الجمعة ٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

هي الظلال

ما زالت آثار الانفلونزا عالقة في حلقي، وظهري، ومفاصلي. وما زال الرشح اللعين يواصل جبروته على ضعفي، عطاسا، وسيلانا، وسعالا.

كم أنا ضعيف أمام قوى المرض الغازية.

اتصلت صباحا بصديقي (أبي الأمير) لأخبره بتغيّبي هذا اليوم عن الدوام، وواصلت التكيف مع آلامي الصباحية.

الصباح هذا النهار غير الصباحات السالفة، لا جمال في الصباح! لا جمال في الزقزقة! لا جمال في الجمال!!

الدنيا تأخذ لون المنظار الذي يغطي عيوننا.

الجمال يأخذ جماله من النفس المستعدة لتقبله وفهمه.

(ومن يك ذا فم مرّ مريض، يجد به مرّا الماء الزلالا)

أدرت ظهري للشمس. لأول مرة أداري أشعة الشمس بإدارة الظهر، كنت في الأيام الفائتة أضع حاجزا يمنع الأشعة من الوصول إلى عينيّ ويبقي المجال للرؤية والتمعن والخيال وقراءة ما يقول الأفق...

اليوم أدرت ظهري للأشعة فاكتشفت ظلي!!

منذ أمد لست أدريه لم أنتبه لظلي الذي يرافقني! اليوم رأيت ظلي، ظل يجلس على مقعد، يتحرك حين أتحرك، يتشكّل كيفما أريد له. إنه ظلي.

إدارة الظهر للشمس ترينا الظلال. الظلال مجرد ظلال ليست بأي حال من الأحوال أصولا.
الأصل أبقى وأكثر معنى وفاعلية.

واصلت الركون، والجلوس، والنوم...أبحث عن معاني الأشياء.

أمس غبت عن الساحة. أمس كنت متأثرا بكمّ القطرة غير العادي الذي وضعه الطبيب في عينيّ كلتيهما. لم أستطع رؤية الأحرف ولا تمييزها.

هل كنت متأثرا بحالة (هذيان الحمى على شرفة القمر) ؟! الغريب هو قولي : نعم، نعم بالتأكيد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى