الجمعة ٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٢
بقلم عبد الكريم المحمود

يا فاتنتي

صحبتكِ طفلاً .. ومغرورةً تلعبين
بأسرار قلبي .. وعقلي الدفين
وما زلتِ فاتنتي في المشيب ..
بحبّ الدُمى والصور
فأين المفر .. ؟
وأنتِ لدى الروح أغلى حبيب .. !
وأين المفر .. ؟
وفي همس جفنيكِ سحر غريب .. !
فمن غفوة منكِ يغفو الوجود
وتنطفئ الشمس .. والكائنات
تلوذ بكهف السبات
وتغرق كل المنى والفكَر ..
بأمواج بحر الهجود
ولا ينهض الكون أو يستفيق
بغير سنا ومضة أو بريق
يلوح بمقلتكِ الصاحيهْ
فيسطع في الأفق زهو الورود
ويأتلق العشق في الساقيهْ
تنير سماؤكِ زُهرَ النجوم
وينساب فيها ضياء القمر
وتنساق من شاطئيكِ الغيوم
ويهطل من مدمعيكِ المطر
فرحماكِ فاتنتي في المُحول ..
وضيق الصدور .. وجدب العقول
وحين تصير قلوب الأنام
كداجي الظلام ..
ومثل الحجر ..
فرحماكِ في دمعة أو نظر
يعيد الى الأرض عطف السماء
ويكشف عنها عظيم البلاء
وما عاث فيها طغاة البشر
ورحماك عند اشتعال الجحود
وبغض الحقود .. وشر الحسود
فأنتِ بطرف الرضا والقنوع
تبثين برد الغنى والرجاء
وتُلقين سحر الهوى في الجموع
ورحماكِ من خائنات العيون ..
ومن سيئات الرؤى والظنون
فحيث تغضين طرف الحياء ..
يكون الشفاء
وحيث ترين مقام الشهود
يكون مقام التقى والخشوع
فهل توعظين بمن قد غبر .. ؟
وهل تأخذين العِبر .. ؟
ودون رجوع ..
لحب الدمى والصور .. ؟!


الأعلى