السبت ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧
بقلم خالد مشالي

وصاياي التسع للدوران

إهداء للشاعر العراقي محمد بهجة الأثري
مهلا
رفقا
برفق أكثر حنين
لا تُسَرَّع الأرجحة
وغض اليد عن العنف
داخل أرجوحة الصابرة
ملكة من نفحات (بلقيس )
من يقين (أسيا) بتبني الكليم
/
ملكة مملكة شمس الحالمين
وعناقيد العنب طرح الجبين
تاجها رخاء عشق العاشقين
/
تأرجحي
تأرجحتِ
دائخة أنت
وملعون... ملعون
الدوران لم يرأف برأسك القنديل
وأهز غصن البان في الجسد
لقد نسى وصاياي التسع
/
أولها.. أن تميل رأس الملكة للخلف
يتأرجح الكون في رأسي
/
ثانيها.. أن مالت صوب اليمين
مال الجسد صوب اللهفة
أن أردت للشمال
أردت الاتجاهات الأربع
فاقدة الوعي
/
ثالثها.. أن مالت للأمام
أسرع بالتقاط فيض العنب
والدوم الطيب الوجه
بني البسمة
ولب العصافير.. (عسلية) أنت
/
رابعها.. أن ترنح جسدك
أسند قدمك بجسدي
وأن غضب حذاءك
يؤدبني بالضرب
/
خامسها.. إن اهتز الجسد في المشي
يمشي فرحي هائم علي الحزن
/
سادسها.. أن شد الدوران يدك
أفترش لك من ليونة الرحمة
أنا مخلص لهذا الحد
وأن أقاموا علي الحد
/
سابعها.. أن تعثرت القدم
أكون رسول للطرق
أدعوها بصوت من حبال الرعد
ألم تعلموا أي الأقدام تخطوا عليكم
أنه ناضجة الحسن في بذر العنب
أخر ملكة إكليلها من جلنار القمر
عرشها رؤوس ملوك سبعة آلاف سنة
/
 
ثامنها.. إن رغبتي الاستراحة بعض الوقت
تتطاير العظام من الجسد
تصنع مقعدك
عظامي من مشاعر قوية الحس
تشعر بك وحدك
ولك وحدك العظام والدم واللحم
حتى الرفات بعد الموت
*
كلنا الحائرون في فلكك
ولا يتجرأ كل شعراء الأرض
على تكذيب شعر من أريج السحر
والسحر المتمكن من القلب والشعر والعمر
حبك أنت
*
درست في وجهك بلاغة العشق
وبكل ألفاظ التوكيد
والمجاز المطرف والمرسل
والاستعارات
عشقتك بكل التشبيهات
وأني شاعرك الأوحد
*
أتيت من أسفار الشك
فعلمتني العروق كيف يسري في الدم اليقين
قديس من مزامير الخوف
فأعد حضنك رفارف تباريح الأمن
يا آيات عشق تحفظ في سرائر الطهر
طوحت كل لصوص تراتيل العين
أنت الأيمان وإن أنفرط اليقين
اغفري لهم لا يعلمون أنك
ملكة من وجهنا الآس الحزين
من تصاريف أفعال استباحت الشفاه قبلة
والأهداب سنابل
*
وفي العين ريان بكائي
وعلى الحلق تمردت الآهات
حين سمعت زقزقة أوجاعك
من صداع غفوة القيلولة
أو تأوهات المساء
*
سرحت كل نساء أشعاري
وبنات أفكاري
وكل لعوب في خيالي
*
وأقمت في دفتري مملكة من خيط مسبحة الحامدين
حامدين أن يكون الحب بنكهة الطين
حامدين أن يفقد الشباب ريعان الرياحين
أن يضاع من الجسد الظل
ورأفة الثياب من برد الأنين
حامدين أن نفقد صفرة الشمس في وقت الأصيل
حامدين أن يقتل فينا الياسمين أن أينع في السنين
أنا رجل بالعادة لكني طفل كبير
وتحت شاربي صبيا يبكي الحنين
يسأل الاختباء في الفساتين
يقطف منها ورد الزينة ويرسم عافية النرجس العليل
*
لكن يا بهار السنين
مات صبيي تحت شاربي وابيضت عيناه
وتجاعيد الزمن تاريخ دُوِنَّ على بسمة الجمان
وفي خضم نوم السدم ضاع نضار أمانينا
وحامدين والله حامدين
أن نكون الطعام وهم البلعوم
حامدين أن نفتش في قمامات العالم
عن رحمة القوادين والمرابين
الرابطين اختياري
الغزاة بالمصارف
حتى تستقرين دون زعزعة لأزهار التين
في ملكك الحزين
/
تاسعها.. بعض الترنح هل في النوم تأملين
لا.. لا تنامين
حتى لا تعلن الفراديس الرحيل
لا توسني يا سوسني على هذا السرير
لك فرش لدى خازن بيت التجميل
رفارف من لحم غزلان تغار من حسن العيون
فريش النعام يداعب وجهك في المنام
يزعجك بأقل القليل
لكنى متخصص في أعداد سرير لك
من همس ساحرات قطنية الكواعب
مخضوضرة الخواصر
والأظافر مرايا لانعكاس الافتتان
وأشواقنا الساحرات
*
نرفض أن تنامي علي سرير من زان أو كافور أو بلوط
كيف لمملكة من رحيق
أن تنام مثل العاديين
لك سرير
من سبعين مليون عشيق
إهداء للشاعر العراقي محمد بهجة الأثري

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى