الاثنين ٢٨ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم عبد الستار نور علي

ولّى الشبابُ!؟ فلا !

(الى الشاعر الكبير يحيى السماوي)

مازلتَ في وَهَجِ الشبابِ الألمعا
قلبٌ تحرّقَ في الهيامِ فأبدعـا
ما العمرُ إلا في الكتابِ مُسجّلٌ
ودمُ الشبابِ يظلُّ فينا المنبعـا
ولّى الشبابُ ؟! فلا، وحقِّ قصيدكم،
ولّى المشيبُ ، فليسَ فينا المرجعا
أيُقاسُ عمرُ المرءِ مِنْ شـيباتهِ
أم بالذي بينَ الضلوعِ وما سعى؟
ولقد سعيتَ فأدركتْ منكَ المنى
نبضَ الشبابِ فكنتَ منهُ الأنصعا
"نقِّلْ فؤادَكَ حيث شئتَ من الهوى"
ستظلّ في شرخ الصِبا المُتربِّعـا (1)
نقّلْ وزِدْ فينا الأغاني زِدْ لها
وتراً على وترٍ نُـغنِّ الأروعا
يا واحةَ العشقِ الكبيرِ وإنْ روى
عشقَ القُليبِ حلاوةً وتطلُّعـا
دررُ القوافي منْ شبيبِ فؤادكم
شبّتْ به النيرانُ شـبّاً مُوجِعـا
فتناثرتْ منهُ اللآلئُ ، عِقـدُها
منْ مُغرَمٍ نسجَ الجمالَ فأشبعا
يا عازفَ النغمِ الرقيقِ ، عزيفُهُ
فوقَ الذرى أنْ يستطيلَ ويطلعا
إرفقْ بخافقِكَ المُطوَّقِ بالمدى
متحارباً ، متغـرِّباً ، متصدِّعا
يكفيهِ قد ذاقَ الهوى ، ألِفَ الجوى
فرمى الشِباكَ على القلوبِ فأوجعا
قالوا التولُّهُ في الشبابِ حريقُهُ
فلْيقرأوا يحيى إذا الداعي دعا
الحبُّ في كِبَرِ المَقامِ مُقامُهُ
متسامقاً ، متنوِّراً ، متفرِّعاً
كِبَـرُ المقامِ منَ البلادِ عِمادُهُ
وعمادُنا رفعَ القواعدَ مَطلَعا
أفدي بلادي بالأصابعِ ليسَ لي
غيرُ الأصابعِ مِقوداً متطوِّعـا
إنّي رأيْتُ المُنكَراتِ ، صددْتُـها
بالقلبِ والفمِ والحروفِ مُدفِّعا
وطني استحالَ خريطةً مصدوعةً
بيدِ الطوائفِ صـدعُها قد شُرِّعا
بيدِ الصِـغارِ صـغيرةٌ مهزوزةٌ ،
بيدِ اللصوصِ تُسامُ ويلاً مُفجِعا
كانتْ على سـيفِ الطغاةِ فجيعـةً
فغدَتْ على سُوسِ الفسادِ الأفجعا
وطنٌ تسـنَّهَ ماؤهُ وهواؤهُ
بمُزوِّرٍ ومُفسِّـدٍ لنْ يُـرفعا
آهٍ ...! وكمْ في القلبِ آهٌ لم تنلْ
منْ سارقي مالِ البلادِ المَسمَعا
ياصاحبي حسبي الكلامُ ومارعى
وعسايَ ما أوقدْتُ فيك توجّعـا
أفديكَ محفوظَ الهوى ومُرفَّعا
ملِكَ القصائدِ قد أجادَ وأسمعا
حسناءُ يحيى في ركابكَ هزّةٌ
بينَ القوافي ، رفَّ قلباً مُترَعا
إسقيهِ شهداً منْ رضابكِ رحمةً
أو قولـةً تحيي الخليلَ المُولَعـا
سبقتْ إليكِ المُرهَفاتُ تغافلتْ
عنها لحاظُـكِ ، لفتةً ، وتطلُّعا
فرمى الشِباكَ وماجنى منْ صيدها
غيرَ الصـدودِ ، تكبُّراً ، وتمنّعـا
يا مَنْ يذوبُ على هواها رحمةً
بالنفسِ حينَ تفكُّ توقاً أدمعا
لا يُستطابُ الحبُّ دونَ صبابةٍ
منها، فكُنْ في حبِّكَ المترفِّعا
أنا لا أذلُّ لهنَّ حتى لو جرَتْ
فيَّ الحياةُ تضعضعاً وتصدُّعا
لاخيرَ في حبٍّ تهاوى خيلُهُ
الحبُّ أنْ تطأ الذرى مُتمنِّعا
ماذا سأجني إنْ بكيْـتُ ببابها
أو خلفها أطوي الفيافي مُسرعا؟
ماذا سأحصدُ غيرَ نزوةِ عاشقٍ
وجدَ الغرامَ غِوايةً فتزعزعـا ؟
ماذا ينـوبُ الجمعَ ممَنْ حولَنا
طيَّ الكلامِ فهل أضاءَ وأشبعا ؟
أنا لا أقولُ دعوا النساءَ ، وإنّما
ليسَ النساءُ بضاعةً كي تُقطَعا (2)
أو دميةً بيدِ الرجالِ نصوغُها
وكما تشاءُ رغائبٌ أنْ تصنعا
هي أمُنا هي أختنا هي زوجةٌ
ولها علينا أنْ تُصانَ ، وتُرفَعا
وهي الحبيبةُ والفؤادُ ستارُها
ليسَ المحبةَ أنْ نعرّيَ أضلعا
الشطر الأول تضمين من بيت أبي تمام:
نقّلْ فؤادّكَ حيث شئتَ من الهوى
ما الحبُّ إلا للحبيب الأولِ
(2) في الصدر تضمين من بيت الشاعر حافظ ابراهيم:
أنا لا أقولُ دعوا النساءَ سوافراً
بين الرجالِ يجلْنَ في الأسواقِ

* الابيات الأربعة الأولى كُتبتْ في الأصل تعليقاً على قصيدة المهدى اليه الشاعر العربي الكبير يحيى السماوي (طاوي الديار على الدروب موزعا) على موقع المثقف الألكتروني يوم الأربعاء 11/8/2010 وهو أول ايام رمضان المبارك لعام 1431 هجرية في عدد من الدول الاسلامية. ثم أتممتُها قصيدةً بحلتها هذه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى