الأحد ٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧

الكائن البشري العظيم وتغيير المحيط عن طريق ممارسة الإرادة

تتفاعل الكائنات البشرية تفاعلا نشيطا (ديناميا) بينها وبين محيطيها الإجتماعي والطبيعي اللذين يشملان أبعادا اقتصادية وسياسية ونفسية وثقافية وروحية. والتفاعل الذي هو تبادل التأثر والتأثير نشيط، بمعنى ان حدوث التفاعل مستمر. وبسبب هذا التفاعل فإن الكائن البشري هو "الكائن البشري وظروفه" أو "الكائن البشري ومحيطه الإجتماعي والطبيعي". "الكائن البشري هو الكائن البشري وظروفه" جملة تعبر عن هذا التفاعل النشيط. ولا يمكن للكائن البشري أن يكون بمعزل عن المحيطين الإجتماعي والطبيعي اللذين حوله أو منفصلا عنهما. لا بد للكائن البشري إلا أن يكون على علاقة بهذين المحيطين. وفي هذه العلاقة بين الكائن البشري والمحيطين الإجتماعي والطبيعي تحدث الإتصالات والمواجهات والضغوط والتأثيرات.

يؤثر الكائن البشري في المحيط الذي يعيش فيه ولكنه لا يمكنه أن يتجاهل ذلك المحيط. وكيفية تأثير الكائن البشري في محيطه هي عمله أو أداؤه الخلاق. والإنسان العظيم أو المتميز أو غير العادي هو الإنسان الذي يحدث التغيير عن طريق ممارسة إرادته لتجاوز ما هو عادي وما هو مستقر ومعطى. ولهذا الإنسان المتميز إنسان نقيض هو الإنسان غير المتميز، غير الممارس لإرادته، غير المحدث للتغيير، الإنسان الراضي بكونه شخصا متوسط القدرة، أو دون القدرة المتوسطة، الإنسان المعتمد على رأي الآخرين، بدلا من الإعتماد على رأيه وفكره وعقله.

ومن منظور البشر إما أن يكون المحيطان الإجتماعي والطبيعي بأبعادهما السياسية والإقتصادية والثقافية والنفسية باعثين على الرضى أو باعثين على الإستياء أو غير باعثين على الرضى وعلى الإستياء. ويؤدي التغيير الذي يحدثه الكائن البشري المتميز إلى تغيير في بعد أو أكثر من أبعاد هذين المحيطين.

وكون الفكر فلسفيا أو مجردا لا يعني بالضرورة أنه منفصل عن الظروف الملموسة لحياة البشر. والفكر المجرد يشمل الأفكار الملموسة التي تندرج في إطار ذلك الفكر.

وفهم الكائن البشري لا يمكن إلا أن يكون نابعا من العلاقة النشيطة بينه وبين المحيطين الإجتماعي والطبيعي. وتجربة الكائن البشري لهذه العلاقة من شأنها أن تولد الفهم الذي يكون لديه.

وجوهر تميز الكائن البشري أو عظمته أو بطولته هو نية تحقيق إرادته أو تحقيقها. الكائن البشري العظيم هو من يحقق إرادته أو ينوي تحقيق هذه الإرادة، من ينوي أن يكون هو نفسه، أن يجهد نفسه ليكون كائنا متميزا فريدا محققا لذاته ولإرادته. إرادة هذا الكائن لأن يكون هو نفسه هي العظمة. العظمة هي رفض ذلك الكائن لأن يتخلى عن الدور الذي اختار أن يؤديه. العظمة هي تشبث الكائن البشري بأداء الدور الذي اختار أن يؤديه. ويؤثر عدم تحقيق الإرادة تأثيرا سلبيا في شتى مناحي الحياة.

وفي التأثر والتأثير المتبادلين بين الكائنات البشرية والمحيطين الإجتماعي والطبيعي يختلف البشر بعضهم عن بعض في مدى تأثرهم وتأثيرهم. يتعرض بعضهم لتأثر أقل ويمارس تأثيرا أكبر من تأثر أو تأثير آخرين. هذا البعض هو الأقلية الفاعلة النشيطة القيادية. ولدى هذا البعض يتوفر قدر أكبر من صفات من قبيل قوة الإرادة والحيوية ونفاذ البصيرة والحافز والمثابرة والإقدام. هذه الصفات تؤهل ذلك البعض لأن يمارس قدرا أكبر من التأثير في المحيطين الإجتماعي والطبيعي ولأن يحتل مركز القيادة ولأن يأتي بالأعمال الإبداعية ولأن يسهم إسهاما أكبر في إحداث الأحداث وتغيير الظروف في المحيطين المذكورين وتحريك شؤون المجتمع وتحقيق التغير المنشود.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى