السبت ٢٢ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم عبد المجيد الغيلي

وتهاوت تضاريس العيون

خَبَّأَ التاريخُ في عينيكِ أسرارَ القرونْ
مِنْ غُموضٍ وضَحايا وخَطايا وجُنونْ
لستُ أدري: هذه عيناكِ أمْ كُلُّ العيونْ!
عَينُكِ اليُمنى حَياءٌ، عَينُكِ اليُسرى مُجُونْ
ومَرايا تَتَراءَى عَبْرَ آلافِ السّنينْ
تَقفُ الأجيالُ حَيرَى: أيُ سِحرٍ وفُتُونْ
أيُّ لُغْز أَدهَشَ الأجْيالَ واسْتَهوَى المنونْ
دُونَ عَينَيكِ منَ الألغازِ أَخطارُ الحُصُونْ
جَهَلَ الناسُ مَراميها، فَسَمّوها: جُفُونْ
زَرَعَتْ عَيناكِ في عينيْ أساطيرَ القُرونْ
وغِواياتِ كُهُولٍ بَعدَ سِنِّ الأربعينْ
وحِكاياتِ غَرامٍ عَشقَتْ حَتى السجونْ
نَظَرتْ لي نَظرَةً أَوْرَتْ بَرَاكينَ السّكونْ
قَدَحَ الزّنْدَ بَقايا مِنْ خَطايا العابرينْ
وغَرامٌ أَنْبَتَ الشيطانَ عندَ العابدينْ
نَظَرَتْ لي نَظرَةً مَدَّتْ حِبالَ العَاشقينْ
نَسَجَتْها أُمْسِيَاتٌ مِنْ تَصابٍ وجُنونْ
عَاشقٌ فَوقَ تُرابٍ، وحَمَامٌ في الغُصونْ
جَمَّدَتْ عَيناكِ في عَينيَّ أَنفاسَ القرونْ
وَتَهَاوَتْ دونَ عَينَيكِ تَضاريسُ العيونْ
وَحَكَتْ في نَظرَة كُلَّ حِكاياتِ المُجونْ
سِحْرُ عَينَيكِ حَديثٌ للحَيارَى وشُجونْ
فَيلَسوفٌ، شاعرٌ، أو كاتبٌ، أوْ مَنْ يَكونْ
أَعجَزَ الأولَ أَن يَدْري وحَارَ الآخَرونْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى