الاثنين ٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم أحمد فضل شبلول

ارسمْ قلبي قنبلةً

إلى ناجي العلي

ارسمْ ما لايُـرسَـمْ

ارسمْ في الأرضِ ،

وفي البحرِ ،

وفي الأجواءْ

ارسمْ لي وطنًا ألقاهُ الآنْ ،

ورمالاً تحلمُ بالأمواجِ ،

صخورًا تهتفُ بالأنداءْ

ارسمْ سنبلةً ،

وزهورًا ،

ورياحينَ ،

وأضواءْ

وأنا أعطيكَ فتيلَ الكلمةِ ،

أعطيكَ القلبَ كبيرًا وفتيَّا،

لكنْ منكسرا

فارسمْ قلبي منتفضا

فوق رصيفِ القدسِ ،

وداخل أروقةِ الأقصى

ارسمْ قلبي

فوق الأسلاكِ الشائكةِ ،

وتحت الغاراتْ

ارسمْهُ .. داخل جنزير العرباتْ

ارسم واشربْ من زمزم

علَّ الماءَ يردُّ رصاصاتٍ غادرةً ،

عن نهر النيلِ ، ودجلةَ ، والبردى

ارسمْ ..

لاتسألْ عن كَنْزِ سليمانْ

بلقيسُ تنام الآنَ على أوجاعِ المرمر

... مـُرْ ... مُـرْ

الضوءُ هو الأخضرْ

والزمنُ يغادرُ سبتمبر

... مـُرْ ... مـُرْ

مُـرْ حنظلةَ يغنّ

مُـرْهُ .. لاتخطيءُ عينْ

حنظلةْ

ياحنظلةْ

ساقوكَ للمقصلة

لم تنفعْ الأسئلة

والزهرةُ الباسلة

والنجمة القاتلة

حنظلة

ياحنظلة

ارسمْني في كفِّ يديكَ حمامةْ ،

أو غصنًا للزيتون

ارسمني قنبلةً ، طائرةً ، مدفعْ

ارسمني أحصنةً ، وخيولاً مسرجةً ،

وسهامًا ، وسيوفًا مشرعةً ،

ارسمني صاروخًا عربيًّا ،

في هذا الزمنِ العربيّ

أو دباباتٍ تفتحُ للفجرِ طريقًا

أو أسدًا يزأَرُ ،

أو فأرًا لايهربُ قُـدَّامَ القطة

الفأرُ .. والقطة

الليثُ .. والثعلب

الذئبُ .. والأغنام

بلقيسُ تنام ...

... حنظلةٌ يستيقظُ فينا الآن

فارسمْ مالايُرسم

لكنْ لا ترسمْني بعد اليومِ حمامةْ ،

أو غصنًا للزيتون

عافتْ نفسي ...

أقراصَ التهدئةِ الكبرى ،

وفناجينَ الشايِ

المخلوطةَ بــ " الأفيون " .

إلى ناجي العلي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى