الأحد ٢٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٦
بقلم خالد عبد الرضا السعدي

وجّهتُ وجهيَ للنخيلِ

وجّهتُ وجهيَ للنخيلِ
ونويتُ صوماً للعــراقْ
وبكيتُ أسراب اليمام
بلوعةٍ بكـــرٍ..
على شمسي تــــــراقْ
وجهتُ وجهي للشــوارعِ
في بـــــلادي..
للتائبين..الصائمين..
المبتلين..الصابرينَ على الحصادِ
 
وجهـــي وجهي للبساتيـــن
المطّرزة الحدائقْ
ونويتُ أنْ أبقى مدى الأزمانِ عاشقْ
وبذرتُ أقماراً على شفة المساءْ
وباض لي أملٌ على جرحِ اللقــاءْ
حُلماً تغازله الحمائمْ
وفراشةً طارت فأضنتها المآتمْ
ورحتُ أبحث بين أضلاعي..
عن المنفى الذي أهدتهُ لي أبهى الجراحْ
وصرختُ في وجـــه العواصفِ والريــاحْ
أحـــبّ أرضـــــكَ يـــا عراقْ
أحـــبّ صومــــك يــــا عراقْ
وأحبّ أن أبقى نشيداً في مواويلِ العناقْ
وأحبّ أن أرسم أحلاماً تطالُ النجم
والغســــــق الجميــــــلْ
 
وجّهتُ وجهيَ للنخيلْ
وعقدتُ عزمـــي أن أسافرَ في مداكْ
طفلاً تعلّقَ بين دمعاتِ الوداعِ
وضحكةٍ فضحتْ هــــواكْ
يا موطني الأبهى الذي ما دمّرتهُ الحربُ
في عينــــي ولا عين الرجــــــالْ
أنا كبرنا من عذاباتِ الخيال ....
وأحتضارات الخيـــــــــــالْ
ولــــم نجدْ الاّك أغنيــــةً لها سجد الجمـــالْ
وجهت وجهــــي للحقــــولْ
أيظلُّ يعصرني الذهــــــولْ..؟
لأنّ عزمك في المناجل
والمعاول..
لم يزلْ جسداً تحاصره الخيولْ
وأن زرْعك في دمي ورداً
إلهياً ....
يفوح معابراً للعاشقين بلا ذبولْ
 
يا أيها الوطن المعسجدُ بالرصاصْ
وبانفجارات الخطيئةِ والعذابْ
يا دمعةً سقطتْ على خدّ الحسينِ
حين خانته الذئابْ
إذْ كان ممتطياً حصان الخُلْدِ
وحاملاً سيف الرسولْ
يريدُ للدنيـــا الخلاصْ
يا أيها الوطن المعسجدُ في تسابيح
الحيارى الراحلينَْ
أيا دمَ الأبطالِ مسفوكاً كقربةِ ياسمينْ
كم سوف تصبرُ يا عراقْ...!!
كم سوف تدهسك السنابك والخيول..!!ْ
وليس في الدنيا سواك
مزنجلاً بالموتِ يجرّ أحزان الفصولْ
 
يا واحداً في الحبً يا دفء الحنينْ
يا مستفيقاً والصباحات أحتضارٌ وأنينْ
لا ...لنْ نبيعكَ يا دثار الأوليــاءْ
وصحوة النور بسِفْرِ الأنبيــــــاءْ
يا كـــــلّ تأريخِ الوجودْ
وكعبةً منها أنبثقنا مخلصينَ
ومولعين بما ستصنعه الوعودْ
يا عيد دمعتنا المراقة كلّ عيدِ
يا نازفاً بين الممالك والعبيدِ
خذْ من فمي قلماً وحبراً من وريدي
وأرسم حدودكَ فوق أحداق النجومْ
أنت المسافرُ في عروقي
كلّما نضجَ الكرومْ
كقصيدةٍ جذلى أبوح بأسمها للفاتناتْ
لجرفِ دجلةَ عندما تغفو على خدّ الفراتْ
لحبيبتي التي لم تعدْ منذُ افترقنا..واغتربنا واحترقنا...
في المصابيح العتيقةْ
لحبيبتي التي فستانها ألقُ الربيعْ
وأغنيات شجيرةٍ شهدتْ على الحبّ البديعْ
ورقصة كنا نباغتها الدقيقة فالدقيقةْ
وقبلةً لم تنطبعْ فوق الخدودِ وأنما
طبعت على أثر الحبيبة في الطريقْ
وكيف يا وطني ..افترقنا..عند شهر الصومِ...؟
وعدتُ أبكيها بشهر الصومِ...!!
ولم أفطرْ بغير الحزن والدمع الصديقْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى