الأربعاء ١٩ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم شفيق حبيب

وداعــــا ً يـا أبــا فلسطيـن !!!

شاءت الأقدار أن ترحل وتـُوارى الثرى يوم السبت 15.5.2010 حين كنت ُ في
فترة حداد على والدي - طيّب الله ثرا ه - وكان سبقك بعدة أيام إلى العالم الآخر
فاعذرني يا أبا فلسطين ‍‍!! يا عمر حمودة الزعبي !! لأني لم أستطع أن أودِّعك
الوداع الأخير ولم يبلغني الخبر إلا بإعلان معلق على أحد الأعمدة بالناصرة أمام
مكتبي .

ما زلت ُ أذكر الجلسات الطـِّوال حيث كنا نحرث الميادين الأدبية عامة و الشعرية
خاصة شرقا وغربا وعندك من الذكريات ينابيع ُ ثرّة ٌ خاصة عن شاعرنا الباقي أبدا
راشد حسين إذ عملتما بالصحافة والإعلام خلال الستينيات من القرن الضـِّلـّيل ...

في 13.7.1990 وعقب مصادرة ديواني «العودة ُ إلى الآتي» وتقديمي
لمحاكمة استمرت ثلاث سنوات نشرت َ على صفحات "ألصنـّــاره" من بحور
المعنـّى وتحت عنوان "إلى أخي شفيق ! بلا مقدمات وبدون رياء" مقطوعة

تعدّت خمسين بيتا وهي من أصدق ما قيل وما كـُتب من شعر وطني باللغة المحكية
ولم أكن أعرف يومها أنك فارس بهذا المجال فأنا عرفتك شاعرا ذا لغة عربية

راقية لا يباريك َ فيها أحد وقد وردتْ هذه اللوحة الجميلة في ديوانك الأول
" فلسطينيــات - شعرٌ فلسطينيّ بالفصحى والعامية " الصادر عام 2004 .
كتبت ليَ فيما كتبت:

حروفـَك ْ أرعَبَت ْ دولِه رصينه
لإنها من فِكِرْ رافض ونافي
وصوت يصيح ْ يا دنيا افهميني
إسمعي صوتي بأرضي والمنافي
انا طالب حقوقي .. إنصفيني
وخبز ِ العَدِل إيماني وكفافي
وإلا بَحْرق الدنيا بيميني
وخلـّي الدّم فوق الأرض طافي
وبعدها يا أرض جدي احضنيني
عصدرك وغسْلي جرحي بدمعه
وقولي هالفتى ما مات غافي

ولفلسطين ابنة شاعرنا الراحل يقول:

فلسطين ابنتي، أختي وأمي
فلسطين ُ الشـّذى يا ضـَوْعَ عمري
فلسطين ُ التي أحببت ُ، عمري
ويــا أ ُنسي وإيناسـي بقبـــــــــري
فلسطين! ابنتي، حبـّي وذاتي
رعـــاك ِ اللهُ من ســوءٍ وشـــــــــرِّ
أفيــدي من كـلامي واستقيمي
على ما شِئـــتِ من خـُلق ٍ وطـُــــهْر ِ

* وفي وداع شاعرنا الصديق والأخ عمر حمودة الزعبي نردِّدُ معه من قصيدته:

أحبُّــــك ِ...:
أحِبـُّك ِ في وحدة النـــاصره ..
صليبا ً يعانقُ فيها الهلال ْ ...
وراهبة ً .. ركعت بابتهال ْ ...
وشيخا ً يؤذن: قمْ للصلاة ِ ...
وفجرا ً سنيـــّا ..
وعيْشـا ً هنيـــّا ..
وحبُّك ِ ديني ...
وفيك ِ التوحـُّدُ بالآصــــره ..
يا ناصـــره !!!!!

رحمك َ اللهُ يا أبا فلسطين رحمة ً واسعة ً وأسكنك َ فسيحَ جنانـِــــه.......


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى