يوميات أمريكي لاتيني

تعريف بالشاعر

سيرخيو ماثياس شاعر شيلي، من مواليد 1938 ب غوربيا جنوب الشيلي.كتب العديد من الأعمال الإبداعية المتميزة في مجالي الشعر والنثر(دواوين / دراسات / قصص...)، له حضور متميز ومسكون بالخصب في كثير من المجلات الثقافية.

ابتداء من سنة 1981 مسه سحر الشرق برموزه الحضارية والثقة، وبإشراقاته الصوفية...فكتب دراسات معمقة حول الحضور العربي في أمريكا اللاتينية، كما ساهم في التعريف بالأدب العربي

فنشر دراساتٍ ومقالات حول بعض الشعراء العرب:البياتي، جبران،المعتمد،ابن قزمان...وحول الشعر العراقي وفلسطين في الشعر العربي المعاصر؛ مساهما بذلك مد جسور التواصل وتقريب المسافات بين الأدبين العربي والأمريكي اللاتيني.

يعيش محنة الغربة والنفي بكل أبعادها الإنسانية والفكرية منذ سنة 1973؛ أي بعد اغتصاب الديمقراطية والإطاحة بنظام سالفادور أليندي؛ رئيس الشيلي الأسبق . يقيم حاليا بمدريد منذ ثلاثة عقود تقريبا ؛ حيث كان يدير مركز سالفادور أليندي للدراسات والأبحاث بوصفه مديرا للثقافة قبل أن ينتقل للعمل في السفارة الشيلية بمدريد كمساعد ثقافي زار أقطارا عديدة بما في ذلك البلدان العربية(المغرب / العراق...).حصل على جوائز كثيرة :

- جائزة أنخيل كروشاغو : سانطا مريا 1967
- الجائزة الثانية في عيد إلهة الزهور غابريلا ميسطرال 1968
- الجائزة الأولى في عيد إلهة الزهور غابريلا ميسطرال 1971
- الجائزة الأولى لبابلو نيرودا 1984
- الجائزة الأولى لمدينة تطوان 1986
- جائزة مقهى مارفيل للشعر 1987
- الجائزة الخاصة في "مهرجان الأفكار من أجل السلام" 1987

للشاعر أعمال عديدة؛توزعت على حقلي الشعر والنثر؛نشرت معظمها خارج الشيلي باستثناء ثلاثة:

– I في مجال الشعر:

يد الحطاب-الشيلي-1969
الدم في الغابة- الشيلي-1974
في زمن الأشياء-ألمانيا-1977
أغنية منفى- ألمانيا- 1978
نبحث عن الأمل- هولندا- 1979
الطفل والأرض- المكسيك- 1980
بستاني الريح- اسبانيا- 1980
قربان الديكتاتور- اسبانيا- 1983
ذاكرة المنفى- اسبانيا- 1985
تطوان في أحلام أنديزي- اسبانيا- 1986
كتاب الزمن- اسبانيا- 1987
يوميات أمريكي لاتيني حول بغداد وأمكنة أخرى ساحرة- العراق- 1988
ليل لا أحد- اسبانيا- 1988
منطقة الأعاجيب الأخيرة- اسبانيا- 1993
مخطوطة الأحلام- اسبانيا- 1994
سحر ابن زيدون- الشيلي- 2001
صفحات شاعر من أراوكانيا- اسبانيا- 2001

– II في مجال النثر :

البيت كرمز شعري في أعمال بابلو نيرودا- اسبانيا- 1986
الحلم الآوروبي(رواية)- اسبانيا- 1986
الأدب المغربي باللغة الإسبانية- اسبانيا- 1996
المغرب في الأدب الأمريكي لاتيني- المغرب- 2000

إن حضور المغرب والأندلس في شعر ونثر سيرخيو ماثياس يتغلغل في أكثر من عمل؛ فإلى جانب ديوان "تطوان في أحلام أنديزي" الذي نال عليه جائزة تطوان للشعر 1986؛هناك دواوين أخرى:"كتاب الزمن" الذي نال عليه جائزة مقهى مارفيل للشعر 1987، ثم ديوان "ليل لا أحد"،وأخيراً

كتاب "المغرب في الأدب الأمريكي لاتيني وديوان "مخطوطـة الأحـلام"(قصة المعتمد وجاريته/زوجته الروميكية) وديوان "سحـر ابـن زيـدون" (قصة ابن زيدون وولادة)...

– 1 -
بستان العراق

احْتَـوَى آدَمُ بِحَنَانِـهِ

حَـواءَ التِي تَضْطَجِـعُ ثَمِلَةً

بِشَـذَا قِشْـرَةِ التُّفَّـاح.

يَتَدَثَّـرَانِ بِأَوْرَاقٍ تَحْـتَ مَخْمَـلِ النُّجُـوم.

يَتَحَدَّثَـانِ بِعُذُوبَـةِ خَرِيـرِ الْفُـرَات

إِلَى أَنْ يُحِسَّـا بِانْسِيَابِ فُصُـولِ الْخَرِيـف،

رَأيَا نَفْسَهُمَا فِي مِـرْآةِ الْمَاء

قَـدْ شَاخَـا

كَمَـا يَحْـدُثُ دَوْمـاً.

اجْتَـازَ النُّـورُ الْبُستَـان

إِلَـى أَنْ أَضَـاءَ كُومَـةَ تُـرَابٍ

تَحْتَضِـنُ جَسَــدَا الْمَـوْت.

– 2 -
البصرة

فِـي الْبَصْــرَة،

يَتْـرُكُ النَّخِيـلُ الْبَلَحَ يَسْقُــط

مِثْــلَ دُمُـوعٍ مِـنْ عَسَــل.

يَشِيـخُ الرَّجُِّّـال

مُقْتَفِيـن آثَــارَ السِّنْدِبَـاد.

الْهَــوَاءُ يَهُــزُّالْغُصُـون،

وقِيثَـارَُالْبَحْـر

يَعْــزِفُ مُوسِيقَــى السُّحُــب.

وَرَقْصَـةُ الْحُـب

تَجْعَــلُ عُيُـونَ الأَبْــرَاجِ تَتَأَلَّــق.

– 3 -
أهل الموصل

أَمسَـكَ بِيـدِِ الحُـبِّ

حـارة مثـل الرّمـل

يَسْتمتِـعُ بِتحليـقِ يمامـات

تَلعـبُ علـى ضِفتَـي الفُـرات

وتَغـرقُ

فـي فَـرحِ أهـلِ الموصِـل

الذيـن يُصفِّقـون لِشعـراءِ

يعيشـون

مُشيِّديـن

– 4 -
سمراء

تَطَلَّعْـتُ إِلَـى الأُفُـق

مِـنَ الْمِئْذَنَـةِ الْمَلْوِيَّـة،

كَمَـا لَـوْ كُنْـتُ الْخَلِيفَـة الْمُتَوَكِّـل.

إِلَـى الْمَدِينَـةِ الْمُكْتَسِحَـة

بِفَـرَحِ الرَّاقِصَـاتِ الْعَبَّاسِيَـات.

يَسْقُـطُ حِجَـابُ الْقَمَـر ٍفَـوْقَ دِجْلَـة.

الْقَلْـبُ يَتَوَجَّـهُ إِلَـى مَكَّـة

وَالصَّـلاَّةُ

تَنْصَهِـرُ فِـي حَلَزُونِيَـةِ الطِّيـن.

– 5 -
بوابات الحضر

مِـن خِـلالِ بوَّابـاتِ الحَضَـر✱

يَدخـلُ الرٍّجـالُ

والْجِمـالُ

مُحمَّلـةً بالزّيـتِ والذهـبِ،

مُرسلـة إلـى الإلهـةِ Shahiro.

علـى جانـبِ الْمعبَـدِ

يَتفـرَّغُ الْمُتسوِّلـونَ

لإِحصـاءِ مَصائبَهـم.

فـي القَصـرِ قَلـقٌ

فَشاعـرُ الآلِهـةِ غائـب،

وَنجمـةُ السَّحـرِ

تَعـرفُ أَنّـهُ مُستحـلٌ عَودتَـه،

مـن عَينيْـهِ

يَسقـطُ النـدى

الوحـدةُ

تَسـودُ قَلـبَ الريـح.

✱ الْحضر هي مدينة عربية تاريخية تقع على بعد 80 كم جنوب الموصل عرفت مملكة الحضر بهندستها المعمارية وفنونها وأسلحتها وصناعاتها، الحضر كانت في مستوى روما .
(المترجم)

– 6 -
بابل

إلى ميكيل إٍباليا

يَنسـجُ عَنكبـوتُ السّمـاء

تَناسُـقَ أَبـراجٍ،

تَبنـي الشَّمـسُ عَشّـاً

فـي بُستـانِ نابوخذوناصـر.

فـي عَينـي أَسـدِ بابـل

ذاكـرةُ الذيـن أنشـأُوا

مِعمـارَ الْحِكمَـة.

فـي مَعبـدِ عشتـاروت

يَنتَفـضُ قَلبـي

كمـا لـو كـان يَستَرجِـع الزمـن

أَعـودُ عبـرَ طريـقِ الشَّفـق

إلـى أن أصـلَ إِلـى حَضارَتِنـا

حيـث أَتَخَيَّـلُ فقـط

مـالاً

وَمَعرفَـةً مُزيَّفَـة

وَخُرافـةَ عالَـمٍ مُدَمّـرٍ،

هَـش

مثـل رمـالٍ

تَنفَلـتُ مـن بيـن أَ

صابـعِ الريـح.

– 7 -
نينوى

إِنّهـا نينـوى

الأَشوريَّـةُ التـي سَحِـرتَ

بِرائِحَـةِ حِنَّائِهـا

قـوسَ الشَّفـق

يَغـرزُ السِّهـامَ الأُرجوانيّـةَ

فـي جلدهـا الغزالـي

يُثنـي خصرَهـا البابلـي

بِرقْصـة بساتيـن النَّخيـل،

عيناهـا الَعميقتـان السومريتـان

كانتـا محبوبتيـن ل"ساناكيريـب"

الذـي قَـدّمَ لهـا ميـاه غوميـل

ليغرسـوا فـي بساتيـنِ قصـره

أزهـاراً وفَراشـاتٍ

قصـرٌ بأسـدٍ

وثِيـرانٍ وأَجْنحـةِ ريـح

تُسحِـرُ قَلبـي الْمُغتـرب

إِنّهـا نينـوى

التـي تُكلِّمنـي

مـن مـأْوى جَمَّالِهـا وتُجَّارِهـا.

يـدايَ تَتسَلَّـلانِ

عَبـر أَسوارِهـا الخَفيَّـة

تَحـت مِعماريـة النجـوم

يَبَنـى أَشـور بانبـال عُشّـاً لاسْمـه

فـي أَلـواح الصّلصـال

لِيوقِِـظ حَسـدَ الْحوريـات...

إِنّهـا نينـوى

أُمُّ الرّبيعَيْـن

التـي تُغطّـي بالشُّهُـبِ جَسَدهـا

عُقّـابٌ نـاريٌّ غيـر مُـرَوّض

يُحـرٍّكُ جَناحَيـه

فـي مِـرآةِ الفَجـر..

أَتـركُ صوتـي فـي أراو كانْيـا

بيـن خَرائِبهـا النُّورانِيَّـة.

– 8 -
أسوار أروك

يَسكُـبُ القَمـرُ نـورَهُ

فَـوقَ قُبـورٍ مِـن حِجـارَة،

فـي وَسـطِ الخَرائِـب

تَطفـو الأَساطيـرُ.

خُنجـرُ جَلجامـش

بَقـيَ مَغـروزاً

فـي قَلـبِ الذَّاكِـرَة

حيـثُ تَنسـابُ أَنهـارُ الشِّعـر

تخفـي أسـوارَ أُروك

– 9-
أوراق الزمن

تَهْـوِي شَمْـسُ غُشْـتَ بِرِمَاحِهَـا

فَـوْقَ بَغْـدَاد.

تَرَاتِيـلُ الْقُـرْآنِ تَنْسَكِـبُ

فَـوْقَ عَبَاءَةِ الْهَـوَاءِ الْمُتَّقِـدَة.

نَـدَاوَةِ الأَنْهَـار

تَلُـفُّ الْمَدِينَـةَ بِسُبَـاتٍ عَمِيـق.

تِهْـتُ عَبْـرَ الأَزِقَّـةِ الْعَتِيقَـة،

حَيْـثُ الْبَاعَـةُ يَغْفُـونَ مَلَـلاً

بَيْـنَ سَجَاجِيـدِ

وَمَصَابِيـحِ عَـلاَءِ الدِّيـن.

– 10-
جرة نبوخد نصر

يَنْبُـشُ فِـي قَلْـبِ الْخَرِيـف

لِيَسْتَرْجِـعَ الْوَشْوَشَـاتِ الْخَفِيَّـة

لِحَدَائِـقِ بَابَـلَ الْمُعَلَّقَـة.

الْجَـرَّةُ التِـي كَـانَ يَسْتَعْمِلُهَـا نَبُوخَـد نَصْـر

حَيِـثُ كَانَـتْ عَشِيقَاتِـه

يَذْهـن أَجْسَامَهُـنَّ بِزِيـتٍ مُعَطَّـرَة.

يَفُـكُّ رُمُـوزَ قَصِيـدَة

فَـوْقَ الرِّمَـالِ الْمُبَجَّلَـة،

وَيُسَلِّمُنَـا إِلَـى الْحُـبِّ

فِـي الأَرْضِ الْعَتِيقَـة،

لِيَسْتَمِـعَ

إِلَـى آلَـةِ عُـودِ الرِّيـحِ الْعِرَاقِيَّـة.

– 11 -
شارع الانبعاث

إلى إدواردو شيرينوس

لاَ تَهْجُـرْ سَيْــرَكَ

فِـي شَـارِعِ "الاِنْبِعَـاث".

الْهَـوَاءُ يَتَنَمَّـقُ تَحْـتَ أَشِعَّـةِ الشَّمْـس.

خُـذْ كَـأْسَ غُبَـار

تَرَكَهَـا كَاهِـنُ الْكَلْدَانِيِّيـن.

تَطَلَّـعْ إِلَـى الزَّمَـنِ الْهَـارِب فِـي أَعْمَاقِـه.

يُدَاعِـبُ حَمُورَابِـي

شَعـرَ أَمِيـرَةٍ أَكَادِيَّـة.

وَتَطَلَّـعْ إِلَـى نُقْطَـةِ ضَـوْءٍ

تَسْقُـطُ بَيْـنَ النَّهْدَيْـن كَثَمْـرَةٍ نَاضِجَـة.

– 12 -
عشتار

اِسْقِهَـا مِـنْ يَدَيْـك

مِيَاهـًا بَـارِدَة.

حِيـنَ تُحِـسُّ بِمُدَاعَبَـاتِ الأَرْض

سَتُطَوِّقُـكَ بِانْتِشَـاءِ رَقْصَتِهَـا.

شَفَتَاهَـا الْمُلْتَهِبَتَـانِ

سَتُطْبِقَـانِ عَلَـى شَفَتَيْـك.

لَـنْ تَعْـرِفَ الزَّمَـن

لَكِـن سَتَعْـرِفُ السِّحْـرَ الْخَالِـد

حِيـنَ تُرِيـدُ مَوْتَـك.

– 13 -
دموع نورانية

سَأَضَـعُ أَزْهَـاراً

فَـوْقَ قَبْـرِ الْجُنْـدِي الْمَجْهُـول،

كَـانَ بَسِيطـاً،

وَكَـانَ الصَّدِيــقَ الْوَحِيـدَ لِلشَّعْــب.

حََنَيْــتُ جَبِينِـي قُبَالَـةَ الْقَلْـب

حَيْـثُ الشَّمْــسُ

تَــذْرِفُ دَمَعًَـاتٍ مِـنْ نُــور.

– 14 -
الصلاة

فِـي كُـلِّ لَحْظَـة

يَتْـرُكُ صَدِيقِـي مُحُمَّـدُ أَدَوَاتٍ

يَسْتَعْمِلُهَـا فِـي غَـرْسِ الْجُنَيْنَـة

لِيُصَلِّيَ أَمَـامَ بَوَّابَـةِ الْبَيْــت

بَاسِطـًا ذِرَاعَيْـهِ بِاتِّجَـاهِ الْكَعْبَـة،

وَبُنْدُقِيَّتَـه جَاهِـزَة

لِيَمْحُـوَ آثَـامَ الْحَـرَب.

– 15 -
المعتضد

أَتَجَـوَّلُ فِـي الشَّـارِع

حَيْـثُ الْمُعْتَضِـدُ يَلَمْلِـمُ أَنْجُمـُا لِبُسْتَانِه.

يًفَكِّـرَأَنَّ الْحَيَاةَ تَسْتَحِـقُّ أَنْ تُعَـاش،

لِتَنْزَلِـقَ الْيَـدَان

فَـوْقَ سِنْجَـابٍ يَقْضِـمُ نَـورًا.

يَكْتَشِــفُ فِـي سَلَّـةِ الزَّمَـن

كُنُـوزَ الشَّــرْق.

وَنَثْمُـلُ بِنَبِيـدِ الشَّفَـق،

بَعْــدَ كُــلِّ مَعْرَكَــةِ حُــب

مُتَوَّجَـةً بِصَمْـتِ نَبَاتَـاتِ الْمَنْثُــور.

– 16 -
المسجد الأعظم

دَخَلْـتُ الْمَسْجِـد الأَعْظَـم

حَيْـثُ يَتَلاَشَـى الْحِقَـدُ

وَمَــرَارَةُ الْوَحْـدَة

وَتَعَـبُ الْكَائِـن.

اسْتَرْجَعْــتُ شُعْلَةَ السَّـلاَم

إِلَـى أَنْ أَحْسَسْـتُ أَنَّ الـرُّوحَ

حُزْمَـةٌ مِـنْ نُـور.

– 17 -
مسجد العسكري

تُلاطِــفُ الريـحُ

ذَهـبَ مَسجـدِ العَسكَـري.

يَرشـحُ قَلبـي داخــلَ المَعبَـدِ

مِثـل النَّـدى فـي بَساتيـنِ الشَّـرق.

عِنـدَ الخُــروجِ

تَتلقَّفُنـي الحَيـاةُ مَـرة ثانِيَّـة

بِحَقيقَتِهـا المُرعِبَـة.

فـي الشَّــوارعِ يَمشـي الأَلَـم

مُتّشِحــاً بِثيـابِ الحِـدادِ الحَرْبِيَّــة.

– 18 -

أرض السندباد

حِيـن يَتذكَّـرُ الْحَـربَ

فـي البَصـرَة،

تَتـركُ غابـاتُ النَّخيـلِ

بَسْمتَهـا

بَيـنَ مَناقيـرِ العَصافيـر

لَتَبكـي

بِدمـوعِ غَزالـةٍ جَريحَـة.

– 19 -
مجاري الحب

تَلًفـكَ بِمعْطـفِ السَّمـاءِ الأَزرَق،

تَشـرَبُ عَصيـرَ الْمسـاءِ الأرْجُوانـي

فـي الأقْـداحِ البابِليـَّةِ الكَبيـرَة.

دَعِ القُبـلاتِ تَنثـالُ

بَيـن الأجَمـاتِ الْمُزهِـرة.

إِنَّ حَبيبَتَـك تَتضَمَّـخُ بِروائـحِ العُشـب،

وتَحـتَ دَوراتِ الكَواكـبِ

تَتدَفَّـقُ مَجـاري الْحُـبِّ.

– 20 -

هو بيت شعر

أحيانا

أَحْيَانـًا...

بَيْـتُ شِعْـرٍ

يُعَلِّمُنَا كَيْـفَ نَجِـدُ هُوِّيَّتَنَـا

بَيْـنَ خَرَائِـبِ الأَرْض.

نُلَمْلِـمُ الْكَوَاكِـبَ فِـي طَرِيـقِ الَّليْـل.

نُثَمِّـنُ زَهْـرَةً يُلاَطِفُهَـا النَّـدى.

الْحُـبُّ يُعَــرِّي نَقَاوَتَـه

تَحْـتَ نَـارِ الشُّهُـب.

– 21 -
حنين

حيـنَ عُـدْتُ

مـن أَرضِ البَساتيـن،

شَـدتُ علـى أَيـدٍ كَثيـرة،

قَبَّلـتُ

خُـدودَ زارعـي الصَّداقَـة،

وَبَقيــتُ حزينـا

مثـل حَديقـةٍ دون برتُقـال.