السبت ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم ذياب ربيع

يا يافا

أمضى كل ايام صباه وشبابه في مدينة يافا ،عروس البحر حيث كانت تعج باكبر نشاط
ادبي وفيها تصدر كل الصحف اليومية في فلسطين كجريدة "الدفاع" و " فلسطين"
" والشعب" التي عمل فيها الشاعر محررا قبل حضوره الى مقر ألأمم المتحدة ممثلا
عن "الشعب" عام 1947 حين كانت تناقش قرار تقسيم فلسطين الغاشم الذي ارغمه
على البقاء في ديار الغربة الى ان عا د الى فلسطين وزار يافا بعد مرور خمسين عاما فنظم
القصيدة التالية متاثرا بما رأى فيها من دمار بعد العمار والأزدهار.

رجعت اليك مطعون الأماني
أعاني من ضياعك ما أعاني
فيا (يافا) رأيت الـمـوت حقــا
يقصّف فيك أظـفـار الــزمـــان
وينتهك الشوارع مـقــفـــرات
محطمة، ويـنـخـر في الـمـبـاني
ويـلـتهـم الـمعـالـم فـيك حـتـى
زخـارفـهـا تـوارت عن عيــاني
أسـآئـل في المنازل عن بنيها
فـيـعـيي فـهـم سـاكـنـها لــســـاني
كـأنـي قـادم أمـلـي عـلـيـهــم
شـروط رحيـلـهــم قــبـل الآوان
(يهود) لا يـؤنـبـهـم ضـمـيــر
ولا يبغون عــيـشـا فــي أمــــان
يظنون الديار لــهــم ديـــارا
ولـو كـانـت لـمـظـلـوم وعـــــان
شـواطـئـك الـرحيبة عاريات
مـن الـشـبـان والـغـيد الحـســان
أحـسّ الـمـوج يلطمها دموعا
لـدى حــزن طـمى لـمـا رآ نـــي
أ جرّ عل الرمال البيض عـمــرا
تـجـسّد عـنـفـه فـي عـنـفــوانـي
طوى الأعـوام يجرفها اشتياقا
الى هذي الـروابـي والــمـغـاني
وكـان كما يكون البحر لـجــا
صـخـوبـا لا يــقــرّ على هـــوان
يعارك في الحياة لـيجـتـنيهـا
حـيـاة حــرّة تـعـلـي مـكـــانــي
فيا (يافا) ولن أنساك زهــوا
وفي بعدي قــريــب مـنـك داني
مضت خمسون عاما فالتقينا
لـسـاعـات بـدت لـي كالــثــواني
أطل الأمـس يذكرني شبابــا
تـذكـّر كــلّ امــس فــي مــكـــــاني
تـغـّرّب عن ديار لا يراهــا
تـقـاسـي ظـلـم أولاد الـــزوانـــي
وأقـسـم لا يـعـود الى ثراهـا
وأسـرائيل تـنـعـم فـي كـــيـــــان
ولكن السنين قصمن ظهري
ألــحــّت أن أعـــود ولــــــو لآن
فجئت اليوم أحضنها وأهفو
الى روح تهّف الى احـتـضـاني
أعانقها وتمعن في عـناقـي
مــكــبّـلـة وفي أســـر مـهــــــان
وقفت على ذرى الشطآن فخرا
بقوم ما لهم في الأرض ثـــــــان
أ حـييهم على جلـد وصبــر
ودفع الـشـرّ خير بالــقــــــران
(حماس) حماسهم شرفا تـؤدي
شــهــادة طـارق بـاب الـجـنـــــان
أصافحها وفي عينيّ منهــا
صـراع الـمـجـد حتى في الـتـفــان
وحان وداعها فوضعت كفي
على قلبي أهـوّن مــن حـنـــــاني
فسوف نعود يا (يافا) وحـتـمـــا
يعود الأهل في عـزّ وشــــــــان
فصوتي صوت شعب مستضام
وصرخة أمــة أذكــت بـيـــــــاني
تولى أمـرها من لـيـس فـيهــــم
سـوى طـاغ وغـــدار جـــبـــــان
فـلـولاهـم لـما ذلـّت وهـــانــت
ولا ضـاعـت (فـلسطين) لجـــان

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى