السبت ٦ تموز (يوليو) ٢٠١٣
بقلم
وتذكري
وتَذكِّري أنني مازلتُ أنا المِدرارُ | ومن أجلِكِ تدُورُ القوافي وتُدارُ |
---|---|
فأعيدي لي سِيرةَ الليالي التي | ما غابتْ فيها عن هَوانا أقمــارُ |
وأعيدي أحلامي في طلْعِ بسمتِها | ونظرةً تَنسابُ من صَفوِها الأسرارُ |
ودمعةً في ذكراي إنْ كُنتُ ذا ذكرى | وليلةً قَضَيناها كما قَضى السُـــمَّارُ |
وتَذكِّري أنني مازلتُ أنا كما أنا | أنا الشاعرُ و أنتِ غِنوةٌ وقيِثــارُ |
جِئتُكِ والأشواقُ لا تزالُ تحملُنـي | وتُغني قافيتي من حُسنِكِ الأطيار |
وأنّكِ التي ذاقتْ رحيقَ فرائــدي | وانتشى العبيرَ من عَبقِها العُطّارُ |
ولكمْ شكتْ النجومُ حنينَ قصائدي | حتى الحنين من حنيني إليكِ يُغارُ |
وتَذكِّـري يا مُدللةَ القوافي غِنــوةً | كنَّا سمعناها ونبضُ القلبِ أشعارُ |
وكم إذا نأتْ عن اللقاءِ خُطوتي | يُعانقُ الليلَ من سُهدهِ نهـــارُ |
وإذا ما دَنَتْ بعدَ النوى لُقيةٌ | قلتِ : البعدُ نــارٌ واللقاءُ نــارُ |
وتُحــــرقُ أشـواقَ البعـادِ نظرةٌ | فللهِ ما غرَّكِ و ما شاءتْ الأقدارُ ! |
كُنتِ إذا رأيتِ في عيني شِكوةً | تَبكي عيناكِ و تتبدلُ الأدوارُ |
وإنْ عدّني صرفُ الزمانِ و الجوى | كانت عيناكِ لصرفِ الزمانِ سِتارُ |
فلتحكي الأيام عن ما كانَ بيننا | فليسَ لكعبةِ الحبِ بعدَنــا زُوّارُ |
وتَذكِّري أنني مازلتُ أنا كما أنا | رغمَ الصدِّ شاعرُ السلوانِ مغوارُ |
فاروي حدائقَ الشــعرِ عني إنمـــا | إليكِ دمائي إنْ جَفّتْ لديكِ أنهارُ |
لو غنى للهـوى قيسٌ وغنى بشّارُ | أو استنارَ الشعراءُ بدمعي وأناروا |
فلن يُكتَبَ في هواكِ مِثْلُ قافيتي | فلولاكِ لا شــعراً ولا حــرفاً يُثَارُ |
يا من أضاع الأماني في جهـــلٍ | لقدْ أغرقَ الشراعَ من جهلِهِ بَحَّارُ |