الخميس ٣ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
بقلم عمر يوسف سليمان

وعود سافرة

تتسَلَّلينَ عَلَى جراحي

تمسحينَ الدمعَ عن حرفي

ويغرسُ همسكِ المعهودُ في شَعريْ أصابِعَ بوحكِ الباكي

فيبسمُ وجهيَ النائي

وفي صمتٍ تفكينَ الدجى عن حلميَ الغافي

لترحلَ مقلتي للصمتِ في الدربِ البعيدْ

ياطفلتي...

لاترتمي في حجريَ المُضنى

ولا تتأبَّطي كفِّيْ

ولا تتوسدي هذا الذِّراعَ

بلا غِطاءٍ!!!

إنني أخشى عليكِ الغفوَ في هذا الصقيعِ

فتمرضينْ!!

أخشى منامكِ دونَ أغطيةٍ

فهذا الليلُ يبدو بارداً

وبأضلعي تتبخترُ الأيامُ ...عاهرةً!!!

وقد حسرتْ جنان الدهرِ ِبالكفِّينِ خشيةَ أن يطالَ الليلُ نهديها!!!

فقومي...

كي تُفَرْشِيْ قبلَ غفوكِ ماتعلَّقَ مِنْ بقايا الوهنِ في خلجاتِ همسِ العابرينْ

وتنفِّضيْ قدَميْ سهادِكِ من رتوشِ الرَّملِ والذِّكرى

لَهَوْتِ على شواطئِ بوحكِ الممتدِّ دهراً

كم رأيتكِ حلوةً!!!

تبنينَ بيتاً-من رمالِ الشَّطِّ ...

يبدو في جفونِ الشَّمسِ لؤلؤةً

كعينيكِ البريئةِ تحت أضواءِ القَمَرْ!!

ياطفلتي...

لاترتمي

أوفارتمي

وإذا صحوتِ فأيقِظِيني

واغرسي كفَّيكِ في شعريْ المغبَّرِ

وامسحي

عني تجاعيدَ الليالي والسنينِ

ومرري فوقَ الرموشِ أنامل النسيانِ

أنملةً...فأنملةً...وعدي كم زفرتُ من القصائدِ والجوى

فإذا بقيتُ كما أنا...

وتململتْ شفتاي بالحمَّى

فهزي جذعَ أحلامي

لتسَّاقطْ نجوماً

أو سكوناً سافراً

أو شمعةً

في كفِّ طِفْليْ

ثم ضمِّي غربتيْ

فإذا بقيت كما أنا...

أو طالَ نومكِ فوقَ ما اعتدنا

فقد (عَيَّرْتُ) أحلاميْ

وسوفَ ترنُّ في أولى سويعاتِ الصباحِ

لكي نعودَ إلى فناءِ الأرضِ

نلهو...

ثمَّ نبني كوخنا المهدومَ

نبني حلْمنا المهدومَ

نغرسُ قمحنا المشلوحَ في عرضِ العبورِ

غداً

سنرجعُ بحرنا الغافي على كفِّ الرَّمادْ

نبني على شطِّ الزَّمانِ-لنا-تماثيلاً من الذكرى

وأرسمُ لون عينيكِ الجميلةِ ثمَّ أنقشُ تحتها:"هانحنُ" فوقَ حجارةِ الماضيْ

على الدربِ العتيقْ

ياطِفلتي...

ستشيخُ ألعابُ الشتاءِِ

وتهرمُ العينانِ والأحزانُ والجرحُ العميقْ

وسينثني الدَّهر المعنى بالحكاياتِ العقيمةِ

مثلهُ!!!

وككلِّ قلبي...سوفَ ينأى كلُّ قلبٍ باكياً

بطلُ الحكاياتِ العظيمُ

الجدَّةُ الأولى

حصيرُ جفونيَ المدفونُ بالأمسِ العتيقْ

وتظلُّ عيناكِ الغريبةُ مثلما أتقنتها...

في كلِّ أحجارِ الطريقْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى