وَردَةٌ قَطَفَهَا المَوتْ «إلى أمبرتو إيكو»
لَقَبٌ يُضَافُ الآنَ لِـ «اسْمِ الوَرْدَهْ»
بَعدَ التَّمَشِّي فِي حُقُولِ البَلْدَهْ.
حَيثُ النَّهارَاتُ ابْتِسَامَةُ عَابِرٍ
سَكَنَ الطَّبِيعَةَ وَالرُّبَى المُمْتَدَّهْ.
وَجهُ السَّمَاءِ لَهُ تَرَاءَى حَالِمًا كَالعُشبِ
مُذْ بَلغَ الرَّبِيعُ أَشُدَّهْ.
فَالطِّينُ رَمزٌ لِانْتمَاءٍ حِينَ نَبدُوا يَختَفِي
وَالأَرضُ أُنثَى تَنْدَهْ.
«إيكُو» الذِي جَعَلَ الكلامَ نَوافِذًا مَفتُوحَةَ التَّأوِيلِ
ألقَى نَرْدَهْ.
قَرَأَ الجِهَاتِ كمَا أَرَادَ
ولَمْ يَضِقْ أفُقُ المَكَانِ بشَمسِهِ المُعْتَدَّهْ.
فَمنَ السَّوَاقِي ضِحكَةً
وَمِنَ الفَراشَةِ حِكمَةً ومِنَ الزُّهُورِ مَوَدَّهْ.
أَصْغَى لِصوتِ المَاءِ مُمتَلِئًا بِهِ
فَتَمَثَّلَ اللُّغَةَ الطَّرِيَّةَ وَحْدَهْ.
خَاضَ احْتِمَالاتِ التَّلاشِي
فَاتِحًا شَجَرَ الكَلامِ عَلى ظِلالٍ عِدَّهْ.
وَارْتَادَ غَابَتَهُ
فَكَانَ لَهُ هُنَا
مَا لنْ يَكُونَ لِفَيلَسُوفٍ بَعْدَهْ.
هَذَا الطَّرِيقُ مَشَاهُ لَيلًا
نَاقِصًا قَمَرًا
ونَارُ حَنِينِهِ مُشتَدَّهْ.
تَوْقًا إلى النَّص الذِي لا يَنتهِي
حتَّى لَوَ انْهَتْ «شَهرَزَادٌ» سَرْدَهْ.
هِيَ رحلَةٌ نَحْوَ الوضُوحِ
ورُبَّمَا سفَرٌ جَمَالِيٌّ لِكُلِّ مُشَدَّهْ.
ولَرُبَّمَا هِيَ عودَةٌ للبَحثِ عنْ ضَوءِ الحَقيقَةِ
أو هِيَ اللَّاعَوْدَهْ.
تَحتَ الظَّلامِ الهَشِّ أشعَلَ فِكرَةً
فَأَضَاءَ رَمزًا
كَانَ يَجهَلُ قَصْدَهْ.
وَلَقدْ تَعَرَّى
مُذْ تَجاذَبَ مَعْ رِياحِ الشَّكِّ ثَوبَ الدِّينِ
حتَّى قَدَّهْ.
مِنْ أَجْلِ ذَاكَ
رَأَىَ الحَياةَ مَتاهَةً كُبرَى
مُشَكَّلَةً بِنَا وَمُعَدَّهْ.
للهَابِطِينَ إلى مَقَامِ الطِّينِ
حِينَ العَالمُ العُلوِيُّ صَعَّرَ خَدَّهْ.
رَجُلٌ علَى قَيْدِ الغُروبِ، ولَم تَزلْ
فَوقَ الجِهَاتِ، ظِلالُهُ مُمْتَدَّهْ.
يَدنُو منَ الأبَدِيِّ، فِي فَمِهِ الرَّدَى؛ سَفَرٌ
وَفِي دَمِهِ السَكِينَةُ؛ وَرْدَهْ.