الخميس ٤ تموز (يوليو) ٢٠٢٤

هو.. في العشق المجازيّ

الاعترافات سمة الأحبة

ديوان "هو.. في العشق المجازيّ" للشاعرة السورية سلمى جمّو، تجسِّد الشاعرة فيه بطلي قصة الحب؛ حبيبها وهي، ويتبادل كلٌّ منهما دور المتحدث عبر قصائد الديوان.

ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 86 صفحة من القطع المتوسط، ويضم ثلاثين قصيدة بين قصائد برقية قصيرة، ومتوسطة.

وتفتتح سلمى جمو قصائد الديوان بقصيدة تحت عنوان "أنت النشوة" تقول فيها مناجية حبيبها:

"كلُّ الوجوهِ حزينةٌ
إلا وجهك،
يأتيني من خلفِ ضبابِ الحُزنِ مُهلِّلاً.
كلُّ الأنواتِ حائرةٌ...
عدا أناك،
يلفُّ ذاتي بثباتِ صيّادٍ ماهرٍ بشعَبِ الإدراكِ.
كلُّ الأحلامِ مؤجَّلةٌ...
سوى رُؤاكَ،
تنْضخُّ بعيشٍ أحمرَ قانٍ من المشاغباتِ.
كلُّ الدّروبِ مُبهَمةٌ...
والسَّبيلُ إلى مدائنِكَ... سالكةٌ ملهِمةٌ".

ومن قصيدة "سيمفونية الصخب"، تقول سلمى جمو على لسان حبيبها الذي يناجيها وكأنه يرد على رسائلها برسائل لا تقلُّ حبّاً وحنوّاً عما ترسل به إليه عبر قصائدها، فتقول:

"تكلَّمي جميلتي...
تكلَّمي
وليبدِّدْ صدى حروفِك عني
عن بدنِ روحي،
ضبابَ وحدتي.
تكلَّمي...
ولتحوّل نغم صوتِك
مقابر خلايا عقلي
حفلاً صاخباً من الجذلِ.

صغيرتي:

ثرثري
فأنا رجلٌ يبحثُ عن نفسِه بينَ كلماتِك،
رجلٌ يعثرُ على أناهُ المقتولة بينَ دفّاتِ قصائدِك،
رجلٌ يحبُّ بك ومعك...".

ومن قصيدة "عبقك بصيرتي" تقول سلمى جمو، سائلة حبيبها في نبرة حانية مع محبة عارمة:

"أنت...
بعضٌ من الله، أم هبةٌ منه؟
حبُّك
نفحةٌ من روحِ الإلهِ
أم لحظةُ تجلّيه في هيئةِ عواطفَ؟
قهقهاتُك...
تراتيلُ لقبائلَ بدائيةٍ لم تعرفْ غيرَ العشقِ ديناً
أم معزوفةٌ هاربةٌ من مزاميرِ الربِّ؟"

وفي قصيدة بعنوان "اغتيالات الحنين" تقول سلمى جمو في مقطعها الأخير، مناجية حبيبها الذي تتوسَّم فيه أن يحتوي جنونها، ويشاركها إياه:

"أحتاجُكَ يا أنتَ
زيزفونةً لا بميّتةٍ، ولا بحيّةٍ
بكَ تريدُ الخلاصَ من سجنِ جذورِها؛
لتعيشَ معك هنيهاتٍ
من الهبلِ
الطيشِ
التمرّدِ،
ثمّ
كزهرةِ لوتسَ طهارة،
تُولدُ من بذورِ عشقِك،
لتفنى في بحيرةِ رجولتِك المستفزَّةِ هدوءها.".

وفي قصيدة "عوالمنا المتوازية" يحرِّض البطل حبيبته (الشاعرة نفسها)، وكأنه هو من يقرأها الشعر ويكتب من أجلها في ذاكرة إبداعها المتخيلة، فتقول سلمى جمو على لسان الحبيب:

"دعيهم يتجوّلوا
بينَ «أناهم» المتعنّتِ
و«هُوَاهم» المُتمرّدِ،
دعيهم يتشدّقون بحرّيّاتٍ ورأسمالياتٍ،
يتوهون بينَ عوالمَ جدليةٍ وأخرى جبريةٍ،
دعيهم
وتعالي
نتسلّل من أسوارِ هذا الكونِ الرجيمِ
إلى مدىً يليقُ بشعرِكِ الأجعدِ
وخصرِكِ الأهيفِ،
وذاك الأحمرُ اللعينُ الممدّدُ بنزقٍ على شفتيك.
نرقصُ ونعربدُ على نوتاتٍ
أستمدُّها من ضحكتِك الخبطِ عشواءَ،
وأخربشُ على خطوطِ جسدِك الإنجيليّ.
صُمِّي أذنيك بشمعِ أشعاري
عن النشازِ المنبعثِ من أشداقِهم ِالنتنة".

وتختتم سلمى جمو الديوان بقصيدة عنونتها "تمثالي المقدَّس"، وتقول فيها على لسان الحبيب العاشق الولهان:

"لا تزهدي بأنايَ اليتيمةِ المملّةِ.
ارسميني فارساً يليقُ بخيالِكِ الشاعريِّ،
وأحبّيني
كما لم تحبّي قطّ.
أحبّي نسختي الأكثرَ احتشاماً منّي الحقيقيّ.
ها أنا...
أفعلُ ما أمرْتَني به، يا داهيَ الأفكارِ.
أحبُّ ظلالَك الخرافيةَ التي
بِتُّ أقدّسُها أكثرَ منكَ".

من الجدير ذكره أن الشاعرة سلمى جمو هي شاعرة وكاتبة كرديّة، من مواليد سوريا (25 آذار، 1992م)، مقيمة في مدينة وان التركية.

متخصّصة في الإرشاد النفسيّ من جامعة مرسين، وماجستير دراسات عليا في البلاغة العربية من جامعة وان، وكلّية إلهيات من جامعة أناضول، في تركيا.

صدر لها في الشعر عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع/ مصر كتاب «لأنك استثناء». مدوّنة في العديد من المجلّات والصحف والمواقع العربية والكردية. وديوان «هو... في العشق المجازيّ»، يعتبر العمل الشعري الثاني لها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى