الأحد ١٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم عبد الله علي الأقزم

ولِلحُبِّ رياحٌ شماليَّة

بـعـد أنْ
أيـقـظـتَ هذا اللَّـحـنَ
والأشـعـارَ والأمطـارَ فينا
هـكـذا تـرحـلُ عـنـَّـا
سندباداً
لم يبعْ
مِن طعنةِ الأسفارِ
للقُرَّاءِ
أوجاعاً وأمراضاً
ووهنا
هكذا ترحلُ عنْ
ألحانِ ليلى
ألـفـاً
تنهضُ للعِفَّةِ
تأسيساً و بنياناً
و ركـنـا
هكذا تمضي حريقاً
يُقلبُ الأصفرَ
عمراناً و غاباتٍ
و فـنـَّـا
هكذا تزرعُ للحاضرِ
و الماضيَ و المستقبلَ الآتيَ
في قيثارةِ الإغريقِ
أنهاراً و ريحانـاً
و مُزنـا
هكذا في بحرِ عينيكَ
وُلِدنا و غرقنا
هكذا مِنْ أجملِ الأشياءِ
تنهالُ علينا
قد رأيناكَ
على أجملِ وجهٍ
عنتريَّـاً
لم يُشعشعْ لونَهُ
شكَّاً و ظنـَّـا
و قرأناكَ
معَ الإلياذةِ الخضراءِ
كشفـاً
فـانـفـتـحـنـا
و جمعناكَ سؤالاً و جواباً
فاشـتـعـلـنـا
و اقتحمناكَ نداءً أبديَّـاً
و انهزمنا
أيُّ طبع ٍ
مِن جنون ٍ قد فعلنا؟
أيُّ فصل ٍ
بينَ وصليْنِ غرسنا؟
أيُّ عـار ٍ في قـتـال ِ الشمس ِ
يـومـاً قـد حـمـلـنـا؟
أيُّ جـرم ٍ
في دم ِ الـوردِ ارتـكـبـنـا؟
أيُّ فكرٍ
لصدى العنقاءِ بعنا
و اشترينا؟
أيُّ نـور ٍ
بـيـديـنـا قـد سفكـنـا؟
يـا صـديـقَ الـتـِّيـن ِ
و الـزيـتـون ِ و الـزعـتـرِ
هـلْ تـدري بـشـيءٍ
أنـتَ مـنـَّا ؟
نتهجَّاكَ يميناً و شمالاً
و الهوى
يُنشئُ مِن عينيكَ
في مسبحةِ الناسكِ
شلالاً و إنشاداً و تغريداً
و لحنا
و رسمناكَ على
الحلاجِ تفسيراً
و إيضاحاً و تلميحاً
و ضمنا
قد بدأناكَ عروجاً
و إلى أجملِ ذاتٍ
أنتَ فيها
قد وصـلـنـا
إنَّـنـا منكَ
صباحاتٌ تتالتْ
في ضميرِ الشمس ِ
ألفاظاً و معنى
يا حـبـيـبَ الـقـلـبِ
هل ترضى طيورُ الحبِّ
في صدركَ
أنْ تـرحـلَ عـنـَّـا ؟
سنرى قصفاً و نسفاً
بين قرطاس ٍ و حبر ٍ
إن أرادتْ
أخذكَ الأضواءُ مـنـَّـا
كلُّ ما فيكَ دعاءٌ
يتنامى يتسامى
كمْ بـهِ
في لهـبِ الـصـِّيـف ِ
ابتـردنـا
كـمْ بـهِ
في قمَّةِ الـبـردِ
اقـتـدحـنـا
كمْ بهِ
مِن طعنةِ القاعِ
ارتـفعنا
كمْ بهِ
مِنْ قصصِ البؤس
خرجنا
كمْ بهِ
مِن لغةِ الأضدادِ
جئنا
إنَّـكَ اللَّفظُ الذي
فيهِ نـزلـنـا
إنَّـكَ المعنى الذي
مِنْهُ اقـتـبـسـنـا
إنـّـكَ الدفءُ الذي
مِـنـْهُ الـتـحـفـنـا
أينما صرتَ مِنَ التحليقِ
عند الملتقى الأجملِ
صرنا
كمْ عـزفـنـاكَ
اشـتـيـاقـاً أبـديـَّـاً
و على أشواقـِـنـا الـحـمـراء ِ
ذبـنـا
كـم نـثـرنـاكَ بـذوراً
و قـرأنـاكَ على عيـن ِ الـهـوى
غـصـنـاً فـغـصـنـا
كلُّ وردٍ ساحرٍ
يأخذ مِنْ عـيـنـيـكَ
ألواناً و حُسنا
كلُّ ماءٍ أنتَ فيهِ
فهوَ لا يخلقُ داءً
و هوَ لا يزدادُ فتكاً
و هوَ لا يحملُ ضغـنـا
يا شـقـيـقَ الـثـلـج ِ و الـنـِّيـران ِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى