
 
** هذا هو الانتحار **
 
عينان مثقلتان بالكاد أستطيع
أن أرى فيهما شيئا
مليئتان بالدموع
التي لم تفارقهم يوما
دموعي التي كانت رفيقة دروبي
 
** هذا هو الانتحار **
 
كلمات.......
أفكار........
تجوب خاطري اليائس منذ سنين
مواقف مضحكة وأخرى حزينة مسكونة في قلبي
لحظات لن تنسى بل نقشت في وجداني
فكانت بحرا هائجا يجوب فؤادي ليذكرني
بأجمل الأحداث وأبشعها
 
** هذا هو الانتحار **
 
واقع مرير عايشته بجميع لحظاته
فكان قاسيا لا يعرف الرحمة والاستحسان
تذوقت علقمه فكان شديد المرارة في فمي
مرت لحظاته في حياتي كزائر ثقيل الظل
صعب الخلاص منه لكنه رحل ونسي لي طيفه
الذي ما زال يلازمني في جميع خطواتي
لحظات صعبة رحلت مع مرور الأيام
ودونت بأرق الجراح في قلبي
فكانت جراحي قوتي الذي عاندت بها الحياة
انتحار...
انتحار.....
نعم حياتي انتحار !!
لقد جربت يوما الانتحار بطريقتي
وفي اللحظة الأخيرة تراجعت
لأتركه لقدري فهو أدرى بموعد رحيلي
 
** هذا هو الانتحار **
 
غابت الشمس وسرقت طيفها الرائع
حل المساء وزينت النجوم السماء
جلست على طاولتي
فأخذت فنجان قهوتي
وتناولت رشفتي الأخيرة
وضعت فنجاني فأصبح ينادي لرشفة أخرى
فتناولت واحدة أخرى تلتها رشفة أخرى
فلم يبقى به إلا قاعا مليئا بالحثل الأسود
فحملت نفسي واصطحبت فنجاني وغسلته
فأصبح خاليا من حثله ابيض اللون بعيدا عن السواد
 
** هذا هو الانتحار **
 
جرح...
يليه جرح...
فيندمل القلب ويصبح مليئا بالهموم والمآسي
وترسخ في قلوبنا أجمل الجراح التي تتراكم
مع الأيام لتصبح ذكريات مليئة بالسواد
في لحظة من اللحظات....
نبحث عن الأمل ونجمعه
لنغسل قلوبنا بالحب والأيمان
فتصبح قلوبا بيضاء بعيدة عن السواد
مليئة بالأمل والعطاء
 
** هذا هو الانتحار **
 
أنا الحزينة هنا الباكية غدا
أنا المسافرة اليوم اوغدا
أنا الغريبة التي لم تعرف يوما حقدا
أنا بأحرفي ابعث لغزا عسى من يفهمه ويأخذ العبرة
أنا السعيدة بأن انقش على القلوب حبا ووفاء
هذا هو الانتحار أن تبقى على جدول الانتهاء
وتنتظر النداء بعيدا عن الأوجاع
أنا المسافرة اليوم اوغدا
أنا الغريبة التي لم تعرف يوما حقدا
أيامي تسيل نحو الانتهاء
وعمري يسير نحو الاختفاء
أنا المسافرة اليوم اوغدا
هكذا أنا سأغدو ذكرى ونداء
 
بقلمي دونت كلماتي
وبمشاعري نثرت أحرفي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى