
وصايا لأندلس القلب


نهْرٌ هُوَ العُمْرُ يَمْضي لَوْعَةً وأَسَى
فاكتبْ نَشيدَكَ كيْ يَخْضَرَّ ما يَبِسا
الوقتُ وقْـتانِ فاحرُسْ منهُ أندَلُساً
واسمحْ بأنْ تُسْقِطَ الأيّامُ أندَلُسا
لا تغْلقِ الأُفْقَ فالتَّأويلُ يأخُذُنا
لِجَنَّتَينِ مِنَ الرُّؤيا... "لعَلَّ- عسَى"
كُنْ نجمةً لَمَعَتْ في بالِ شاعرها
وغافِلِ الوقتَ والأسوارَ والحَرَسا
هلْ في الحكاياتِ إلا ما نُضِيفُ لها
مِنْ دَمْعِنا حَـدَّ أنْ نَشْقى بها هَوَسا
وجهانِ للأمرِ, بادٍ جَفَّ أخْضرُهُ
وغامِضٌ, غامَ بالأسرارِ مُلْتَبِسا
يا أنتَ: فُضَّ عنِ الأطلالِ خاتَمَها
فثَمَّ ألْفُ مَجازٍ تحْتَهُ حُبِسا
يا بْنَ ارتحالاتِ مَنْ دقّوا الوشومَ خُطىً
فوقَ الدّروبِ إلى أنْ يأسُهُمْ يَئِسا
مِنْ كلِّ بابٍ على الصَّحراءِ قدْ دَخَلوا
يُروِّضُونَ لنا ذاكَ المدى الشَّرسا
خُذِ الحُداءَ إلى أقصى تَـوَهُّجهِ
كي تسمَعَ الطّللَ العافي إذا هَمَسا
واقرأْ هناكَ وصايا الدَّربِ ذاكَ مَدىً
لهُ الخيَالُ فلا تُسْرِجْ له فَرَسا
وسوفَ تُـبْصِرُ في "سقْطِ اللوى" زمَناً
ضَوءُ المُحبّينَ في مرآتِهِ انعَكَسا
نهرُ المجَازاتِ ماضٍ في تدفُّـقهِ
وألفُ بيتِ قصيدٍ حوْلَهُ غُرِسا
والمَوْلَوِيُّ يَدُورُ الآنَ... لو فَرغتْ
كفَّاهُ مَدَّهُما للغيْبِ مُقتبِسا
رأى الأوابِدَ تَرْوي للْهوى قِصَصاً
مِنْ قَبْلُ كانَ يَراها تشْتكي الخَرَسا
لولا المُثقَّبُ مِنْ ناياتِ غُرْبَتهِ
ما انسابَ نهْرُ رؤىً مِنْ جُرْحهِ سَلِسا
مَنْ لمْ يُجاوزْ حدودَ الطّينِ كيفَ له
في المَا وَرائيِّ أنْ يَسْتَكشِفَ القُدُسَا؟!
يا صاحِبَيَّ وما بالرّبعِ مِنْ أَحَدٍ
قِفَا لِنُرْجِعَ للأطلالِ ما دَرَسا