السبت ٥ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم حسن أحمد عمر

وزارة التوعية البشرية

أتساءل فى هدوء فى ظل ثورة مصر المباركة فى الخامس والعشرين من يناير 2011، تلك الثورة التى أعادت لمصر وشعبها العريق الكرامة المسلوبة والحرية المغصوبة والأرض المنهوبة، أتساءل لماذا لا نستحدث وزارة إسمها وزارة التوعية البشرية يكون لها وزير ومساعدون وموظفون ومديريات وإدارات وقناة تلفزيونية وصحيفة دورية، ويكون هدفها الرئيسى هو تعريف المواطن بما له من حقوق وما عليه من واجبات فى كافة الإتجاهات وعلى كل السبل وفى جميع المصالح الحكومية.

أسباب هذه الفكرة:

أولاً: لأجلاء الحقائق عن أعمال وأهداف جميع الوزارات وطريقة كل وزارة فى تقديم خدماتها للمواطنين ورسوم كل خدمة والمكان الذى تقدم فيه الخدمة والوقت الذى يستغرقه الحصول على هذه الخدمة والأوارق والمستندات المطلوبة لكل خدمة وكيفية الحصول على هذه الأوراق بسهولة ويسر.

ثانياً لتوعية المواطن بالوجبات المطلوبة منه عند الحصول على خدمة أو خدمات معينة فى كل وزارة وتعريفه بالنظم المتبعة للحصول على هذه الخدمة .

الهدف من هذه الفكرة

أولاً للتيسير على المواطن فى الحصول على الخدمات وعدم تعرضه للنصابين والمحتالين والتأكيد عليه أنه لم يعد هناك مكان ولا مجال للوساطة والمحسوبية ولا للرشوة والمرتشين وأنه لو لجأ لتلك الأمور يعرض نفسه لمساءلة قانونية قد يدفع بسببها غرامة كبيرة أو حتى يسجن بسببها.

ثانياً الإعلان الرسمى فى صحيفة هذه الوزارة وقناتها التلفزيونية ونشراتها الدورية بشفافية حقيقية لا تمت لشفافية الحزب الوطنى التالف بصلة ، يتم الإعلان عن الوظائف الجديدة الحقيقية المتاحة بكل وزارة والأوراق المطلوبة لها والمستندات والرسوم وطريقة التقديم وموعد الرد على الطالب بكل احترام ومصداقية .

ثالثاً إجلاء الحقائق المخفية عن الوضع الأمنى فى البلاد لكل الناس مثل توضيح عدد المساجين وجرائمهم والأحكام التى صدرت بحقهم ، وتوعية المواطن بحقوقه فى مراكز الشرطة وواجباته فيها وكذلك المحاكم وكيفية الدفاع عن نفسه ضد أى تهمة موجهة إليه مع بيان بأسماء المحامين بكل منطقة وتخصصاتهم والأجر المطلوب لكل قضية على حدة حتى لا يسقط المواطن فى براثن المحتالين وناهبى الأموال لأتفه الأسباب .

رابعاً تجلية موقف البلاد فى السياسات الخارجية وعلاقة مصر بجميع دول العالم وأى مشاكل طارئة وأسبابها وكيفية علاجها والخطوات التى اتخذت تجاه كل مشكلة والنتائج التى توصلت إليها الخارجية المصرية فى كل شأن من الشئون.

خامساً توعية المواطن بأهمية مياه النيل والطرق الأمثل لإستغلالها فى الحياة والقضاء على الإسراف فى إستخدام المياه واتباع وسائل رى تتفق مع روح العصر والتكنولوجيا الحديثة وتوفر أكبر قدر من المياه، وما ينطبق على المياه يجب تطبيقه على الكهرباء لتوفير الطاقة واستغلالها فيها ينفع البلاد، وكذلك التوعية بالإختصار فى مكالمات التليفون بكافة أشكاله توفيراً للمال الذى يجب إستغلاله فى أشياء أخرى تخص الغذاء والكساء والعلاج.

سادساً توعية المواطن بموارد وثروات البلاد بكل صدق وجدية وشفافية( ليست مثل شفافية الحزب التالف البائد) .. بحيث يعرف كل مواطن دخل قناة السويس سنوياً ودخل البترول والمواصلات والطيران والمعادن المختلفة والصناعات بكل أنواعها وتحويلات المصريين بالخراج وما تملكه مصر من عملة صعبة وديون مصر أولاً بأول وهكذا يكون كل مصرى مطلعاً على كل صغيرة وكبيرة فإذا انجلت أمامه الحقيقة ووجد أن الدخل عظيماً بالمقارنة بالمصروف والديون يكون من حقه المطالبة بزيادة الأجور وتطوير كل شىء وإذا كان العكس فعليه الصبر وزيادة العمل وتطوير الإنتاج حتى يصبح هناك فائض يسمح بزيادة الأجور وتطوير المرافق وخلافه.

