الاثنين ١٥ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
بقلم
يا ما كان
تألقَ جُرحكَ الورديُّ وضاءً كطيفِ ملاكْلمحتكَ حافيَ القدمين في حقلٍ من الأشواكْمصلوبًا على زيتونةٍ مدّت ذراعيها ليحتضناكفزِعتُ إليك ملهوفًاوكم أمّلتُ أن ألقاكوأتبع خطوتي لخُطاكْأتيتكَ، غير أني لم أجدكَولاح عن بعدٍ جناحُ ملاكْوحلَّق في مدى الأفلاكْوغبتَ، بعُدتَ عن عينيولكني أظلّ أراكْوقد (عوّدت عيني - مثلما تهوى - على رؤياكْ)جبيناً عاليًا قد لوّحت يُمناكْوعُنقاً فارعًا قد طاول الأعناقْوصوتًا هادرًا ضجَت به الآفاقرأيتُ دِماكَ حيثتُ تُراقْنهضتُ إليك أحملُ لهفةَ المشتاقْوصحتُ:- فداكْيا وطنًا من الأرواح والأحداقْيا جذعا بلا أوراق.لمحتُ شقائقَ النعمان تُدمي خدَّها أسَفاوجنحَ الليلِ مزّقَ ثوبهُ كِسَفاوأسراب الصبايا والسنونو قلبها نزفارأيت التين والزيتون في عليائهِ وجَفاوأرسل طرفهُ ليودع القلب الذي خُطِفافكيف أطيق أن أنساكْوأنت الفطرُ والإمساكْوأنت الحب والأشواقْوأنت البُرءُ والترياقْوزنبقًة على شباكْأُهَدهِدُها وأحميهابدفءِ القلبِ أحضُنهاوبالعبراتِ أسقيهاهُرِعتُ إليكْجثوتُ أُضَمِّخُ الكفين طيبًا فاحَ من قدميكْوأغسل مهجتي بالنور حيث يفيض من عينيكْوأغمس ريشتي في الجرحِأحملُ رايتي، والرمحُ مكسورٌوفي كفي استحال عصًاو قوسي صار سوطًا في يد الجلادِفي مُدن الردى والملحْقد نفد المدادُ وغاضت الكلماتْلعلي بعد هذا اليوم ترشحُ ريشتي قطراتْمن الدم المُوشّى أحرُفًالكنها في وقعها جمَراتْفأغسلُ هذه الأدرانْوشرنقةً من الأحزانْتحاصرني مدى الأزمانأمزقها وأنفضهاوأعزفُ أعذب الألحانلزهرٍ ناضرٍ فتّانوطيرٍ راقصَ الأفنانونهرٍ دائمِ الجريانلأطفالٍ بلا أحزانلوجناتٍ من التفاح والرمانأغني والمَدى يهمي مُنىً و حنانأيا أحبابيَ الأطفالفي ماضي الزمانِ وسالف الأيام ِيا ما كانْ.