الأربعاء ٢٦ آب (أغسطس) ٢٠٠٩
بقلم أحمد تحسين الأخرس

يا ليلُ

يا ليلُ طالَ البُعدُ كيف عساني
ألقى الحبيبَ وبُعدهُ أضناني
بركانُ شوقي دمَّر الصبرَ الذي احْــ
ـتَرقتْ أواصرهُ بلا حُسبانِ
جرحُ القصيدةِ نازفٌ نهرَ الدِّما
وفؤاديَ الولهانُ كالعطشانِ
سبعٌ شدادٌ فوقَ هامي ثقلها
همّي هوالسبعُ الشدادُ، أُعاني
بُعدَ الخليلةِ، وانتهاكَ محارمِ
الحبِّ الأليفِ بمخلبِ الحرمانِ
إني أعدُّ النجمَ في سقفِ السَّما
متأمّلاً إتيانَها بأمانِ
ورجوعَها مشتاقةً وبلهفةِ
الحيرانِ أرجوها بأن تلقاني
أخشى البقاءَ بعيدةً عني، أنا
لا أستطيعُ الصبرَ يا أزماني
العمرَ علقَمَهُ أذوقُ ودمعَهُ
أُجريهِ نهراً، فوقَ خدٍّ فاني
إن كانتِ اللحدَ الحنون فإنني
أرجوالمماتَ الآنَ باطمئنانِ
فلقاؤها أمليِ ونبضُ جوارحي
والبرزخُ المملوءُ بالتحنانِ
يا عمرُ قل ليِ: من أكونُ بدونها
وهيَ الحياةُ ورقصةُ الشريانِ؟؟
وجهُ الصباحِ جبينها، عيناها
-سبحان من سواهما- قمرانِ
يا عمرُ قد وقفَ الزمانُ بساعتي
فعقاربُ الفرحِ العقيمِ تُعاني
من بطءِ زحفِ الوقتِ والضجرِ الذي
أعلنْتُهُ نوعاً من العصيانِ
أناْ جثةٌ قد ودَّعَتْ أفراحها
جمدتْ بلا روحٍ ولا خفقانِ
أنا تائهٌ متخبِّطٌ متهالكٌ
ضعفي ومشأمتي هما هذياني
أناْ هالكٌ يا ليلُ إن طال الجفا
أناْ غارقٌ في كوثر الأحزانِ
أناْ طفلُ عشقٍ أرسمُ الأملَ الذي
أجهضْتُهُ من رحْمِ دهرٍ ثاني(1)
سأعيشُ رغمَ العاصفاتِ؛ فدمعتي
هي نزوتي، وغيابها أعماني
هذا انتظارُ العودةِ المفقودُ قد
جاءتْ بهِ بسماتها، جبَلانِ
جبلٌ يمدُّ القلبَ آمالاً لها
والآخر الموسومُ بالكتمانِ
سأجرُّ قافيتي لها وقوافلي
وسأنسجُ الكلماتِ من أشجاني

 [1]


[1(1) الدهر هنا ليس الله كما ذُكِرَ في الحديث القدسي: "أنا الدهر فلا تسبوني"، وإنما قصدَ منها أن الأمل قد ماتَ من إجهاضهِ عندما حاولتُ إنقاذه من الدهرِ الماضي، ودلالة على اليأس هنا، وليس على تشبيه الدهر بالانسان


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى