الثلاثاء ١٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٤
بقلم محمد محمد علي جنيدي

هستيريا الدماء

إن استباحة دماء أبناء أوطاننا الإسلامية وإزهاق أرواحهم على النحو الذي نراه لهو أمر مذهل ومخجل، ويعد مقدمة لبركان ستطول حممه الجميع ولن تترك أحدا في مأمنه سالما.

ذلك لأن القاتل عندما يقتل بغير حق ويفلت من عقوبة القصاص العادل يصبح كلبا مسعورا وتشرئب نفسه لمزيد من إراقة الدماء - وعلى كل الأحوال – معلومٌ بأنه لا يوجد إنسان طبيعي يمكن أن تتلوث يداه بدم إنسانٍ بريء.

وعليه - فلا ينبغي أبدا أن يُبَرر القتل لمنافسة أوخصومة أو اختلاف في رأي أو غير ذلك، والحق سبحانه يقول: ( أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) صدق الله العظيم.
أقول لأولئك الذين يحملون السلاح لتصفية خصومهم العزل أو لفرض حالة من الشعور بالخوف لتكميم الأفواه في مجتمعاتهم، أو - لأي سبب آخر - بأنكم على أقل تقدير سوف تحملون أنفسكم على أعتاب مرض نفسي عضال لا يُرجى شفائه، وأنكم وأنتم تقتلون الناس تقتلون معهم قلوبكم ولن تشعرون بعدها أبدا براحة أو سعادة، كذلك لن تعيشون بينهم إلا هاربين أو مذعورين، فبأي ثمن تضحون بأمنكم وسلامكم مع الله والناس والمجتمع.

يا أولئك إنكم لا تدهسون نملة ولا تذبحون شاة أو تقتلون بعوضة، ولكنكم تزهقون روح الوطن الذي أنبتكم، وليعلم كل منكم أنه لن يفلت في النهاية من عقاب، فكلما عجز المستضعفون من إعلاء قيم الحق والعدل في الأرض، فالحق ذاته أولى بالدفاع عن قدره وعظمته وقدسيته، وكفى بمحكمة التاريخ شاهدة على نهايات مخزية لملوك وجبابرة وأكاسرة لم يطرف أمامهم جفن ولم يتفوه لسان أحد من رعيتهم إلا بما شاءوا، ولله العزة وله الأمر من قبل ومن بعد.
توقفوا أيها الناس عن هذا النهم المستعر في قتل أنفسكم ولا تفعلوا ذلك ولا تؤيدوه ولا تستجيبوا لنداء شياطينكم، فما أمس حاجة أوطاننا إلى مراجعة صادقة شاملة تُقلص من تفشي هذه الظاهرة، عسى الله أن يمنحنا تراجعا عن وقوفنا على شفا حفرة من تدميرنا وهلاك أمتنا، ونسأل الله العافية.

يقول الحق سبحانه ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) صدق الله العظيم (25) الأنفال.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى