الجمعة ٢١ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم راشد حسين

الجيــــــــــــاد

في بلاد الآخرين
يولدُ الطفلُ صغيرا
فيصبون على أيامه دفئاً ونورا
ثم يروون له من قصة الشمس
سطورا
وإذا الطفلُ الذي كان صغيرا
رجلاً يصبح.. إنساناً كبيرا!
 
* * *
 
في قرانا يولدُ الطفلُ أميرا
فيصبون على عينيه ليلا ونذورا
وعلى جلدته الرخوة يبنون قصورا
وإذا الطفلُ الذي كان أميرا
قزماً يصبحُ.. إنساناً صغيرا
يشربُ الوحل ويجترُّ القشورا
 
* * *
 
في بلاد الآخرين
يكبرُ الطفلُ وتنمو معه كلُّ المعاني
وعلى جبهته تنمو نجومٌ وأماني
في قرانا.. بين طيات الدخان..
يكبرُ الطفلُ لكي تكبرَ بالطفلِ التهاني
ليقولوا: "أصبح المحروسُ حلماً
للحسانِ "..
أو "عريسا" صار.. في سن
الزواج ابن فلان
 
* * *
 
وإذا جيلٌ من العرسان يجتاحُ
بلادي
جيلُ أطفال كبارٍ.. كالجياد!
ملأت أذهانهم أشباحُ تفكيرٍ رمادي
فالأماني تنتهي عند "سعاد"
عند أقدام "سعاد"
عند حنّاء على كف "سعاد"!
 
* * *
 
ليت أهلي يلدون الطفل طفلا
ثم لا يرمون في عينيه وحْلا
علّه يزهرُ في أرض بلادي
جيلُ فرسان جديدٌ.. في بلادي
يلدُ الأطفال أطفالاً صغارا
ثم يغدون رجالا.. يملأون الليل نارا
علني ألمحُ من حولي نسورا
لا عصافير يقلدون النسورا!
 
في بلاد الآخرين تقلقُ الناس النهايةْ
في قرانا تقلقُ الناس البدايةْ
همهم أن تلد الزوجةُ مولودا ذكرْ
ليقولوا "إنها بنتُ أصيل مفتخرْ.. "
"وضعت طفلا ذكرْ
وجهه وجه القمرْ "
ليقولوا: "زوجها فحلٌ عظيمْ..
رجل "
أو "جوادٌ عربي.. بطلٌ لا يخذلُ "
"ابنُه البكرُ ذكرْ
وجهُه وجهُ القمرْ"!
بعد هذا ليصر ابنهم راعي ذاباْ
وليكن دودة ارضٍ.. كل ما فيها
ترابْ!
وليكنن ابكم.. أعمى.. وليكن بوم
خرابْ
وليمتْ والدُه ولتمتْ والدتُهْ
ولتمت من فرحٍ قابلتُهْ
فهو مولودٌ ذكرْ
وجهُهُ وجهُ القمرْ
امُّه بنت نبيلٍ.. فرسٌ لا تعثرْ
زوجها فحلٌ أصيلٌ.. بطلٌ منتصرُ!
 
* * *
 
وطني.. قلْ لي متى يا وطني
مرةً تغرقُنا بالضوء لا بالوسَنِ
بعد أن أغرقتنا في عسلٍ في لبن
علّ أسواق الجواري تتهدمْ
والجياد السود للنار تُقدّمْ
على ارتال العصافير تدورْ
وإذا هنًّ صقورٌ ونسورْ!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى