الجمعة ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم خضر أبو جحجوح

وجعُ الحنين

إلى العزيز سمير عطية ابن سيلة الظهر وقد أثار شجني وحنيني

(أهديه أربعين بيتا بعدد سنين اغترابه في الحياة، وقد أتم الأربعين)

مـــــدِّي بــهـــاك عــلـــى أوجـاعــنــا مـــــدي يـــا سـيـلـة عـبـقـت فـــي الـقـلـب كـالـنــدّ
الــعـــصـــفُ مــزقـــنـــا، والــــمــــدُّ أغــرقـــنـــا والـــريـــحُ تـشـعـلـنــا فــــــي قـــمــــة الـــبــــردِ
والــروحُ مــا بـرحــت عـصـفـورة طـــردت تــبــكــي أحـبـتــهــا، يـــــــا لـــوعــــةَ الــفــقـــدِ
أيــــــــام بـهـجــتــهــا كــالــحــلــمِ تــذكـــرهـــا مـــــرت مـلــوِّحــةً كـالـطـيــفِ مـــــن بُـــعـــدِ
أطــيــافــنـــا قــــفـــــزت ذكـــــــــرى مـــلـــوعـــةً لـمـا تملـمـلَ سـيــفُ الـنــورِ فـــي الـغـمـدِ
يـــا سـيـلـة الـظـهــر ردِّي عــــن مـواجـعـنـا إطــلالــة الــحــزن والأشــجــانِ والــصــدّ
صدّي النوى؛ أمدا، في البحر أشرعة لــو مــرّ طـيـف بـكـت فــي غـمـرة الـمـدّ
يــا قـوتـة القـلـبِ إنَّ القـلـبَ فــي كـمـدٍ والشـوقُ ملتهـب، يفـري حشـا كِبْـدي
أواه يـــــا لــيـــل هـــــذي غـربــتــي نــزفـــت دمـــع الحـنـيـن بـبـئـر الــشــوق والــوجــدِ
يــا سيلـتـي، وهـنـا فــي الـصَّـدرِ ملحـمـة أورى حُـشَـاشَـتَـهَــا دهــــــرٌ مــــــن الــبــعــدِ
وكـلـمــا مــــرَّ ســـــرب فـــــي الـغــمــامِ أرى بــيــنَ الـيــمــامِ حـبـيـبــي حـاضــنــا جـــــدي
أبـــــــــي يــــئـــــن وفـــــــــي عــيــنـــيـــه أمـــنـــيــــة أن يـحـتـسـي مــــاءك الـمـمــزوجَ بــالــوردِ
ورد الــســنــاســل والــطَّـــيُّـــونُ يــحــضــنــهُ بــــيـــــنَ الــسَّــنَــابِـــلِ والـــزيـــتـــونِ بـــــالـــــودّ
والـزعـتــر الــحــرُّ يـحـكــي فــــي تـمـايـلــه لــحــنَ الـحـنـيـنِ عــلـــى قـيــثــارة الـمــجــدِ
أنّــــى الـتـفــتّ وجــــدت الــنــاي مكـتـئـبـا قـلــبــي تــعـــذَّب بـالأشــجــان والــسُّــهــد
يـــا لـهـفـة الـعـمــر إن الـقـلــبَ مـنـشـطـرٌ شـطـرٌّ يـئـن، وشـطـرٌ ذابَ فـــي مـهــدي
لــمــا افـتـرقـنـا وغــــالَ الــوحــشُ روضـتـنــا بـتـنــا نـحـيــك دمــــوع الـصـبــرِ بـالـسـعـدِ
فـالــســعــد فــارقــنـــا، والـــحــــزنُ ظــلــلــنــا والآه حـرقـتـهــا ظــلـــت عـــلـــى الــعــهــدِ
عــهــد الــعــذاب ودمــــعُ الـعـيــن أغـنــيــة بــاتــت تــرددهــا الـكـثـبـان مــــن بــعــدي
