الاثنين ١٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم عزيز العرباوي

هوغو تشافيز وأنظمتنا الرسمية الخانعة

يستغرب المرء أكثر عندما يرى ويسمع أخبارا مثل إقدام رئيس غريب عن العروبة وعن المسلمين بطرد سفير الكيان الصهيوني من بلاده ويدعو أيضا إلى محاكمة الصهاينة عن كلما اقترفوه من جرائم واعتداءات همجية ضد أهلنا في قلسطين وخاصة في غزة جراء العداون البربري الصهيوني الأخير على قطاع غزة.

يستغرب المرء أكثر عندما يرى كل هذه الخطوات المباركة من قائد أمريكي لا تيني ومن دولة أمريكية كفنزويلا وغيرها من دول أمريكا اللاتينية التي تعادي الأنظمة الهمجية والبربرية في العالم ومنها النظام الأمريكي والصهيوني ثم نعاين بكل جوارحنا هذا الصمت اللعين الرسمي للعرب ولأنظمتهم الخانعة التي لم تستطع أن تقدم على أصغر خطوة ممكنة ضد الكيان الصهيوني الذي يعيث فسادا في الأرض والعرض العربيين في فلسطين ويدمر المقدسات الإسلامية التي لم تجد اليوم من يرد عنها هذه الهجمة الصهيونية سوى المقاومة والشعب الفلسطيني المسكين .

قد يقول قائل وماذا سيفعلونهؤلاء الحكام الضعفاء أصلا والفاقدين لأي شرعية سياسية أو اجتماعية أو دينية في بلدانهم وهم ليس لهم القدرة على فرض إرداتهم على شعوبهم التي أصبحت لا تهتم بأمرهم؟ والجواب هو أن كل هذا الكلام هو مجرد ذر للرماد في العيون فهم قادرون على فعل الكثير لأهلنا في فلسطين. أقلها إيقاف التطبيع الاقتصادي والسياسي مع هذا الكيان والضغط على القوى الغربية ومنها الأمريكان الذين لا يستطيعون أن يفقدوا منبع النفط والغاز العربيين. أما مصر الشقيقة جدا والتي تمول الصهاينة بالغاز وبغيره من المواد الأولية لقتل إخواننا في فلسطين وغزة بالذات فلا ندري من أي فصيلة بشرية هو نظامها الذي يدعي العروبة والإسلام بينما هو يضرب إخوانه في العروبة والدين تحت الحزام.

إن خطوة الرئيس القائد الفنزويلي (هوغو تشافي) بطرد السفير الصهيوني والعاملين معه لهي خطوة عظيمة تستحق منا التنويه والاحترام والتعظيم، بل إن هذا الرئيس الكبير والعظيم استطاع أن يمرغ وجوه حكامنا العرب في التراب والوحل بخطوته العظيمة هذه بينما هم يبحثون عن رضى أمريكا والصهاينة وعن ابتسامة منهما على ما يقترفانه من تواطيء وصمت على ما يقع لإخوانهم وأهليهم في غزة وفلسطين الحبيبة.

صمت النظام العربي الرسمي وبحثه عن قرار من مجلس الأمن المتواطيء مع العدوان الهمجي الصهيوني على غزة وفرحهم الزائد على هذا القرار المهزلة (قرار مجلس الأمن رقم 1860) وكأنهم حققوا معجزة لهو أمر مضحك ومبكي في آن لأننا نرى أنظمة تبحث عن منافذ لقتل شعوبها وتمريغ كرامتها في التراب عوض مساندتها ومساندة مقاومتها لمواجهة العداون والإرهاب الصهيوني والأمريكي الغاشم. فماذا سيقولون عن المساعدات التي تبعثها أمريكا لإسرائيل لقتل الأطفال والنساء في غزة وكأن كل الذخائر والأسلحة التي يمتلكها الصهاينة لم تفعل شيئا أمام عظمة وصمود المقاومة؟.

ما يمكن أن نقوله هو أن هذه الأنظمة ستكون في موقع حرج بعد انتهاء العدوان وانتصار المقاومة وكل البوادر تدل على ذلك، فهذا الصمود العظيم للمقاومة ولصدها للعدوان بطريقة عظيمة وملفتة للنظر وتستحق الاحترام يجعلنا نقول بأن المقاومة هي الحل في العديد من القضايا العربية التي مازالت عالقة ولم تحل بعد. ومن هنا فالمقاومة في لبنان والعراق وفلسطين وسوريا ايضا هي الحل لأن بالمقاومة والمقاومة وحدها استطاعت كل الشعوب في العالم أن تطرد المحتل وتحرر أرضها من الاستعمار والاغتصاب.

يبقى فعل الرئيس هوغو تشافيز فعلا عظيما سيبقى في تاريخ البشرية وسيبقى وصمة عار على أنظمتنا التي لم تقدم شيئا لإخواننا في غزة بل مارست الضغط على المقاومة وعملت على تحميلها المسؤولية على العدوان الصهيوني وبذلك فما يمكن قوله عنها هو أنها تستحق منا أن ندعو عليها ونقول لك الله يا أنظمة هو المنتقم منك يوما ما ....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى