السبت ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم محمد محمد علي جنيدي

يوسف الصديق

لست من هواة متابعة المسلسلات التليفزيونية إلا ما ندر، هذه حقيقة - وسبحان الذي يجعلني أكمل متابعة حلقة واحدة لأي مسلسل مهما علت درجة الإقبال عليه، هذا ما يحدث معي باختصار -ولكن - لست أدري ما الذي حدث لي مع مسلسل «يوسف الصديق» وقد ذهب بعقلي وقلبي إلى درجة أنني كنت أتابع الحلقة الواحدة على عدة قنوات فضائية، لقد أصبح حرصي على مشاهدة حلقات هذا المسلسل الجبار هو في مقدمة اهتماماتي اليومية.

أرى أن العناية الفائقة لإخراج هذه التحفة الفنية على هذا النحو والتوفيق المدهش الذي لازم هذا العمل الفني رفيع المستوى كانا معاً هما العصا السحرية التي أحالت عدم العناية عندي إلى عشقٍ وغرام، ولست وحدي الذي ابتلي بهذا الغرام وقد جلسا المشاهد الإيراني والعربي معاً مهما حالت بينهما المسافات لينالا شرف مشاهدته، وإني لأقترح بهذه المناسبة على مسئولي هذا العمل الخارق أن يتم دبلجته إلى أهم لغات العالم بشرط أن يكون على نفس المستوى الذي صاحب دبلجته باللغة العربية، هذا إن أمكن لهم بالطبع.

يقول الله تعالى في محكم التنزيل «نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا أليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين» الآية 3 سورة يوسف، وإني لأعتقد بأن شهادة لله تعالى هكذا لهذه القصة بوصفها أحسن القصص يكمن في عظمتها سر جمال هذا المسلسل أيضاً ومعها هبوب نسائم النوايا الحسنة من أبطاله علينا والتي يلحظها كل ذي قلب سليم شاهد هذه الجوهرة الفريدة ثم ومعهما أيضاً الجهد الخارق والعناية الفائقة كما تقدم القول، كل هذه الأسباب اجتمعت لينال وسام التوفيق من رب عظيم قال لحق هذه الرواية بأنها بالفعل أحسن القصص.

أرى في هذا العمل الشامخ أن بوسعه توحيد القلوب وأن باستطاعته محاصرة اختلافات الشعوب فهو من هو وهو يجسد قصة من وهب شطر الجمال يوسف الصديق عليه السلام، ولأنني أتحدث عن الجمال الذي أرساه الله رب العالمين في هذا النبي الكريم شكلاً ومضموناً فإنه بإمكان كل ذي عقل رشيد وصدر سليم أن يتنسم من قصته الخالدة رحيق كل فضيلة خلق كريم يدعونا الخالق العظيم أن نتحلى بها.

بقي لي التحدث مع أبطال هذا العمل اللذين حفروا بحروفٍ من نورٍ أسمائهم في لوحة الزمن الخالد فأقول لهم لا أشك أبداً في جمال أخلاقكم ورقة قلوبكم ورجاحة عقولكم وطيب نواياكم في دعواكم للدين والأخلاق معاً وإلا فكيف لنا نفسر توفيق الله لكم في كل مشهدٍٍٍ أخرجتموه لنا، لقد حرصت على مشاهدة صوركم الطبيعية للتعرف على هيئتكم على طبيعتها من خلال الإنترنت فصار إعجابي بكم أكبر فمظهركم جميعاً رجالاً ونساءً يدعونا وكل من يراكم إلى الإعجاب والتأسي بكم، ومن هنا أدعوكم «أيها الأبطال » إلى المزيد من هذا المنهل فكم نحن ظمأى أليه بل والعالم كله الآن وقد أصبح في أمس الحاجة إلى من يقبل عليه بظلال الصالحين ومدد أهل الهداية والبر أمثالكم، فبارك الله لكم وفيكم وجعلكم أعظم فناني العالم كما أراكم خير دعاة دينٍ وخلق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى