السبت ١٩ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم
يا ملحدون قفوا
صُنـّعتُ من موت ٍ عنيد ٍ يُلحد ُوخـُلقت ُ إنسانا ً لأمر ٍ يُقصد ُوخرجتُ للدنيا بدون ِ مشورة ٍوملكت ُ أهلا ً دون َ رأيٍ يُشهد ُوفتحت ُ عيني والصراخُ يزفـُنيوهلاهل ٌحولي لخلق ٍ تـُنشد ُعنوان ُ جسمي في الحياة ِ مُسجلوالأسم ُمن أهلي يُصاغ ويُعمد ُوكبرتُ حتى صارَ جسمي يافعا ًوملكتُ ما خوّلت ُ , منه أحصِدُورأيتُ من حولي جمالا ًباهرا ًيحوي بوزن ٍ كـُل ّ شيء ٍّ يُوجدُالخلق ُحولي واحدٌ في ذاتهمتشابهٌ متوازنٌ متوحّدُومررت في فر ٍ وكر ٍ رابحا ًعشرا ً وألفا ً قد خسرتُ وأفقد ُووجدتُ في الدنيا صراع َ كواسر ٍمن أجل ِ لذات ٍ بنفس ٍ تحقد ُظلمٌ وبغيٌ والنفوسُ مظالم ٌحسد ٌ وغلّ والرذيلة ُ أعيد ُفي النفس ِ قد خـُلقت محبّة ُ ذاتهاومحبّة ُ الأزهى بدهر ٍ يَخلد ُوعلمتُ موتا ً يُسلبُ النفسَ المنىويسوغ ُ منها كلّ مُلك ٍ يُحسدُوبقيتُ أبني رغمَ انـّي موقن ٌفي أي وقت ٍ قد أموت ُوأوْسَدُودُفعتُ للموت ِ المُباغت ِ عُنوة ًلاعلمَ لي في أي ِّ أرض ٍ أ ُلحد ُفأنا المُسّيرُ في الأمور جميعُهاإن كان خيرا ً أو ضلالا يُجهدُإلا بأمر ِ الدين كـُنتُ مُخيرا ًعقلي يدل ُّ بدون جبر ٍ يَرشدُلكن ّ حتـّى الدين أصبحَ تابعا ًلديانة ِ الأبوين جبرا ً يُوردُوبرغم هذا فالعقيدة ُ ناتج ٌللفكر ِأو طبع ٌ جرى فيعو ّد ُهذي الحياة ُ فلا خيارَ لأمرهابل أمرُ دُنيانا لرب ٍّ يُنجدُمهما عملتُ فأن رزقي مُقدرٌربّي يُحدده بما يتجو ّدُلا علم َلي بالغيب ِ حالي مُبهم ٌوحياتنا كالشبر ِ حين تـُحَدَّد ُكـُل ُّ المصائب ِ والمغانم ِ إنـّمافحص ٌ لتقوانا وكيفَ نـُحدِّدُ***مُلئت ْ معارفـُنا علوما ً تحتويإمّا صفات ُالخلق ِ أو ما يُولدُتحوي الحقائق َ أو صفات ٍ أ ُحكمتْببرامج ٍ وقواعد ٍ لا تـُجرد ُانظرْ إلى الأكوان ِ كيف نجومهافي ظلمة ٍ عن بعضها تتبعّد ُانظرْ إلى الإبل ِ الصبور ِ وصبرهاوسماء ِ بادية ٍ وعشب ٍ يَرقدُانظرْ إلى البحر ِ العظيم ِ وزرقةٍفيها العجائبُ من حياة ٍ ترغدُانظرْ إلى الطير ِالمُعلق ِ شاهقا ًفوق البراري كيف طارَ ويَصمدُانظرْ إلى الجبل ِ العظيم وصخرهوجفاف ِ بيداء ٍ ورمل ٍ يَشرد ُانظر إلى النمل ِ الضئيل ِ بتربة ٍيعلو ويغزو كالجيوش تـُجنـّد ُانظرْ إلى الأنعام ِ كيف حليبُهامِنْ بين لحم ٍ كالمنابع ِ يرفد ُانظرْ إلى الأبهام ِ كيف بنانهعجبا ً فريدا ً لا يُعادُ ويُرند ُمَنْ يُسعدُ الثكلى بطفل ٍ راضع ٍمن يهدي ثغرا ً للثدي ِّ فيورد ُمَنْ يأت ِ بالسحُب ِ الثقال ِ لميت ٍفإذا الحياة ُ بجسمه تتجدّد ُمَنْ أوجد َ الكون َ الفسيح َ بظلمة ٍمَنْ يزرع ُ النبتات أو يتفقـّدُمَنْ أهد َ للأنسان ِ عقلا ً راجحا ًوبديع نفس ٍ في الجسوم تـُشيّد ُمَنْ علـّم َ الأنسانَ كـُل ّ بديهة ٍولسان صدق ٍ قد يقول ُ ويَهجد ُمَنْ علـّم الأنسان َ أقلاما ً بهاكتبَ المعارفَ دونما يتحدّد ُمَنْ علـّم الأنسانَ صُنعَ دوائرفيها الحياة ُ بسرعة ٍ تتزيدُمَنْ علـّم الإنسان دفع َ مراكبفي الكون ِتجري للكواكب ِتقصد ُمَنْ علـّم الأنسان َ جنسَ أجنـّةٍكالبذر ِ حجما ً في ظلام ٍ تـُغمد ُمَنْ علـّم الأنسان ركبَ سبائك ٍتعلو السحابَ وفي سواد ٍ تبعدُمَنْ أوجد القرآنَ إعجازا ً إلىكـُلِّ الخلائق ِ لا مثيل َ يُمجـّدُمَنْ يحفظ ُ الجنسين أعدادا ً فلازاد َ الذكورُ ولا الأناث ُ تـُزيّد ُمَنْ علمَ الطيرَ المعارفَ مُعجزامَنْ باتَ في دُنيا له تتوفـّد ُمَنْ أوجدَ البحرين رغمَ تجاور ٍلايبغيان ِ كمثل ند ٍ يـُطردُمَنْ يفتق الصخر العتيد ومخرجا ًماء ً وزرعا ً أخضرا ً يتحشـّد ُمَنْ أوجدَ الفزياءَ قانونا ً بهاتجري الظواهرُ من الهه تـُنضد ُمَنْ أوجدَ الكمياء َعلما ً واسعا ًفيها الموازينُ العظامُ تـُقيد ُمَنْ أوجدَ الطبَ المداوي علـّة ًمَنْ أوجدَ الشافي ومَنْ لا يزهد ُهل كل ّ هذا الخلق جاءَ كصدفة ٍوبدون راع ٍ للخليقة ِ يسند ُأن كان هذا الخلقُ دون مكون ٍفأجبْ بعقلك ِ والعقول ُ تـُعضـّد ُمِنْ أين جاءَ وكيف كانَ بذاتهولما يموتُ بميتة ٍ تتوعّد ُانْ كان هذا الخلقُ ذاته واجدا ًلِمَ ذاته تـُفنى ولا تتأبـّد ُكلُّ العلوم ِ فيا أخي من واهب ٍخلق َ المعادنَ والعقول ُ تـُشيّد ُان كنتَ تصنعُ من حديد ٍ آلة ًأو مِنْ نواة ٍ كائنا يتجسّدُلكنَّ مَن ْ أعطاك َعقلا مُبدعا ًأو منشيء الخامات ِ حيثُ تزوّد ُالله ُ منْ عدم ٍ يكوّن ُ عالما ًمَنْ غيره مِنْ لا وجودَ فيُوجدُفالنشأة الأولى أتتْ من قاهر ٍمَنْ غيره يأتي بها ويُجدد ُكل ّ المعارف ِ لم تخالفْ ما أتىبكتاب ِ ربي من حقائق َ تـُعهد ُ***فلقد عرفتـُكَ يا الهي بفطرة ٍوبفكر عبد ٍ بالدلائل يعبد ُوعرفتُ ربّي في الخليّة كونهانـُظما ً بميزان ٍ تعيشُ وتركد ُوعرفتُ ربّي في الحنان مُتوجابضلوع أم ّ للجنين توددُوعرفتُ ربّي نعمة ً وتفضلا ًوعظيمُ جود ٍ في الخلائق يُنضدُوعرفتُ ربّي في السحور ونجمهوعظيم خلق ٍ بالجمال ِ يُقلـّدُوعرفت ُربّي في السماء ِ وليلهاوهدير أمواج ٍ وغيم ٍ يرعدُوعرفتُ ربّي عند نائبة ٍبهاقلبي توجّس من مخاوفَ تـُقعِد ُوعرفتُ ربّي في ولادة ِ باكر ٍوولادة فيها المخاضُ يُبدد ُوعرفتُ ربّي في الجنين وخلقهكيفَ الخلايا والعظامُ توطـّدُوعرفتُ ربّي عند كل ّ فضيلة ٍأو عند كل ّ بلية ٍ تتعقدُوعرفتـُك الباري بكـُل ِّ خليقة ٍعطفا ً وميزانا ً وخيرا ً يُوفدُقل لي اذا في العقل ذرة َ حكمة ٍهل يقبل ُالعقلُ الشكوك َ فيلحدُ***عقلي وفطرة ُما بنفسي شاهدان الوجودَ بلا حكيم ٍ يَفسدُبل ان للموجود ِ حتما ً واجدٌهذه الحقيقة ُ , فالعقولُ تؤيّدُالله نور ٌ والوجود ُ كشمعة ٍعتماء من نور الإله تـُوقدُعجبا ً لمن نكرَ الإله ومنشئا ًبالجهل ِ قد عاشَ الرذيلة يُلحداللهُ موجود ٌبكل حقيقة ٍوبكل ّ خلق ٍ كان أو يتوجـّدُاللهُ موجودٌ وأوجدَ عالما ًيجري بأمر ٍ لا يزيغ ُ فيُطردُان كان حقا للإله عارفٌفهو المفكرُ بالدلائل يعبدُان كان في الأكوان رب ٌّ آخرٌلرأيتَ في المخلوق ِ ما لا يُحمدُلرأيت خلقا ً لا مثيل لنشئهوصراع َ ألهة ٍ وخلقا ً يُنفد ُالفكرُ قد عرفَ الإله كواجد ٍوالنفسُ قد فـُطرت لكي لا تـُلحدُلمْ يأت ِ ربّي من وجود ٍ قبلهأو كان ربّي والد ٌ يتولـّدُفهوَ الكمالُ وكلّ شيء ناقصوهو الضياءُ بدون نار ٍ تبردُالله ُ باق ٍ والوجودُ بذاتهيحوي الفناءَ فلا يدومُ ويأبدُلن يلحدوا بالله إلا ذلـّة ًركبوا الضلالة في الجهالة أ ُسعدواوالله ِ لن تـُسعدْ قلوبٌ أنكرتربّا ًرحيما ً مالكا ً يتودّ دُأني سعيدُ الحظ دوما ً مُسعدا ًكوني ولدت على حظون ٍ تحمدُأني سعيدُ الحظ بت ّ مُوحدا ًفخرا ً بنفسي حين قلبي يسجد ُحظـّي عظيم ٌ إن ولدت ُ بعالم ٍيحوي تـُقاة ً للإله تزهد ُالحمدُ لله الذي من هديهعشتُ الحياة َ مُوحدا ً اتعبد ُعشتُ الحياة ًَ مجاهدا ًمتأملا ًمرضاة َ ربّي حيث ُقلبي يُسعدُفجهادُ نفسي ضد َّ جور غرائزيوخداع شيطان ٍ جهاد ٌ أجودُفالحظ ُ أنْ فزتُ الصراع َ بتوبة ٍلله من بعد اليقين وأحمد ُيا ملحدون فتلكَ بعضُ منافذمنها العقولُ ومن علوم ترشد ُيا ملحدون فما لكم من حجة ٍفالعقل والعلم المُنوِّر وحّدوايا ملحدون قفوا , فتلك دلائل ٌللعقل زاد ٌ حين عقل يرصد ُلا يستوي في العقل ان ّ وجودنامنْ لا وجود بذاته يتوجد ُما ضرك التقوى وانك مؤمن ٌلكن كفرك بالعذاب يُخلـّدُ