الخميس ٣٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم
وهنَّ الرَّاغبات!
شِفَاهُ الحَبِيْبَةِ تَلْهُو وَتَلْعَبْ | وَثَغْرِي يُعَانِي وَيَشْقَى وَيتْعَبْ | |||
فَقُبْلَتُهَا حَوَّلَتْنِي صَبِيَّاً | أُنَاشِدُ أُمِّي لأَنْجُوْ وَأَكْسَبْ | |||
تُقَبِّلُ ثَغْرِي، وَتَلْمَسُ صَدْرِي | وَتَأْكُلُ عَيْنِي بِنَظْرَةِ ثَعْلَبْ | |||
فَأَهْرُبُ مِنْهَا، وَتَعْدُو وَرَائِي | وَقَلْبِي فِرَارَاً إِلى الشَّرْقِ غَرَّبْ | |||
تُرَاوِدُنِي نَفْسَهَا دُوْنَ خَوْفٍ | وَتُهْدِي إِليَّ المَخَاوِفَ مَرْكَبْ | |||
تُرِيْدُ المَحَبَّةَ مِنِّي وَتَبْغِي | غَرَامِي سَعِيْرَاً بِنَارِهِ تُلْهَبْ | |||
فَقُلْتُ لَهَا: يَا حَبِيْبَةُ إِنِّي | فَتَىً، لَمْ أَصِرْ بَعْدُ شَابَّاً لأَرْغَبْ | |||
كَعُصْفُوْرَةٍ سَكَنَتْ بَعْضَ قَلْبِي | وَقَالَتْ: حَبِيْبِي تَعَالَ لِنَذْهَبْ | |||
سَنَقْصِدُ دُنْيَا بِلا أَيِّ عُمْرٍ | سَنَسْكُنُ قَصْرَاً مِنَ النُّوْرِ يُنْصَبْ | |||
فَلا أَرْتَضِي بَعْدَ قَلْبِكَ قَلْبَاً | وَلا أَنْتَ عَنْ دِفْءِ صَدْرِي سَتَرْغَبْ | |||
تَعَالَ حَبِيْبِي وَيَتِّمْ شُعُوْرِي | وَثَكِّلْ وِدَادِي لِغَيْرِكَ وَاطْرَبْ | |||
وَعَلِّمْ فُؤَادِي غَرَامَكَ إِنِّي | أُرِيْدُ وِدَادَكَ كَيْلا أُعَذَّبْ | |||
فَصَدْرُكَ أَرْضٌ وَثَغْرُكَ بَيْتٌ | وَشِعْرُكَ دِيْنٌ وَعِشْقُكَ مَذْهَبْ! | |||
فَوَافَقْتُهَا ثُمَّ أَنْشَدْتُ شِعْرَاً | أُنَادِي بِهِ كُلَّ قَلْبٍ تَغَرَّبْ | |||
وَحِيْنَ ارْتَضِيْتُ المَوَدَّةَ مِنْهَا | مَشَتْ نَحْوَ صَدٍّ فَخِلْتُهُ يَذْهَبْ | |||
وَمَرَّتْ لَيَالي انْتِظَارٍ وَشَوْقٍ | وَدَمْعِي يُسَامِرُنِي دُوْنَ مَهْرَبْ | |||
وَلَكِنْ فَتَاتِي حَفِيْدَةُ حَوَّا | تَمَنَّعَتِ البِنْتُ عَنِّي لأَغْضَبْ | |||
فعنَّفْتُ نَفْسِي وَقُلْتُ لِقَلْبِي: | جَزَاءُ الغَرَامِ صُدُوْدٌ، فَأَضْرَبْ! | |||
لَعُوْبٌ فَتَاتِي وَمَيْسَاءُ خَصْرٍ | تُغَنِّي وَتَرْقُصُ قُرْبِي لأُطْرَبْ | |||
وَفي سَهْرَةٍ مَعَهَا صِرْتُ نَجْمَاً | وَفي جِسْمِهَا زُرْتُ مِلْيَوْنَ كَوْكَبْ | |||
أُقَبِّلُ ثَغْرَاً فَتَأْبَى غُرُوْرَاً | وَأَسْكُنُ نَهْدَاً فَتَمْشِي وَتَتْأَبْ! | |||
وَمَا كُنْتُ أَحْزَنُ لَوْلا اشْتِيَاقٌ | فَإِنَّ الحَبِيْبَةَ أَشْهَى وَأَطْيَبْ | |||
وَلا أَبْتَغِي دُوْنَهَا أَيِّ ثَغْرٍ | فَدِفْؤُهُ أَسْمَى وَرِيْقُهُ أَعْذَبْ | |||
وَلا أَرْتَضِي غَيْرَهَا كُلَّ عِشْقٍ | فَإِنِّي سِوَاهَا هَوَىً لَسْتُ أَرْغَبْ | |||
وَلَوْ تَعْلَمُوْنَ بِحُزْنِي وَشَوْقِي | لَكُنْتُمْ تَعِيْشُوْنَ مِثْلِي وَأَكْأَبْ | |||
فَقَدْ أَصْبَحَتْ تَرْتَضِي مَوْتَ نَفْسِي | فِدَاءً لِيَوْمٍ بَدَتْ فِيْهِ تَعْتَبْ | |||
وَتَرْفُضُ حُسْنِي وَآفَاقَ حُبِّي | وَتَطْلُبُ أَقْلامَ رَسْمٍ لِتَلْعَبْ | |||
فَتَاتِي غَدَتْ بَعْدَ أَنْ بِتُّ شَابَّاً | كَبِنْتٍ سَتَرْضَعُ حُزْنِي وَتَشْرَبْ! | |||
سَأَمْشِي بَعِيْدَاً وَأَنْسَى اشْتِيَاقِي | وَأَمْحُو ضَرَاوَةَ حُبٍّ سَتُكْتَبْ | |||
وَأَرْثِي غَرَامِي بِشِعْرٍ عَتِيْقٍ | وَأَهْجُو جَفَاءَ اللَّيَالِي وَأَعْتَبْ | |||
فَكُلُّ النِّسَاءِ تَمَنَّعْنَ عِشْقِي | وَهُنَّ وَرَبِّي لَمِثْلِي وَأَرْغَبْ |