الاثنين ٩ تموز (يوليو) ٢٠٠٧
بقلم نوري الوائلي

يوم ُ الحسوم ِ

يومُ الحسومُ وما أدراك ما حسموا
فيه المآثمُ والخيرات ُ ترتسمُ
 
يومٌ بخمسين ألفا من سنين بها
نحيا حياة ً على أرض بها أممُ
 
يومٌ يفيق به من عاش مقتنعا
لا نفس تحيى وجسمٌ بالثرى حُطمُ
 
الكونُ يطوى بأيدي من له خشعت
كل الخلائق في أكوانه نـُعموا
 
هذي النجوم بيوم الحسم قد طمست
والشمس قد كوّرت والحشر منقسمُ
 
يومٌ ترج ّ به أرضُ لها عمد
تجري الجبالُ كسحب سيرها ركمُ
 
البحرُ يُسجر والأفلاكُ تنحسر
والكون يطوى ويبدو اللوح والقلم
 
يومٌ يُبعثرُ فيه كل ّ ما دفنوا
من كائنات ٍ و أجساد و ما ردموا
 
الربُّ قد جاء للأذهان تبصره
وبالقلوب ومنه الكفر مُنحرمُ
 
الأرضُ تطوى وما فيها غدا هلعا
من صيحة الصور حتى كاد ينهدمُ
 
كل ُّ القبور وما فيها وما حملت
يوم القيامة لن يبقى بها نومُ
 
تجري الحشودُ كأنّ النصب منتظرٌ
فيها العراة على الأقدام ترتطمُ
 
وجيء بالنار والأبصارُ خاشعة ٌ
نادت حريقي الى الظلام يلتهمُ
 
المرضعاتُ فلن يرضعن ما ولدن
وذاتُ حمل ٍ فلا حمل لها سلمُ
 
تأتي النفوسُ وفي ألوانها هلعٌ
الرعب فيها وفي أذهانها المُ
 
من شدة الهول قلب العبد منشغل
عن والديه ومن أخوان ِ ينهزمُ
 
لا صاحبَ المرء يُعطي من محاسنه
لا أنت تعطي ولا الأحسان يُقتسمُ
 
الناسُ تبدو سكارى في تموجهم
لا سكرَ فيهم فهم من خوفهم سُقمُ
 
النفس قد سألت والعينُ شاخصة ٌ
ماذا جرى؟ كيف جسمي سوف يلتئمُ؟
 
قبري ترابٌ وجسمي آل مفسدة
وكيف يجمع من في قبره رممُ؟
 
ماذا تقول إذا ناداك مقتدرٌ
خذ في الذراع كتابا ما به ظلمُ
 
أقرا كتابك يا أنسان في حسر ٍ
فيه سجلات عُمر ما بها عتمُ
 
تدعا لتمشي على خط ٍعلا حمما
الذنبُ يوقع, في أحشائها الندمُ
 
بعد الحساب فللنيران صرختها
زدني حميما فقعري اليوم يزدحمُ
 
ان كنت تحمل في يسراك مشئمة ً
فأعلم بأنك في النيران تضطرمُ
 
ان كان فيك حظوظ أنت مالكها
يوم الحساب فعنك النار تنصرمُ
 
وأزلفت للذين آمنوا غرفا
جنانُ رب على بيبانها النعمُ
 
النورُ يسطعُ من وجناتهم وهجا
والقلبُ راض ٍ وهم بالود قد غنموا
 
لا تحسبن عيون الرب غافلة
عما تقوم به, فالسوء يتهمُ
 
ان كنت تظهرُ من اعمال ِ أحسنها
فاليوم لم يخفَ ما يُخزي وما يصمُ
 
لا ينفع اليوم مال أو بنون إذا
كانت خطاياك في الشيطان تعتصمُ
 
ماذا أقول لربي يوم يسألني
عن سوء فعلي لما قدّمت أختصمُ
 
أمارة السوء نفسي ما لها وزع
ميالة للهوى, للظلم تقتدمُ
 
تلهو بدنيا وفيها للهوى شطط
فالنار تعشق غاويها وتنتقمُ
 
أن كنت منشغلا في اذنه وقرُ
فالموت آت ونفس المرء تنحطمُ
 
يومُ الحسومُ به الأيمانُ مبتسمٌ
والمشركون على سيمائهم وجمُ
 
يا سامعين كلامي اليوم أغتنموا
ساعات عمر, وفي الأحسان أستقموا
 
أعمل ليوم تكون النفس نادمة
ترجو رجوعا وبالخيرات تلتزمُ
 
فاسال ألهك أن يعطيك عافية
في الدين والجسم والأحوال تغتنمُ
 
أعمل لدنيا كأن العمر في مدد ٍ
وأعمل لأخرى كأن الموت محتدمُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى