السبت ٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم عبداللطيف الوراري

وعْدٌ أجلّ

ماذا تبقّى منك
أولك
أو عليكْ ؟
ما وكد طينك، لاهثاً،
في مشهد السّاعاتِ حدّ المحو
حتى تدفع الكبريت عنكْ
و تفُتُّ عالَمَ ناظريْك برقصةٍ
و تقصّ للأيتامِ رقْصةَ ناظريْكْ؟
شردتْ ،بغير يديْن ، رايتُنا الرهينةُ
راب خيط النّاي في فمنا
تعفّن في عثارِ قصيدُنا المنسيّ
غامتْ زرقة الأشياء فينا
بين وجهٍ لا يريم
و زفرةٍ حرّى تشي بك للغراب
كم موعداً في حاجبيكْ
و إلى أقاصي البوح، واريْنا المدى بدداً تلكأ جنب هذا اللّيل،
كان يُريك وقت َالنّاي في رجْعٍ على الخطوات
يدفع بالسحاب
برْداً إليْكْ !
***
جاؤوا إليك بصورة لأبيك .كان يهشّ للذّكرى أبوكْ
.يرنو إلى اللّاشيء.يسند منكبيه على الآثار
تحت الشّمس .في هرج العيال.يدلي، مليّاً، دلوه.فيما ترى زوجاته عيْن الآن.ينثرن الصّكوكْ
في الرّيح يوصل بالحكاية بندق الملهاة.كان بخير حالْ
حتّى حنوْتَ إلى مراياه الكثار ترى إلينا من خصاص الرّمل نخبط في الرّمالْ
وبكيت عند الجسر ينضح بالجراح.و كان ترحال الشّطوط إليه تخْمينات ذكْرى .وابلاً من معمعان الرُّوح
كان جلْد الأرض يأخذ في الأفول.و كان غصن العابرينَ إليه.متّشعاً بذاكرة الشُّكوكْ
والبحْرُ أصْفر
تحتمي بغثائه
أمةٌ تسرُّ إليك : عبثٌ هو اللبلابُ
عمّن راح يسأل في الهجيرة إن تكنْ قدمُ الضحيّة سورةً
وتكنْ مناديل الّذين مضوا وشائعَ في الجْنائز ترشقُ
بالنداوة وجنتيْكْ؟
 
***
بالماء يودع نسْغهُ فيك ... اتّحدْ
بجديلة السرّ المسجّى بالفراش المرّ
يطلع من يديْك إلى يديْك
حرائق اتّحدْ
بفجيعة الأمّ الأخيرة
تستميح دوائر الغازين
دفلاها اتّحدْ
بحدادِا المكرور
بالإشْراق في ثغر الفتوّة
باْنصراف الجرْح
بالتّصهال يسرج ترجمان الشّوق في المنفى اتّحدْ
بالأرض تحترقُ اتّحدْ
يأتيكَ من خلف المفاوز
و القفار
و ذاكرات النّار
عرّافون
دجّالون
في أثر الجراد
يساومونك في البلد
في الرّيح والعربات والموتى وأنْخاب الرّبيع
و في ثغاء الأضحيات
وشمعذان الغيد يحملن الرياض
و صوت أمّك حين تغضب
و المساءات المراقة في نشيد البحْر
و السّاحات تغسل عابريها بالمحبّة والبردْ
حتّى يساومك الجرادُ على يديْكْ!
**
والوعدكمْ عدداً،وورد الرُّوح يشرد في المدى،والْقانتات بلا عددْ
حرِّرْ طُيورَ الحُبِّ أجمعها،ولا تنْس الأقاصي تُسْتباحُ بلا عددْ
ياوعْـــدنا في الطّير نرقُب عامه المشْهود
لا تدفعْ إلينا وعدنا الأقْصى ..وكُنْ أنْت العددْ !

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى