الأحد ١٨ أيار (مايو) ٢٠٠٨
فلسطين في القاهرة
بقلم أحمد الخميسي

ورد للشهداء في الذكرى الستين

تمر الذكرى الستون لاحتلال فلسطين على القاهرة وتحمل معها الكثير من صور الدماء التي أريقت من أجل تحرير فلسطين، ومصر، والمنطقة من أسر الاستعمار الذي يحتفل بجريمته مع الكيان الصهيوني تحت اسم " الاستقلال "!

وتتنوع في القاهرة مقترحات الاحتفال بستين عاما من النضال الأسطوري للشعب الفلسطيني، فمن مقالات تنشرها الصحف المصرية غير الحكومية، إلي الدعوة لوقفات احتجاجية أمام مداخل النقابات المهنية، مثلما هي الحال مع الصحفيين الذين قرروا التجمع في يوم النكبة أمام مدخل نقابتهم للإعراب عن تأييدهم لكفاح الشعب الفلسطيني، إلي البيانات التي وقع عليها مثقفون من شتى التيارات السياسية والأحزاب، إلي تنظيم المعارض بالصور والمعلومات عن تاريخ القضية في مختلف المراكز والبؤر الثقافية والسياسية،

وتقديم الأفلام الوثائقية حول فلسطين، ومن بينها فيلم جديد بعنوان " على أجسادهم " للمخرجة عرب لطفي عن مجزرة قرية " الطنطورة " عام 1948، إلي إقامة الندوات، وتقديم الحفلات الفنية التي سيشارك فيها عدد من الشعراء وفرقة " عباد الشمس " الفلسطينية، وانتهاء بمؤتمر سياسي يعقده رؤساء الأحزاب بمشاركة نقابة الأطباء والمحامين وغيرها. هذا جهد المثقفين وقوى المعارضة في بلد تبيع حكومته رسميا الغاز المصري لإسرائيل بأرخص الأسعار، ولا تجرؤ حتى في ظل أبشع المجازر على مجرد سحب سفيرها من تل أبيب.

مقترح آخر طرحه عدد من المثقفين بالدعوة إلي رفع أعلام فلسطين في كل مكان، وجاء المقترح في بيان وقع عليه عدد كبير من المثقفين المصريين منهم الروائي المعروف بهاء طاهر، والروائي المعروف جمال الغيطاني، والسيناريست المعروف محفوظ عبد الرحمن، أسامة أنور عكاشة، أحمد فؤاد نجم، جمال الغيطاني، د. أحمد الخميسي، د. سيد البحراوي الناقد، عبد الله السناوي رئيس تحرير العربي الناصري، والكاتب المعروف عبد الحليم قنديل، د. عصام العريان، د. يحيي الرخاوي، والكاتب يوسف القعيد، والصحفي كارم يحيي، والسيدة شاهندة مقلد وآخرون.

وجاء في البيان : " إن علينا أن نقوم جميعا برفع أعلام فلسطين في شهر مايو الجاري 2008 وعلى الأخص في الخامس عشر منه، وذلك تعبيرا عن حبنا وتضامنا مع شعب فلسطين الشقيق الذي سلبت منه أرضه في نفس هذا اليوم منذ 60 عاما خاصة وأن السالبين الصهاينة يقيمون هذا العام احتفالا ضخما بهذه المناسبة التي يطلقون عليها عيد الاستقلال، الاستقلال من الاحتلال العربي الفلسطيني؟؟!! وسيشاركهم فيها الرئيس الأمريكي جورج بوش وحلفاؤه. إن مجرد رفعنا لعلم فلسطين في هذا اليوم له معان كثيرة، أهمها هي أن ستين عاما من الاغتصاب والإرهاب الصهيوني والدعم الأمريكي الاستعماري، لم تنجح في تغيير إدراكنا على امتداد ثلاثة أجيال مختلفة لحقائق التاريخ والجغرافيا وهى إن فلسطين أرضنا أرض عربية، وأن إسرائيل كيان استعماري باطل ووجوده غير مشروع ".

وخلال ذلك دعا د. محمد سيف الدولة المثقف الوطني المعروف إلي وضع باقات الزهور على مقابر الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في معارك التحرير من أجل فلسطين وفي مواجهة الاستعمار. وقد لا يعرف الكثيرون من خارج مصر بل وفي داخلها ذلك الشارع المهجور الذي يقع قرب منطقة السيدة عائشة والمسمى " شارع الشهداء "، إنه شارع غارق في ظلال الشجر والهدوء، وفيه تمتد " مقبرة الشهداء " الذين شاركوا في مختلف المعارك ضد إسرائيل بدءا من حرب 1948 حتى حرب أكتوبر 1973، إنهم الرجال الذين أغلقوا أعينهم للمرة الأخيرة على قصف المدافع وصورة الوطن، ومن بينهم فلسطينيون ومصريون وسوريون. إنهم الشهداء الذين انتهى الزمن عندهم وهم يتنشقون غبار الوطن. وفي هذه المقبرة التي يعتزم المصريون أن يتجهوا إليها بباقات الورد – هناك يرقد الوطن وحيدا، تماما، متوحدا إلي ما لانهاية، أبديا، متطلعا إلي أعلى، هناك حيث تلمع بالضوء الصافي نجمة الوطن الحر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى