الاثنين ٩ آذار (مارس) ٢٠٢٠
بقلم عبد الله بن أحمد الفيفي

وما إِنْ أَفْـتَحُ المَعْـنَى...!(*)

«أُحِبُّـكِ».. أَحْرُفًا إِنْ أَمْحَـلَتْ مَغْـنَى،
فحُبِّيْ : كُلُّ مـا في الكَـوْنِ مِنْ مَعْـنَى!
ولَوْ لَـيْلًا بِكَـرْمِكِ طَافَ بِـيْ كَـرْبـِيْ،
تَـنَـفَّسَ مِنْ ضَـمِـيْرِ الشَّمْسِ لِـيْ دَنَّـا
ولَـوْ أَنِّـيْ مَسَسْتُ بِـمَـائِـهِ مَـوْتـِـيْ
لَأَثـْـمَـرَ قَـلْـبُـهُ بِالـشِّعْـرِ أو غَـنَّـى
وما حُـسْنُ اللُّـغَـاتِ الـرَّاحِ أَحْـيَـاني
ولكِنْ حُـسْنُ مَنْ تَسْتَـمْـطِرُ الحُسْنَـا!

يَقُوْلُ النَّاسُ: ما لِفَتَاكِ؟ إِذْ أَشْدُوْ..
أَسِحْـرٌ مَسَّـهُ؟ أَمْ هَلْ تُرَى جُـنَّـا؟
أَمَا كَانَ الجِـبَالَ المُطْرِقَاتِ نُـهًـى؟
أَمَا كَانَ الحِجَى والحَـزْمَ والحِصْنَا؟
وهَـلْ يَـدْرِيْ سُـــؤَالٌ إِذْ يُسَـائِلُـهَـا
هَوَى مَنْ تَسْكُنُ الشِّرْيَانَ والإِنْسَانَ والذِّهْنَا؟
فَـــتَـاةٌ ، مـا تَوَافَـيْـنَـا ، تُـعـاطِـيْـنِـيْ
كُؤُوْسَ الحُلْمِ والمُسْتَقْبَلَ الأَجْنَى؟
ولَـوْ أَنَّ الغِــنَـاءَ اشْتَـامَ بَـرْقَـيْـهَـا،
لَأَرسَـلَ كُـلَّ جَـارِحَـةٍ لَهـَـا غُـصْنَـا
ولَـوَّنَ نَـبْـرَ صَوْتِـيْ جَـمْرَ خَـدَّيْها
و لَاثَمَ مِنْ تَرانِـيْـمِ اللَّـمَى لَـحْـنَـا!

فَمَنْ تِلْكُمْ؟ وما هذِي القَصِيْدَةُ؟ لا
تَسَـلْ ما لا جَـوَابَ لَـهُ ، وإِنْ ظَـنَّـا
فما إِنْ أَفْـتَـحُ المَعْـنَى على المَـعْـنَى،
يَدُورُ النُّـوْرُ في سَمْعِ الدُّجَى أُذْنـَـا
كَمَنْ أَحْبَـبْتُ لا قَـبْـلًا، ولا بَعْـدًا،
ولا مِثْـلًا ، ولا نَعْـتًـا ، ولا تُـكْـنَى
هِـيَ اللُّغَـةُ الَّـتي لم يَنْـطِـقِ الرَّاوِيْ
بِها يَـوْمًا ، ولم يُـعْـرِبْ لَـهَا مَـتْـنَـا
لَها حَـدَّانِ: مِنْ شَفَتِيْ إلى (شَامِيْ)،
ومِنْ (يَمَنِـيْ) إلى دَمِ مُهْجَتِيْ الأَقْـنَا
ومَهْمَا مُـنِّـيَـتْ عَيْـنِـيْ مِنَ الدُّنْيَـا،
هِيَ الدُّنْـيَا وعَيْنِـيْ والمُـنَى الأَدْنَى!

تَـمَاوَجُ بَيْنَ أَضْلاعِيْ ، ولا تَـنْسَى،
أُوَارَ الأَرْضِ في مُسْتَأْنـَـفِ المَـبْـنَى
وتَذْكُـرُ كُـلَّ أَسْفَارِيْ وأَشْعَـارِيْ
وتَكْتُبُ في صَفَا نَـبْضِيْ الخُـطَا مُـزْنَا
سأَرْسُـمُ بِاسْمِهَـا يَوْمًا أُوَارِيْــهِ ..
يُوارِيْنِيْ .. لِكَيْ يَـسْتَـلْـئِمَ الكَـوْنَـا
غَـدًا تَسْرِيْ بِأَنـْـبَائِـيْ سَـرَايَاهَا..
أَلَا يَـسْـتَـبْطِئُ الأَنـْبـَاءَ مَنْ حَـنَّا؟!

أَجَلْ، إِنِّـيْ «أُحِبُّـكِ».. رَايَـتِـيْ قَلْبِيْ،
و قَـلْـبِـيْ ما على مَـغْـزَاهُ مُسْتَـثْـنَى!

(*) لم تأتِ عَروض البحر الوافر التامِّ وضَرْبه إلَّا مقطوفةً في الشِّعر العربي. لٰكنها قد جاءت هنا سليمةً من القطف مع ضربها! فما المانع؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى