الأحد ٢٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم ليلى بورصاص

وقفة للمطالعة: ثورة الجزائر في إبداع شعراء مصر

" ثورة الجزائر في إبداع شعراء مصر" كتاب صادر عن الدار المصرية اللبنانية لصاحبه الدكتور حسن فتح الباب، صدر تحت إشراف مؤسسة مفدي زكريا بمناسبة الذكرى الخمسين لثورة التحرير المباركة.
الكتاب قدم له الدكتور سليمان الشيخ وزير الثقافة الأسبق، والذي شغل منصب سفير الجزائر لدى جمهورية مصر العربية، ثم رئيس مؤسسة مفدي زكريا. فبعد أن ابرز الدور المصري المنقطع النظير في دعم ثورة التحرير المظفرة رأى انه من باب العرفان للشعب المصري الشقيق جمع باقة من القصائد التي تغنت بالثورة وأنشدت الجزائر.
ويقع الكتاب في 575 صفحة ويضم مختارات مما جادت به قرائح شعراء ومبدعي مصر الشقيقة عن الثورة الجزائرية، طيلة سنوات الزخم الثوري العارم، حيث حوى بين ثناياه أعمال وإبداعات حوالي 70 شاعرا مصريا معظمهم التحق بالرفيق الأعلى، وقد وشحها الكاتب بهذا الإهداء الجميل:

من الجبل الأشم إلى نهر الكوثر
مصر العروبة إلى الجزائر الثائرة...
من لحظة انطلاق أمجاد إلى أمجاد
محفورة في الوجدان والذاكرة...
من أجيال تبحث عن البطل والأمل...
إلى أبطال ورموز كانت الأمل والمثل...

كما لم يترك الدكتور حسن فتح الباب فرصة حلول الذكرى الخمسين لاندلاع ثورة التحرير الكبرى دون أن يقف وقفة احترام لهذه الثورة العظيمة وأهدى الجزائر قصيدة جميلة، مما جاء فيها:

خمسون عاما هل مضت حقا؟ وهل مازال يصغي الكون للأصداء

بل إنها أصوات مليون أتــــــــــــوا من جنة الرضوان والنعمـــــاء

نوفمبر الوضاء موعدنا ومــــــــن أحشائه استعلى اعز نـــــــــداء

جند الجزائر فتية سبـــــــــــــــاقة في حيلة الساعين للعليــــــــــاء

نفروا فكانت ثورة قدسيـــــــــــــة أبطالها رفعوا اعز لـــــــــــواء

مازال وجه الثائريــــــــــن مكللا بالغار تحت الراية الغــــــــراء

ونشيدهم "قسما" تعالى لحنــــــه حتى أصم مسامع الأعــــــــــداء

يا أيها النوام في كهف الدجـــــــى هبوا لسحق الفتنة العميــــــــــاء

واستلهموا من ثورة التحرير فـــي أوراس لحن القمة الشمـــــــــــاء

إني لأسمع صوت شاعر ثـــورة قد ألهمته عبقري عنـــــــــــــــاء:

مصر الكنانة والجزائـــــــر توأم في ظل أمجاد ونبل وإخــــــــــاء

يقسم الدكتور حسن فتح الباب كتابه المذكور إلى ثلاثة أقسام رئيسية، الأول ضمنه القصائد المستلهمة من الكفاح المسلح للشعب الجزائري مستعرضا فيه التنويع الإيقاعي والشكلي لهذه القصائد والثراء الثوري من حيث المضمون ومبادئ الدفاع عن الحق و الجهاد لنصرة الإسلام والوطن وتمجيد الشهداء وفي هذا يسوق لنا:

" لا لن ألين" ليوسف محمد الجندي.
" موعد مع النصر" لأحمد حسين عطاء الله.
_" ثورة الشعب العربي" لأحمد مخيمر.
_" العالم والحرية" ، " شهيد من الجزائر" حسن فتح الباب مؤلف الكتاب.
_" أغنية انتصار الجزائر" لحسن فتح الباب.
_" لقاء مع النصر" لعبد المنعم عواد.

إلى غيرها من الأشعار التي نظمها شعراء مصر الكنانة إعجابا بثورة الجزائر وثوارها، بينما تضمن القسم الثاني قصائد باللسان العامي استلهمت أيضا من صمود الجزائريين وثورتهم التي تبقى على مر العصور نموذجا لكل شعوب العالم في التضحية والفداء.

أما القسم الثالث فقد عرض علينا موجزا للسير الذاتية لبعض من شعراء مصر وهم: احمد حسين عطا الله، احمد مخيمر، احمد هيكل، الربيع الغزالي، د.انس داود، جليلة رضا، حامد الاطمس، حسن فتح الباب، حسن كامل الصيرفي، د.سعد دعبيس، شوقي هيكل، صالح جودت، صلاح جاهين، صلاح عبد الصبور، عبد الرحمان الخميسي، عبد الرحمان الشرقاوي، عبد الرحمان صدقي، عبد القادر حميدة، عبد المنعم عواد يوسف، د.عمر الجارم، فؤاد حداد، فتحي سعيد، كامل الشناوي، د. كمال نشأت، د.كيلاني حسن سند، مجدي نجيب، محمد البرعي، محمد التهامي، محمد الجيار، محمد السيد شريف، محمد شاور ربيع، محمد علي عبد العال، محمد هارون الحلو،محمود الخفيف، محمود حسن إسماعيل، محمود غنيم، ممتاز السيد سلطان، د.نجيب الكيلاني، وفاء وجدي.

مختتما باقته الجميلة بعمل مسرحي من الشعر الحر لعبد الرحمان الشرقاوي، خلد فيها الثورة الجزائرية في أربعة فصول، ومنتهيا إلى فصل خامس خصصه لسيرة شاعر الثورة الجزائرية الفذ مفدي زكريا.
للإشارة فان إقامة الشاعر بيننا لمدة عشر سنوات، أثمرت الكثير من الأعمال الأدبية والتاريخية التي أرخت للكثير من الأعلام الجزائريين وفي هذا نذكر كتاب شاعر الشباب في الجزائر - أبو القاسم سعد الله، و شاعر وثورة - مفدي زكريا شاعر الثورة الجزائرية، ومحمد العيد آل خليفة، شاعر الجزائر.

ليضرب موعدا لقرائه الجزائريين والعرب في الجزء الثاني للكتاب بعنوان" ثورة الجزائر في عيون كتاب مصر".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى