الأربعاء ٨ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم
هل هذه بغداد؟
أغمَضتُ عـن شجر ِ الهوى أحداقيفاسكبْ طِلاكَ عـلى الثرى يا سـاقيورمَـيْـتُ عــني بُــرْدَة ً أبـْلـَيْـتـُهــافي حَـرْب ِ أشـجاني على أشــواقيوبِصَخْـر ِ صَبْر ٍما التحفـت ُ بغيرِه ِوأنــا أجــوبُ مـتاهــة َ الآفـــــــاق ِمـا عُـدْتُ تــنـُّورا ً لـخبـز ِ صـبابة ٍسُــفـُـنُ الـمَـسـَرَّة ِ آذنـتْ بِــفِــراق ِجفَّ الصُّداحُ عـلى فمي وتخثـَّرتْلغتي... وفـَرَّ الحرفُ من أوراقيوتعـبْـتُ مــن صوتي أُنادي لاهِـثـا ًوطـني ونخـلَ طـفولــتي ورفــاقيوأحِـبَّة ً مــرّتْ عــلى بـسـتانِهـِـمْخـيْـلُ الغـُزاة ِ فأصْحَرَت ْ أعـماقيوأنينَ نـاعـور ٍ وضحـكة َ جَـدْوَل ٍورذاذ َ فانــوس ٍ وجَـمْــرَ وِجــاق ِ [1]أشفقتُ ـ من خوفي ـ عليَّ فأحْرَقتْنــارُ الفـؤاد ِ سُــلافــة َ الإشــفـــاق ِأدْمَـنتُ خـُسـرا ً منذ فجـر ِ يفاعـتيوهْـمُ المُـنى ضرْبٌ مـن الإخـفـاق ِغـرَسوا الظلامَ بمُقلتي.. فتعطـَّلتْشَـمْـسـي ونافـذتي عــن الإشــراق ِالمُـطلِقـونَ حمائمي مــن أســـرِهـاشـــدُّوا الـتـُرابَ ومـاءَهُ بِـوِثـاق ِفـإذا بــتحريـرِ العِــراق ِ ولــيْـمَـة ٌحـفلتْ بما في الأرض ِ من سُـرّاق ِما العُجْبُ لـو خانَ الفؤادُ ضلوعَهُ؟إنَّ الذي خـانَ العــراق َ عِـراقي..!!المُـسْـتغيـث ُ مـن الظلام ِ بِظـُلمَة ٍأدْجـى.. ومـن مُسْـتـنقع ٍ بِذعــاق ِ [2]فإذا النـضـالُ نِخاسـة ٌ مفـضوحـة ٌفـاحَتْ عـفـونتـُها بـســوق ِ نِـفــاق ِوإذا الـطِماح ُ مـناصِـبٌ مـأجـورة ٌيُـسْعى لها زحْـفــا ً على الأعـناق ِولقـدْ رأيْتُ النخـلَ يلطِـمُ ســعْـفـَه ُخـَجَلا ً مـن الماشيـنَ مـشيَ نِـياق ِ [3]هل هذه ِ بغدادُ؟ كـنتُ عـرفـتـُهـاتأبى مُـهـادَنَـة َ الـدّخـيـل ِ الـعـاق ِتأبى مُسـاوَمَة ًعلى شـرفِ الثرىوتجـودُ ـ قـبل الـمـال ِـ بالأرْماق ِورثتْ عن "الحُرِّ"الحُسامَ وعزمَهُ [4]وعن "الحسين" مـكارمَ الأخـلاق ِهل هــذه بغــداد؟ تـأكـلُ ثـدْيَـهـافـإذا بِـهـا وعَــدوَّهــا بِـوِفــاق ِ...؟لو أنّ ليْ أمْـرا ً على قلبي فقـدعَجَّـلتُ مـن تِهْـيامِـهــا بِـطـَلاق ِعَقـَدَتْ على طينِ العراق ِقِرانَهانفسي فمَهْري ـ خافقي ـ وصِداقيأخفقتُ في عشقي فكنتُ غــريبَهُإنَّ الـتـَغـَرُّبَ مُـنتهى الإخْـفــاق ِهذا دمي يا نخلُ.. مُـصَّ رفـيفهُفلقـد رأيـْتـُك َ ظـامئ الأعْــذاق ِأسْـعِـفْ خريفي بالربيع ِ لينتشيوردُ المُنى في روضة ِ المُشتاق ِواكـنـسْ ظلامَ الطائفيّة ِ بالسَّـناوأعِدْ لِدِجلة َ زورقَ العـشــاق ِفعسايَ أبتدئ الحياةَ..فلا أرىوطـني ذبيحا ً والدماءَ سـواقي***يا أنت يا قلبي أمثلك في الهوىيشـكو مواجعَ غـُرْبَة ٍ وفِـراق ِ؟أوَلسْتَ مَنْ صامَ الشبابَ مُكابرا ًعن ماء ِ أعْناب ٍ وخبز ِ عِناق ِ؟والمُـثـْمِلات ِ لــذاذة ً بِمَـبـاســم ٍوالمُـمْـطِـرات ِ عذوبـة ً بـمآقي؟يا مَنْ أضَـعْـتَ طـفـولة ً وفـتـوَّة ًماذا سـتَخْسَـرُ لو أضَعْتَ الباقي؟هل في جِرار ِ العُمْر ِ غيرُ حُثالة ٍ؟أطبِقْ كتابَـكَ.. لاتَ وقتَ تلاقي!