سابعاً تعرف المواطن بأى خطر محدق بالبلاد حتى يكون الوطن كله على أكبر درجات الإستعداد لمواجهة تلك الأخطار مثل محاولات دول الجنوب إنقاص حصة مصر من مياه النيل ، والخطوات التى تسير فيها مصر تجاه حل هذه المشكلة وتعريف المواطن بأن مشاركته فيها تبدأ بعدم الإسراف فى إستخدام المياه فى زراعة الأرض أو رش الشوارع أوالإستخدام الشخصى وخلافه .

ثامناً الإهتمام بكرامة المصرى وتوعيته بحقوقه ومتى يرفع قضية على من يعتدى عليه وبأى شكل يرفعها وكيف وأين.. والإهتمام بكرامة المصرى ومعنوياته وحقوقه خارج مصر والسعى الدؤوب لإيجاد فرص عمل محترمة للمصريين بالخارج تضمن لهم دخولاً مجزية وتحفظ كرامتهم عالية ، والعمل على محاربة الأنظمة الإستعبادية مثل نظام الكفيل الممقوت فى البلاد الخليجية والذى يمكن للكفيل أن يستعبد المصرى ويذله وينهب حقوقه دون القدرة على الوصول لأى شىء ، كما يجب توضيح الخطوات العملية المتخذة فى سبيل إنهاء العمل بنظام الكفيل فى تلك الدول .

تاسعاً توعية المواطن بأهمية صحته بالنسبة له ولعائلته وللوطن بأكمله والخطوات التى تتخذها الدولة متمثلة فى وزراة الصحة لتأمين صحة المواطن حتى لو دفع المواطن نسبة صغيرة من دخله الشهرى لرفع مستوى الخدمة الطبية المقدمة له ، وأحقية المواطن فى التضرر من أى مقدم خدمة طبية لا يهتم به ولا يخدمه على الوجه الأمثل ، آخذين فى الإعتبار أهمية رفع مستوى دخل الطبيب والتمريض ومعاونيهم ووإلغاء العيادات الخاصة والقضاء على جميع وسائل إستغلال المواطن وإهدار أمواله فى الدواء والعلاج والكشف والفحص الطبى.

عاشراً توعية الفقراء ومحدودى الدخل بكل الخدمات التى تقدمها وزارة التضامن والعدل الإجتماعى وحقوقهم فيها وكيفية تقديم التظلمات حين حدوث المظالم وأين وكيف .. كذلك كتابة صفحة خاصة بالأحكام القضائية الصادرة أسبوعياً ومكان الحكم ومدته لو كان سجناً أو قيمته لو كان غرامة وكذلك كتابة المخالفات المرورية أولاً بأول وطرق التظلم من المخالفات المتعسفة وإلغاء طريقة كتابة رقم السيارة بينما السائق غافلاً لا يشعر بما حدث له أو نائماً فى منزله بينما تكتب المخالفات على رقم سيارته ظلماً وعدواناً على سبيل الإنتقام أو المجاملة أو خلافه.

طريقة التنفيذ

أولاً قرار من رئيس الجمهورية موافق عليه من البرلمان بإنشاء وزارة للتوعية البشرية

ثانياً إنشاء قناة تلفزيونية خاصة بهذه الوزارة مهمتها تجلية وتبيان كل ما سبق من أهداف الوزارة فى شكل برامج ولقاءات ونشرات وأعمال فنية كمسلسلات وأفلام قصيرة.

ثالثاً إنشاء جريدة باسم هذه الوزارة تكون أسبوعية وشاملة كل الأخبار والمتعلقات التى تهم المواطن من الألف إلى الياء.

رابعاً عمل نشرة دورية شهرية بأهم منجزات الوزارة وأهم الحقائق التى تم توضيحها وأهم القضايا التى تم رفعها من أجل إحقاق حق أو إبطال باطل.

وبعد

قد يسأل سائل أن هذه الوزارة لا لزوم لها بدليل وجود وزارة الإعلام ووجود متحدث رسمى بكل وزارة ونشرات خاصة وخلافه والرد هو من خلال التاريخ فكل هذه أشياء يمكن مع مرور الزمن أن تصاب الخمول والكسل والتواطؤ ولكن وزارة بأكملها لهذا الغرض خصيصاً مع مراقبة معينة من الحكومة والشعب هى كفيلة بتوضيح الأمور وجعلها أكثر شفافية بالنسبة لحقوق المواطن وواجباته .

وهذه مجرد فكرة قد يوافق عليها البعض وقد يسخر منها البعض الآخر ولا نبتغى من ورائها غير مصلحة الوطن والمواطن والله المستعان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى