الاثنين ١٢ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم عبد العزيز زم

هواجس

ياخالقي أينَ يذهبُ الظمانُ

هذِهِ الدنيا أمسَتْ قفارا

الوَرَى فيها تلهو حَيَارى

والعمرُ يمضي ويومُنا يأْسانُ

صَـــبَاحُنا يَأتِــــي والليلُ يَذْهَبْ

وإنني أمضي في الدَرْبِ مُعْجَبْ

في جانبيهِ الحضورُ والنسيانُ

لمــــاذا أتيتُ وأينَ أمضيْ

الاما مضيقُ حياتي يفضيْ

وهناً تلاعبْ بقَصدِنا الأزمانُ

جاهدتُ في الدنيا جهاداً أعظما

أســـقتــنيا حيناً شــــراباً علقما

لاشــــــيءَ يبقى يُفاجَأُ الإنسانُ

سَبَرتُ أسرارَ الحياةِ وكُنْهِهَا

ونِـلْــتُ أحياناً أعاليَ مجدِها

والفكرُ ســــاجٍ أصابَه الأدمانُ


الفلكُ يجمعنا حولَ شمسٍ سرمَدِية

والشـــــمسُ تقتلنا لا رفاتٍ لا بقية

والنـــَــــــاسَ زبداً تُلاعبُ الشطانُ

نشتمُ رائحةَ الورودِ ونسمو

ثمَ الورودُ على رفاتنا تنمو

هلْ نحنُ والتربُ في الثرى سيانُ


جئنا الى الدنيا غنيٌ وفقير

عـبدٌ وربٌ مستشارٌ وأمير

سكيرُ خمرٍ وعاشقٌ ولهانُ

منْ بنا في الكونِ أعلى وأفضل؟

أيُ عـــبدٍ رحمــــــــة اللهِ تشمُلْ؟

مامـِــن خــلاصٍ فيشملُ الغفرانُ


إنِي أُحِبُ وخمرتي عِشقي

الفــِــكرُ حانتُها هو المُسقي

مازلتُ فيها وكأسُها سكرانُ

عشِقتُ جاريةَ رفيعةً النسبِ

رضابُها عَسَلٌ خميرةَ العِنَبِ

بها لايحيط المكانُ والأزمانُ

أقًبِلها في كلِ يومٍ بضعَ مرات

تقبلني في كل برهة عشرات

حسبي بها الخضوعُ والاذعانُ


ياساقيَ الخمرِلاتبخل ملي الكأسِ

فالعــمرُ يحذو بنا بالسكرِ واليأسِ

تحتَ الثرى تشتهي بِنا الدِيدانُ

ياساقيَ الخمرِ لم تبقي الحياة لنا

إلا مســاءً يشـــــاطِرُهُ بريقُ هنا

ياساقيَ الخمرِ فاتنا نَيسانُ

اسقنا قبل أن نغطُس تحت الثرى

لالحـــافاً يغطي جسداً في العرا

والحِــبُ يبكي على طلالٍ خانوا

اسقنا كي تحكي العظامُ قصتَنا

اسقنا كي يروي الترابُ غصَتَنا

للخالدينْ فيه يــُـــدَعى العرفانُ


ياســــــائلي عن أنينِ اللـيلِ والسهرِ

كم ذا رأينا وكم في الذهنِ من صورِ

كم ذا عشقنا وعنْ عُيونٍ بانوا

هلْ مابصرنا وهمٌ في ذِهننا محْضٌ

أم ْماعشــــقنا عيشٌ في قلبنا نبْضُ

أم ماوهبـــنا فليتَهُ الإحسانُ


ياســؤالَ الدهرِ مالكَ مِنْ جوابْ

تُولدُ الأحزانُ مِن سُحُبِ الضَبابْ

والطـَــيرُ يشدو على الرُبَا نَشوَانُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى