الاثنين ١١ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم يحيى السماوي

يُـريـدون لــنــا عـراقا ً بـلا شـعـب

(إلى كوكبة الشـهـداء الذين حصد الإرهابيون أجسادهم الطاهرة في مبنى محافظة تكريت)

حـيـن رأيـتُ الـدّمَ والأشـلاءَ
فـي الأسـواق ِ
والـسـاحـاتْ
تـخـثّـرَ الـدّمـعُ وراءَ الـجـفـن ِ ..
جـفَّ الـصّـوتُ فـي حـنـجـرتـي ..
تـعـثّـرتْ عـيـنـي بـطـفـل ٍ دون رأس ٍ ..
ويـد ٍ مـقـطـوعـة ٍ
تـمـسِـكُ شـيـئـا ً يُـشـبـهُ الـخـبـزَ ..
وثـدي ٍ نُـزِعَـتْ حـلـمـتـهُ ..
ودمـية ٍ مـذبـوحـة ٍ ..
ودفـتـر ٍ مُـحـتـرقِ الـصّـفـحـاتْ
وكـان شـيـخٌ طـاعـنٌ يـبـحـث ُ عـن عـكّـازه ِ
أومـأ لـيْ ... هـرعـتُ ..
ثـمّ انـفـجـرتْ سـيـارة ٌ أخـرى ..
يـقـولُ شـاهـدٌ : كـان يـقـودُهـا «رفـيـق ٌ» سـابـقٌ
مـن «الأشـاوسِ» الـذيـن اخـتـبـأوا
حـيـن رأوا دبّـابـتـيـن ِ
تـعـبـران ِ الـجـسـرَ ـ مـن كـتـائـب ِ الـغـزاةْ
أرانِـبـا ً بـاتـوا...
وكـانـوا قـبـل يـوم ٍ واحـد ٍ
طـغـاةْ
تـضـامـنـوا مـع الـظلامـيـيـنَ
والـعُـتـاةْ
وهـاهـم الان يُـنـاضِـلـون:
حـيـنـا ً بالـسّـواطـيـر ِ ..
وحـيـنـا كـاتِـم ِ الـصّـوت ِ
وحـيـنـا ً بـالـمـفـخّـخـاتْ
ذُعِــرْتُ ..
فـاسْــتـنـجَـدَ قـلـبي بـشـهــيــدٍ
فـأتـانـي راكـبـا ً سـحـابـة ً ..
شـقّـتْ لـهُ الـسـمـاءُ دربـا ً مُـعـشِـبـا ً
رأيـتُ كـوخـا ً
صُـنِـعـتْ جـدرانـهُ مـن قـصـبِ الأهـوار ِ
يـســتـديـرُ نـحو بـابـهِ الـمـفـتـوح ِ
جـدولان ِ مـن دجـلـة َ والـفـراتْ
وكـانـت الــنـخـلـةُ تـبـكـي
قـلـتُ: مـا يُـبـكـيـكِ؟
قـالـتْ: إنـهـا الـمـأسـاةْ
«بـلالُ» تـحـتَ قُـبّـة ِ الـلـه ِ
شـهـيـدا ً مـاتْ
رأى الـغـزاة َ ..
والـمـلــثـمـيـن ..
و«الأشـاوسَ» ..
الـجـمـيـعَ ..
يُـطـلـقـون نـارَ حـقـدِهـم ... فـأ رْخـصَ الـحـيـاةْ
فـكـلُّ وحـش ٍ يـرتـدي ثـيـابـهُ ..
وصـوتـهُ ..
يـهـتـفُ لـلـصّـلاةْ
لـذا
فـنـحـنُ الـيـومَ
لا نـمـيّـزُ الأصـواتْ
ولـم نـعـدْ
نـمـيّـزُ «الـشّـمْـرَ» مـن «الـحُـرِّ الـرّيـاحـيِّ»
ولا الـخـاشِـعَ فـي مـحـرابـه ِ :
لـلـهِ؟
أو لـ «اللاتْ»!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى