الثلاثاء ٢٠ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم
يا أمي...
أَخجَلُ يا أمي... كمْ أَخجَلْ!أن أرسُمَ وجهَكِ بالكلماتْوأُصوِّرَ قلبَكِ في الصفحاتْوأُعبِّئَ عُمرَكِ في لحظاتْفكيانُكِ يا أمي أكبرْمن كلِّ مساحاتِ الكلماتْ***في قلبي يا أمي رجلٌيَتحرَّقُ شوقًا لصباهُ...يَتذكَّرُ أمًّا ترعاهُ...وتُقدِّمُ في الليلِ دواهُوتُجالسُ وجهَ مخدَّتِهِكي تَنظُرَ في النومِ رضاهُوتُقبِّلُهُ... وتُداعبُهُ...وتفاجِئُهُ بهداياهُوتُصغِّرُ أحجامَ الدنيالتعيشَ بكلِّ قضاياهُ...وتَلُمُّ البسمةَ من فَمِهاكي تَمسَحَ فيها شكواهُوتُسيِّجُ حقلَ مدامعِهِلتُزقزقَ دومًا شفتاهُ...***في قلبي يا أمي رجلٌيَتحرَّقُ شوقًا لصباهُيَتذكَّرُ أمًّا ترعاهُ...يتذكَّرُ طفلاً مشغولاًبرغيفِ الخبزِ وحلواهُيتذكَّرُ أمًّا تَحمِلُهُوتسائلُ عمّا أبكاهُفيُحسُّ بدفءِ ملامِحِهاوبحبٍّ يملأُ دنياهُوبأنّهُ حينَ يُعانقُهالا يَفرحُ في الكونِ سواهُ***يا أمي...قد صرتُ كبيرًا يا أمي...قد صرتُ كبيرًا وحنينييَأكلُ من عمري وسنينيقد صرتُ بعيدًا مغتربًاكالشمعِ تذوبُ عناوينيقد صرتُ أفتِّشُ عن وطنٍيتحمَّلُ ناري وجنونييتصيَّدُ دمعي وشجونيلكني أرجعُ يا أميأحمِلُ أحلامي ويقينيفأنا لن ألقى لي وطنًاأكبرَ من قلبِكِ يَأويني...