ريـــــح تـــــروحُ ويـــغـــدو خـلـفَــهَــا جَـــبَـــلٌ مـــــن الأنــيـــنِ عــلـــى أهــدابــنــا الـــجـــردِ
طــالَ الـنـوى، وأنــا يــا مهجـتـي شـغــفٌ أسـقـي الــرؤى بـدمـوعِ الـبــرقِ والـرعــدِ
مــا بـهـجـةٌ؟ وصـهـيـب الـيــومَ يسـألـنـي: والـدمـع مـرتـجـف فـــي الـعـيـنِ والـخــدِّ
مـــــتـــــى نــعــانــقــهــا؟ مـــــتـــــى تــعــانــقــنــا؟ مــتــى نــعــودُ لـبــيــتِ الأهـــــلِ والــجـــدِّ؟
مــــتـــــى نــقــابــلــهــا؟ مـــــتـــــى نــقــبــلــهــا؟! مـتـى ستجمـعـنـا فـــي عيـشـهـا الـرغْــدِ؟!
مـحــمــود غــنـــى، وفـــــي عـيـنــيــه أمــنــيــة والــــوردُ يـقــفــز مـــــن خـــــدٍّ إلـــــى خـــــدِّ
فـــــي صــوتـــه فـــــرحٌ، كـالــزهــر مـؤتــلــقٌ يـــجـــري لـلـعـبـتــه فــــــي خـــفــــة الــفــهـــدِ
داريــــن سـاهــمــةٌ! فـــــي هـدبِــهــا حــلـــمٌ تـــشـــدو بــلابــلــه مــــــع رجـــفــــةِ الـــبــــردِ
والقـلـبُ تـذبـحـه سـيـريـن إذ صـرخــت أبــي حبيـبـي مـتــى نـــروى مـــن الـشـهـدِ
هـبَّــتْ مـــنَ الـنــومِ تـبـكـي بـيــن إخـوتـهـا تـهـزّنـي، وأنـــا مـــا نـمــتُ مـــن جــهــدي
يـا مهجتـي، وقَفَـت فـوقَ الـظِّـلالِ هـنَـا أرض الـجـدود، وفـيـهـا بـهـجـةُ الـسـعـدِ
نـامــي سنحـضـنـهـا، والـصـبــح مـوعـدنــا هــلـــت بـشــائــره، مـــــن فــرحـــةِ الـــوعـــدِ
يــا سيلـتـي حـمَّـلـوا، يـــا سيـلـتـي رحـلــوا يـا سيلـتـي انتفـضـوا مــن وهــدةِ اللـحـدِ
تــلــك الـسـيــوف وفـــــي أغـمــادِهــا أرقٌ تـهــوى الـسّـنـاء وتـسـمـو سـاعــةَ الــشــدِّ
هــــــذي الــبــلابــلُ والأغـــصـــان يــابــســةٌ ســرب يـرفـرف فـــي المـنـفـى بـــلا عـــدِّ
ألــحــانــهـــا أمـــــــــلٌ، أشـــواقـــهــــا عـــــبـــــقٌ نـــــور تــســلــلَ مــــــن أســـوارهـــا عـــنـــدي
حتـى شرعـتُ أزيـحُ الحـزنَ عـن نغمـي حـــزنُ الـغـريـب إذا أضـنــاه لا يـجــدي
فـاسـتـبـشـري.. أمــلـــي كـالــنــورِ مـؤتــلــقٌ والـقـلـب يـخـفــقُ بالتـصـمـيـم والـقـصــدِ
والـقــدس مـوعـدنـا فـــي سـاحـهــا دمــنــا مـســك يـفــوح ويـحـيـي غـضـبـة الـجـنــدِ
جندُ السنا، زأرت في البيـد وانطلقـتْ تطـوي الدجـى وتـمـدّ السـهـلَ بالنـجـدِ
حـتـى تــؤزَّ اجـتــراحَ الـوهــنِ فـــي زمـنــي ويــــزدهــــي غــــدنــــا بــالـــعـــزّ والــمـــجْـــدِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى