الأربعاء ١٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم أحمد وليد زيادة

هل هكذا الحُبُّ؟

هل هكذا الحُبُّ؟
ارتَمَيْتِ على الطَّريقِ وشِئتِ أن ألقى السَّرابَ؟..
لَقِيتُهُ..
وَتَكَسَّرَ الضَّوءُ النَّحيلُ على غيابِكِ
وانكَسَرْتُ على اختِزالي حينَما التَأمَ الحُضُورُ وقد تَشَبَّعَ بالغُبارِ عَلَيْكِ
هل يقوى الغبارُ بأنْ يُحَرِّكَ فيكِ كُلَّ العاطِفَه...؟!
 
هذا أنا أمشي عَلَيَّ وقد بدا فِيَّ احتِقانُ العاصِفَه...
 
في العَتْمَةِ البيضاءِ أملِكُ بُحَّةَ اللحنِ المُغَيَّبِ في دمي
في العَتْمَةِ البيضاءِ تَملِكُ نَجْمَةٌ وقعَ النَّشيدِ
فَإِصبَعانِ وخُصلَتانِ مِنَ الغِيابِ،
يَحُتُّها وَجَعُ المسافَةِ عَنْكِ،
تَكفي كَيْ أُهَدْهِدَ ريشَةً ذَبُلَتْ وأصغَتْ للخَريفِ
بكى صَبِيٌّ في زِقاقٍ غَيْمَةً
وتَبَلَّلَ الخَدُّ الرَّقيقُ
وصاحَ في ضَجَرٍ
"عيوني تحتوي عينيكِ..
والمنفى احتَوَتْهُ
وكُلَّ أشيائي
ومِلحَ الذَّنبِ"
مِلحُ الذَّنْبِ يَمْطُرُ لاذِعاً
ما أخونَ العينينِ..!
يَحتَمِلانِ ما بعدَ الطَّريقِ مِنَ الخصوبَةِ كي أسيرَ
ويَنفُضانِ الليلَ
والبؤسَ المُناسبَ لاكتمال المُنحنى الدَّورِيَّ حتى لا أسيرَ
كذا السَّماءُ
مُحاطَةٌ بالشَّوكِ
والحبُّ المُدَلَّى لم يكُن حبلاً لأصْعَدَ نَحوَ قُبَّتِها
فأسقُطُ كُلَّما عَلِقَ الفراشُ بحَبَّةِ العنَّابِ
 
تَعرِفُني
وتعرفُ كيفَ تُغوي جَنَّتي لِعُبورِ كَعبَيْها
وتَعرِفُ كم سَيَجْرَحُني الحريرُ ونخلُها حولَ البُحَيْرَةِ
ثُمَّ تَنْثُرُني أرُزَّاً لليمامَةِ بيننا..
هل هكذا الحُبُّ..؟!
 
اعتَذَرْتُ لِمِرفَقَيْكِ على مسافةِ صوتِنا بين الشَّبابيكِ المُحَدِّقِ عُشبُها بِكِ
وانصَهَرتُ قصيدَةً عُذْرِيَّةً
تبكي عَلَيَّ
تشُدُّني للمُشمِسِ الأبَدِيِّ
تكسوني ظِلالاً مِن بِكارَتِها
تقولُ "يَمُرُّ مُستَمِعاً إلى بِضْعٍ وسَبعينَ التَقَينَ على الجداوِلِ للنَّشيدِ..
وكنتُ واحِدةً هناكَ
أدورُ حولَ العينِ
أمحو ما تساقَطَ مِنْ خَطَايانا
ومالَمْ نُعطِهِ ما يَستَحِقُّ مِنَ الرَّزانَةِ والخُلُقْ...."
لن أُعلِنَ الآنَ انتِمائي للقصيدَةِ وانكساري خَلْفَ نافِذَتَيْنِ عَنْكِ
وهكذا أمشي عَلَيَّ إلى الأفُقْ....

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى