الأربعاء ٢٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم محمد شاكر

وَحْـــدَها، عَصافيرُ الشعــر، تحْرسُ أشجــارها

وحدها عصافيرُ الشعر، تحرسُ أشجارها
من نسيان ِالغابةِ
في انجراف الوقتِ
وحْدها، تكرِّسُ الغناء َ
في حَـنجرة القصيد ِ
حين تخرس ُ الأجواقُ
إلى أمد ٍ...
لا يضجرُ من صمتي
إلى فراديس َ
تثرىٰ ، قبل أن يرْتدَّ إليَّ شـوقي
في سَعْيي....
أغزو سُكوتا، على شفـَــة الحرف ِ
وأقلـعُ عن صمْتي
إذ ْ لا شيءَ يصمدُ في وجْهِ الموْتِ
خارج مجرة الأحلام.
أغشاهما معا، قصيدتي
وموتي..
من أجل الحياة
والفطرة
أنازلُ صَمْتي
لأ ُعْلي هوْدجَ الكلام.
أقيم في الأولىٰ
مُتبدلَ الأحْوال ِ، مَلولا ً
أقِـلّ عَصافيرَ الشِّعر
 
لتعودَ غِناءَ الأرْض ِ المَريضِ
وأرْبتُ بالحَـنان، على ريش مَهيض
غادرهُ الطيران.ُ
كمْ سِرْباً أمتطي، لأكشط غيمَ السماء..؟
إلى شمْس ِ بَصيرة،
كمْ إقلاعا، وهُبوطا
من مَطار رغبة، لمطار إحْباط ٍ
لا ينفكُ عنه التردي..
لأسوِّي بين الغـِناءين..؟
أقوِّي ُطمأنينة النشيد ِ
حين لا يعلو نبضُ القلب،
على انْـكسار الجَناح..؟
وَحْدها عصافيرُ الشعر، تحْرسُ أشجارَها
مِـنْ ليل وَشيك ٍ
ثقيلِ ِ الصَّمْت،
ينيخ بخوْفٍ ، سَميك ٍ
على هدأة المجالْ.
وينصبُ لي، فِخاخَ الظلال.
لذا أسْهرُ في أرَق ِ الكلام
على غُصن إحْساس ٍ قريب ٍ
أ ُخفـِّفُ مِن وَحْشة ِالصَّهيل
في أصْقاع ذاكرتي
أ ُنبـِّـهُ العَصافيرَ إلى سَمَر ٍ
نُـقارعُ فيه كأسَ غِنــاء ٍ
إلى ثـمَالة صُبح ٍ
يتسكعُ بالأطفال ، والأسمال ...
مُشرَّدينّ، كريح الجنوب ِ.
وَحْدها عصافيرُ الشعر، تحرسُ أشجارَها
لا خارجَ لي
عنْ كـنـََـف ِالأوْراق
ورعشة ِ الأخضْرِ في الرّوح ِ
لا خارجَ لي
عن وكر إصغائي
إلا ما ترسُمه زَقزقة ُ الوْقت ِ
لأوسِّعَ أقفاصي
في اتجاهاتِ القصيد
وأبلغََ الأقاصي.
هل حَقا، هو، داخلي،
كلما جئتُ الشعرَ، من شُرفة الحُلم
بحفيفِ قافِيـــَة
وَرَفـَّة حَرْف جريح ٍ
ينزفُ من غير دِماء ِ...؟
داخلي، هُو خارجي، بمصابيح جُـنون ٍ،
وسماء ٍلا يَحُدّها الشوقُ
تمتدُ، فِيَّ، عَميقا، إلى شجَرٍ،
يَحْضُنني بالأغصان ِ.
لا خارج، لي، خارجي
أمشي ُطرقات، أطويها، بنبْض القلب ِ
وأفسحُ أعماقي،
سُـبلا، يتهادىٰ عليها الحلمُ....
دليلي، في عُجمة الهجْرات ِ.
لا خارجَ لي....
وإن أدْمنتُ الخروجَ، في كل طيش ٍ
واعْتدال ِ ،
أوْ زلَّ بي إرْهاصٌ، على مَرْفإ وَهـْم.
لأني الخارج ُ، الداخل ُ،
في غـَوْر الأيّـام.
أ ُرَبيِّ خارجاً، يُوَسِّعني
حَدَّ الشُروق، بالحَدائق، والطيْر ِ .
أسْكنُ داخلي ..
لأ ُتاخِم حُرِّيتي
أ ُشْـرعُ بَعْضي، على بَعْضي
لِهـَبـَّة بـَـــــرِّية
تشرُدُ عَنْ قبضة الخارج، الغامض ِ
لأصحو على أثري
أعودُ إليَّ..
خالصا، مِن شروخ الضيـْق.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى